راهن النص على تداعيات خواطر سارد تجاه صديق انتهت علاقته به بغيابه؛ وأفاض في الحديث عن الصديق وفي عرض بعض أقواله..
ولعل النص قد تعمد تجنب خط حكائي وخطاطة سردية ذات حبكة تعتمد متواليات لها وضعيات تنتهي بانفراج عقدة أو أزمة معينة؛ ليكتفي بحكي ذهني يقف عند حدود طرح صورة مستفيضة للصديق..
هو اختيار...
فكرة النص جيدة وتحمل بعض الإثارة؛ وتبقى منفتحة على استغلالها بشكل أجمل.. وأعتقد أن الاهتمام بالحكاية قد طغى على السرد؛ إذ نحس بهيمنة عنصر الإخبار وتتبع الأحداث؛ ثم محاولة إنهائها في الأخير بأقل كلفة ( إخبار بعزل المفتش).. وكان بالإمكان اتباع خطاطة سردية تعتمد المفارقة والإدهاش لخلق متعة سردية...
هي محاولة لاعتماد عنصر " الغرائبي" لتحقيق غاية مقصودة؛ أو رهان َمعين... وهكذا اعتمدت الحكاية على سماء تمطر موزا؛ وتأخر السارد عن نيل نصيبه من ذلك... ثم ماذا؟
هو التساؤل الذي نخرج منه بعد قراءتنا للنص؛ إذ لابد من تحديد رهان ما؛ تسلمنا إليه حبكة متينة السبك تملك تقنيات إحداث المفارقة...
هناك أخطاء...
الحدث؛ يلخصه العنوان؛ وكأنه يفضح رهانه منذ البداية..
طريقة السرد جيدة عموما؛ ويبقى الحدث بحاجة إلى عنصر إدهاش أقوى.... فالحكاية تقتصر على غنيمة كسبها الصياد العجوز؛ وعلى أوغاد يستعدون لمهاجمته؛ ولعلنا هنا نبقى تواقين إلى ما يخلق المفارقة..
إشارة أخيرة إلى لفظة ( مدججون).. لعلها حال
تحياتي
دردشة حول القصة القصيرة جدا
حظي موضوع السرد القصير جدا بأهمية كبيرة من طرف كتابه ونقاده ومختلف المتابعين له، وقد اختلفت الآراء حول الموضوع وتفرقت السبل حوله، فاعتبره البعض جنسا أدبيا جديدا، بينما اجتهد آخرون في البحث عن أصول تراثية عربية ترتبط به، في السياق نفسه ظهرت مجموعات قصصية قصيرة جدا...
سبر الكتابة الذّاتية في بعض قصص محمد فرّي
تقنية الميتا سرد في بعض قصص محمد فرّي
إن يكتب القاصّ عن نفسه، و كيف يكتب ؟ و كيف يتعامل مع اللّغة؟ و كيف تنقاد له أحيانا؟ و كيف تستعصى عليه أحياناً أخرى؟ و كيف تهجره الكلمات المراد توظيفها؟ و كيف لا تستقيم له التراكيب المعبّرة؟ و كيف يتزاوج...
وصف دقيق لنفسية ذات حس جد مرهف ,,
ومن خلال ذلك يعكس السرد والسارد واقعا غير مسعف،
واقعا له دخل كبير في رهافة الحس السلبية، وفي تمزق
الذات وشقائها ,,
بعد نفسي يطغى على النص، ويراهن عليه الكاتب بنجاح
تحيتي السي عبدالرحيم