حسن فيرداوس
كاتب
.. الهالة
الظلام في لا وعيه هو ابتعاد الأضواء عنه ، ودخوله في دائرة النسيان ؛ أما الظلام الحقيقي فلا يخشاه ؛ فهو تعود الرجوع من الحانة بعد منتصف الليل مترنحا ، ومتلمسا طريقه كأعمى عوضت ذاكرته حواسه ..تحسبه من جنس الفراشات في سعيه إلى بؤر الضوء ، لكنه لا يريد أن يحترق قربانا للنور ..يتشبت بوجوده المادي ؛ ولكنه يسعى بكل السبل لخلق امتداد معنوي وهمي ..الحياة عنده هي ألا تختزل نفسك في كائن موجه فاقد الحرية ..فهو يصلي بخشوع ، ويقارع كؤوس الخمرة بتلذذ مبالغ فيه وكأنه يتلمظ رحيق العسل ؛ وإذا جاع فإنه يفضل أن يأكل الخبز مع الجعة لاعتقاده بأنه يخفف من وطأة الكحول
ويزيد من عمر الشرب لكي تطول الجلسة ؛ كمايرفض استعمال مصطلح القصارة لأنه يوحي بسرعة انتهاء " قعدة الأنس " والتغزل بكل المومسات والتحرش بهن بكل حرية وجرأة افتقدها دوما
بدأ يتعمد الظهور في كل مكان ، ويجري وراء الأضواء ..يصاحب السكارى والندامى ..يجالس المصلين والفقهاء ..يقبل رؤوس الأمهات وأثداء العاهرات ..لالون له ولا طعم ولارائحة كالماء..وعندما يختلي بنفسه يتملى طلعته في المرآة قائلا بفخر :- استعد أيها النائب المحترم ..لقد اقتربت الإنتخابات....
طنجة 2016
.
الظلام في لا وعيه هو ابتعاد الأضواء عنه ، ودخوله في دائرة النسيان ؛ أما الظلام الحقيقي فلا يخشاه ؛ فهو تعود الرجوع من الحانة بعد منتصف الليل مترنحا ، ومتلمسا طريقه كأعمى عوضت ذاكرته حواسه ..تحسبه من جنس الفراشات في سعيه إلى بؤر الضوء ، لكنه لا يريد أن يحترق قربانا للنور ..يتشبت بوجوده المادي ؛ ولكنه يسعى بكل السبل لخلق امتداد معنوي وهمي ..الحياة عنده هي ألا تختزل نفسك في كائن موجه فاقد الحرية ..فهو يصلي بخشوع ، ويقارع كؤوس الخمرة بتلذذ مبالغ فيه وكأنه يتلمظ رحيق العسل ؛ وإذا جاع فإنه يفضل أن يأكل الخبز مع الجعة لاعتقاده بأنه يخفف من وطأة الكحول
ويزيد من عمر الشرب لكي تطول الجلسة ؛ كمايرفض استعمال مصطلح القصارة لأنه يوحي بسرعة انتهاء " قعدة الأنس " والتغزل بكل المومسات والتحرش بهن بكل حرية وجرأة افتقدها دوما
بدأ يتعمد الظهور في كل مكان ، ويجري وراء الأضواء ..يصاحب السكارى والندامى ..يجالس المصلين والفقهاء ..يقبل رؤوس الأمهات وأثداء العاهرات ..لالون له ولا طعم ولارائحة كالماء..وعندما يختلي بنفسه يتملى طلعته في المرآة قائلا بفخر :- استعد أيها النائب المحترم ..لقد اقتربت الإنتخابات....
طنجة 2016
.