حسن فيرداوس
كاتب
.. أشياء صغيرة
تخبىء الحياة مفاجئات تسحبك من النمطية والرتابة كطفل معاق رفض أن يكون عنوانا للشقفة والضعف . تضعك باصرار في طابور طويل تغشاه الانتظارية . فأ شياء صغيرة قد تحسم في أمور كبيرة وتتحكم في تفاصيلها .. لم يكن يعترض على حظه التعس وإن احتج ؛ فالأمر لا يعدو أن يكون مجرد تسجيل موقف أمام عجز مزمن كامن في دواخله . تستفزه الذكريات السوداء وتوتره ، فيستجيب لها جسده المنهك ، ليرتفع نبضه ويتسارع تنفسه في تماه مع صدر يرتفع وينخفض كمن يستعجل سحب هواء الغرفة العطنة قبل أن ينفذ ويختنق .
غرفة كمراب سيارة زوجته السابقة ، يوم كان مهاب الجانب من الجيران والأهل ؛ فلما " اشترت " منه الطلاق وطردته من بيتها لم يعد يعيره أحد أي اهتمام كمنبوذ متشرد استهلك الأشياء الجميلة وأفلست ذاكرته . حتى ريع الطلاق بدده في جلسات خمرية بين أصدقاء الصدفة والمومسات . لم يجد في حياته الجديدة حيزا للوفاءوالصدق ..متاهة من الأحلام المزيفة والأكاذيب المنمقة تستغرق محيطه وتتلبد به في كل طريق أو مساق ..بل بلغ تمرد نفسه على بيئته التقليدية حد معاقبة أهله بالزواج من مومس ..لا يهمه إن كان سيحبها ، فيكفي أنهن يعشقن طريقته في التبذير والسفاهة ..لسن كلهن سيئات : فمنهن الضحايا والتائبات والباحثات عن " الحصانة " تحت " حضانة " زوج غير مبالي ..المهم أن تستمر الحياة وألا تقف عند باب وهمي تتسول المثالية والطهر ..ماذا كسب من زوجته ذات الحسب والجاه غير الذل والهوان ..كان يقنع نفسه بأن للعيش هامش كالمدينة يلجأ إليه الخائبون الذين تخلت عنهم الحياة التي تعارف عليها المجتمع في ظل سطوة التقاليد الباليةو ترسبت في قاعها أشلاء قيم متلاشية ....
2016: القنيطرة
تخبىء الحياة مفاجئات تسحبك من النمطية والرتابة كطفل معاق رفض أن يكون عنوانا للشقفة والضعف . تضعك باصرار في طابور طويل تغشاه الانتظارية . فأ شياء صغيرة قد تحسم في أمور كبيرة وتتحكم في تفاصيلها .. لم يكن يعترض على حظه التعس وإن احتج ؛ فالأمر لا يعدو أن يكون مجرد تسجيل موقف أمام عجز مزمن كامن في دواخله . تستفزه الذكريات السوداء وتوتره ، فيستجيب لها جسده المنهك ، ليرتفع نبضه ويتسارع تنفسه في تماه مع صدر يرتفع وينخفض كمن يستعجل سحب هواء الغرفة العطنة قبل أن ينفذ ويختنق .
غرفة كمراب سيارة زوجته السابقة ، يوم كان مهاب الجانب من الجيران والأهل ؛ فلما " اشترت " منه الطلاق وطردته من بيتها لم يعد يعيره أحد أي اهتمام كمنبوذ متشرد استهلك الأشياء الجميلة وأفلست ذاكرته . حتى ريع الطلاق بدده في جلسات خمرية بين أصدقاء الصدفة والمومسات . لم يجد في حياته الجديدة حيزا للوفاءوالصدق ..متاهة من الأحلام المزيفة والأكاذيب المنمقة تستغرق محيطه وتتلبد به في كل طريق أو مساق ..بل بلغ تمرد نفسه على بيئته التقليدية حد معاقبة أهله بالزواج من مومس ..لا يهمه إن كان سيحبها ، فيكفي أنهن يعشقن طريقته في التبذير والسفاهة ..لسن كلهن سيئات : فمنهن الضحايا والتائبات والباحثات عن " الحصانة " تحت " حضانة " زوج غير مبالي ..المهم أن تستمر الحياة وألا تقف عند باب وهمي تتسول المثالية والطهر ..ماذا كسب من زوجته ذات الحسب والجاه غير الذل والهوان ..كان يقنع نفسه بأن للعيش هامش كالمدينة يلجأ إليه الخائبون الذين تخلت عنهم الحياة التي تعارف عليها المجتمع في ظل سطوة التقاليد الباليةو ترسبت في قاعها أشلاء قيم متلاشية ....
2016: القنيطرة