حسن فيرداوس
كاتب
وجه الشبه
توارت في الحجاب وهي تسارع الريح للحاق بزوجها الذي كان يوسع الفجوة بينهما كلما باعد بين خطواته كمن يمارس رياضة المشي ..كان منظر " المرأة " وهي تتعثر في ثوبها مثار شفقة وتعليقات متباينة تصدر عن فضوليي الشارع ..على عكس المظاهر والتصورات المسبقة اعتبر " منير " وزوجته من الجيران المسالمين والمحبوبين منذ قطنوا بهذا الحي عند قدومهم من غربة ألمانيا بصفة نهائية ..الزوج المتواضع يتقبل القفشات والدعابات بصدر رحب ويحاول الرد برصانةمبطنة بالنصيحة ..فعمر " نكايتي " الدرب يثير الضحك عندما يسأله مستغربا :- الناس تأتي بالتكنولوجيا والتقدم من ألمانيا وأنت يظهر عليك كمن أفنى عمره في قندهار ...!..يبتسم منير وهو يبين القيمة الحضارية التي تعكسها ألمانيا :- هذا دليل إيمان الألمان بالحرية الفردية والجماعية فاي اللباس والأكل والممارسات الدينية والثقافية ..ثم يتدارك شيئا مهما فيعقب والأسى على وجهه :- إلا الخوض في جرائم إسرائيل وعربدتها ...!
بطبيعة الحال كان البعض يجاريه في أفكاره والبعض الآخر يناوئه ومن بينهم " رشيد " المطرود حديثا من ألمانيا بسبب السطو على السيارات وقضائه لبضع د شهورفي السجن اعتبرها أياما في فندق ن مصنف ..أما " مصطفى " المدرس في التعليم الأولي الخاص رغم حصوله على الاجازة في الآداب فكان يعلق على هذه الوضعية النشاز :- الاجازة في الآداب وتعيين قليل الأدب ...!..ومع ذلك كان يصمت كثيرا ثم يقول كلاما لم يخطر على بال..كاستغرابه لاسم منير وعدم توافقه مع مع هذا الزي الذي يحيل إلى ثقافة معينة ،ويختار له من الأسماء : ثعلبة أو المغيرة وأحيانا يدمج طفلته التي أدخلوها في سلك المحجبات في الموضوع فيناديه :- أبو صفية ..! و ببرودة المقتنع برأيه يجيب :- منير مشتقة من النور ، والنور من أسماء الله الحسنى ...فما الغرابة في الأمر ..؟ ..الجميل في الأمر أن الجواب المقنع والمفحم يباركه الجميع ..وعندما ينتهي اللقاء العارض يودع الجميع بطيبوبة وسعة نفس فيبادله الباقون نفس المشاعر .. وكالعادة لا يمكن أ ن ينتهي الجمع دون أن ..ينهيه " المعلم " بتعليق دال :- إنه لا يشبههم ..إنه لا يشبههم ....!
القنيطرة : 2018
توارت في الحجاب وهي تسارع الريح للحاق بزوجها الذي كان يوسع الفجوة بينهما كلما باعد بين خطواته كمن يمارس رياضة المشي ..كان منظر " المرأة " وهي تتعثر في ثوبها مثار شفقة وتعليقات متباينة تصدر عن فضوليي الشارع ..على عكس المظاهر والتصورات المسبقة اعتبر " منير " وزوجته من الجيران المسالمين والمحبوبين منذ قطنوا بهذا الحي عند قدومهم من غربة ألمانيا بصفة نهائية ..الزوج المتواضع يتقبل القفشات والدعابات بصدر رحب ويحاول الرد برصانةمبطنة بالنصيحة ..فعمر " نكايتي " الدرب يثير الضحك عندما يسأله مستغربا :- الناس تأتي بالتكنولوجيا والتقدم من ألمانيا وأنت يظهر عليك كمن أفنى عمره في قندهار ...!..يبتسم منير وهو يبين القيمة الحضارية التي تعكسها ألمانيا :- هذا دليل إيمان الألمان بالحرية الفردية والجماعية فاي اللباس والأكل والممارسات الدينية والثقافية ..ثم يتدارك شيئا مهما فيعقب والأسى على وجهه :- إلا الخوض في جرائم إسرائيل وعربدتها ...!
بطبيعة الحال كان البعض يجاريه في أفكاره والبعض الآخر يناوئه ومن بينهم " رشيد " المطرود حديثا من ألمانيا بسبب السطو على السيارات وقضائه لبضع د شهورفي السجن اعتبرها أياما في فندق ن مصنف ..أما " مصطفى " المدرس في التعليم الأولي الخاص رغم حصوله على الاجازة في الآداب فكان يعلق على هذه الوضعية النشاز :- الاجازة في الآداب وتعيين قليل الأدب ...!..ومع ذلك كان يصمت كثيرا ثم يقول كلاما لم يخطر على بال..كاستغرابه لاسم منير وعدم توافقه مع مع هذا الزي الذي يحيل إلى ثقافة معينة ،ويختار له من الأسماء : ثعلبة أو المغيرة وأحيانا يدمج طفلته التي أدخلوها في سلك المحجبات في الموضوع فيناديه :- أبو صفية ..! و ببرودة المقتنع برأيه يجيب :- منير مشتقة من النور ، والنور من أسماء الله الحسنى ...فما الغرابة في الأمر ..؟ ..الجميل في الأمر أن الجواب المقنع والمفحم يباركه الجميع ..وعندما ينتهي اللقاء العارض يودع الجميع بطيبوبة وسعة نفس فيبادله الباقون نفس المشاعر .. وكالعادة لا يمكن أ ن ينتهي الجمع دون أن ..ينهيه " المعلم " بتعليق دال :- إنه لا يشبههم ..إنه لا يشبههم ....!
القنيطرة : 2018