حسن فيرداوس
كاتب
حفظ الهوى ...
سكن الليل وجفاه مرقده ..حل السهاد ضيفا ثقيلا ليزيد من ثقل جفنيه كسكير آخر الليل ..ضاق عليه البيت بما رحب ، وأطبقت جذران الغرفة على مداركه ..فتح النافذة والناس نيام ليبحث عن قمر يؤنسه ؛ ولكن تطاول العمارات حجب عنه رؤية السماء فعاد ليغلق النافذة ويفتح أخرى في دواخله ..استعرض بعض هواياته الفردية والتي لا تتطلب إلا استدعاء الذكريات والمهارات الذهنية ....
: ترنم بمقطع أغنية للشيخ أبو العلا محمد
أفديه إن حفظ الهوى أو ضيعا
ملك الفؤاد فما عسى أن أصنعا
فما عساي أن أصنع في هذا الليل الطويل غير السهر مع أغاني أطربت ليالي القاهرة في العشرينيات ..وحاجج كلمات الأغنية بمزاج ألق : من يضمن حفظ الهوى ..؟ ..فالهوى قد يهوي بصاحبه في أتون العشق والحلم بالوصال مما يضيع عليه لذة الحياة ، كما أضاع السي السيد ، أحد شخوص نجيب محفوظ في الثلاثية بضاعته ...وتاه مع العالمات ونسي الإنجليز..
كلما نظر إلى عقارب الساعة حسبهما جنديي حراسة أمام باب قصر وندسور بلا حراك ...ثم يعود إلى صالة الطرب مع الشيخ أبو العلا وهو يواصل مواويله وسط تخت نصفه سكران :
من لم يذق ظلم الحبيب كظلمه
حلوا فقد جهل المحبة واد عى .... ويرتفع الصياح في جنبات الصالة
: الله ...الله .....الله أكبر .....الله أكبر
وانتبه إلى أن التكبيرتين الأخيرتين صدرتا من الجامع المجاور لاقامته تناديان لصلاة الصبح ..فتوضأ وصلى الفريضة ..وراح في نومة عميقة حتى أدرك شهرزاد الصباح ......
2018
سكن الليل وجفاه مرقده ..حل السهاد ضيفا ثقيلا ليزيد من ثقل جفنيه كسكير آخر الليل ..ضاق عليه البيت بما رحب ، وأطبقت جذران الغرفة على مداركه ..فتح النافذة والناس نيام ليبحث عن قمر يؤنسه ؛ ولكن تطاول العمارات حجب عنه رؤية السماء فعاد ليغلق النافذة ويفتح أخرى في دواخله ..استعرض بعض هواياته الفردية والتي لا تتطلب إلا استدعاء الذكريات والمهارات الذهنية ....
: ترنم بمقطع أغنية للشيخ أبو العلا محمد
أفديه إن حفظ الهوى أو ضيعا
ملك الفؤاد فما عسى أن أصنعا
فما عساي أن أصنع في هذا الليل الطويل غير السهر مع أغاني أطربت ليالي القاهرة في العشرينيات ..وحاجج كلمات الأغنية بمزاج ألق : من يضمن حفظ الهوى ..؟ ..فالهوى قد يهوي بصاحبه في أتون العشق والحلم بالوصال مما يضيع عليه لذة الحياة ، كما أضاع السي السيد ، أحد شخوص نجيب محفوظ في الثلاثية بضاعته ...وتاه مع العالمات ونسي الإنجليز..
كلما نظر إلى عقارب الساعة حسبهما جنديي حراسة أمام باب قصر وندسور بلا حراك ...ثم يعود إلى صالة الطرب مع الشيخ أبو العلا وهو يواصل مواويله وسط تخت نصفه سكران :
من لم يذق ظلم الحبيب كظلمه
حلوا فقد جهل المحبة واد عى .... ويرتفع الصياح في جنبات الصالة
: الله ...الله .....الله أكبر .....الله أكبر
وانتبه إلى أن التكبيرتين الأخيرتين صدرتا من الجامع المجاور لاقامته تناديان لصلاة الصبح ..فتوضأ وصلى الفريضة ..وراح في نومة عميقة حتى أدرك شهرزاد الصباح ......
2018