حسن فيرداوس
كاتب
... نتوءات
لا يكفي أن يعتقد المرء شيئا ليكون صحيحا . كان مقتنعا بهذه الفكرة لدرجة الإيمان ويكررها أمام تلامذته في حصة الفلسفة . أحب فيه بعض المتعلمين غير المسيجين بالأفكار المسبقة هذه الحرية في التفكير والمرور من الشك إلى القناعات المعقلنةبدل المسلمات المتحايل على توظيفها ؛ بينما الأغلبية كانت تنظر إلى كلامه بارتياب وحذر ..جرت عليه جرأته زيارات متعددة لمفتش محنط بالتعليمات الإدارية واستفزازات مدير المؤسسة الذي ينتمي إلى حزب يميني تقليدي يوجد على طرف نقيض من حزب الأستاذ اليساري ..أحب تلامذته من خلاله مادة الفلسفة ..اكتشفوا أن السؤال ليس هو بالضرورة البحث عن المعلومات ولكن إثارة الموضوعات التي تجعل الحياة أكثر عمقا ذ والإنسان ذلك الكائن المرموق يسيطر على غرائزه ونزواته بالتفكير و من خلاله يتغيا الحرية حتى يكون لوجوده معنى ..لم يكن الأستاذ يتمتع بجاذبية في هندامه وشكله..أقلية من جماعة القسم اعتبرت ذلك من متطلبات المشتغل بالفلسفة ، وجماعة أخرى تعتقد أن الأستاذ يضع فاصلا ما بين مادته وصورته المادية ..إلا أن الأغلبية كانت ترى أن توظيف ما تعلمته من مراقي عقلية وأدوات فكرية نهج للحياة وليس مجرد كائن يجد ويعمل للعيش وتدبير متطلبات الجسد الغريزية .. الضغوطات على الأستاذ مستمرة بصيغ متنوعة تروم التشويش عليه وتهديده بمستقبل أسود ولو بشكل مبطن ..وبدأت تسرح إشاعات لا يعرف مصدرها بأن الأستاذ يعاني من الصرع و ع أمراض عصابية قد تؤثر على كفاءته وقدرته على التدريس و..توزع التلاميذ مابين مصدق ومتشكك وغير مبال ..نظرات الأستاذ تتفحص الأوجه المتناقضة التعبيرات و الانفعالات والنظرات الحائرة المتعددة كأنها تحاول استكشاف مدى تحقيقه لأهداف المادة التي يدرسها؛ لكنه وجد أن أصابع يده الواحدة تفوق عدد المتنورين من تلامذته ..إشاعات جديدة تلحق بالأستاذ يجهل دائما مصدرها ..قضايا أخلاقية تتمثل في اتهامه بالتحرش بالتلميذات ..المادة المدرسة بدأ صيتها يتراجع بين التلاميذ ليحل محلها إسهال من الإشاعات تستهدف قتل صورة مدرس الفلسفة التي تتشكل في ذهنية التلاميذ وتنعكس إيجابا على حب المادة في هذه المرحلة من حياتهم...
في صباح اليوم التالي دخل التلاميذ الفصل في حصة الفلسفة في ترقب لكل جديد يغير رتابة المواد التي يدرسونها والتي أرهقتهم بالحفظ والإملاء والنقل ..اشرأبت أعناقهم نحو الباب والدهشة تعلو وجوههم وهم ينظرون إلى السيد المدير يقدم لهم شخصا أنيقا قائلا :- أقدم لكم أستاذكم الجديد لمادتي الفلسفة والفكر الاسلامي ....
القنيطرة 2018
لا يكفي أن يعتقد المرء شيئا ليكون صحيحا . كان مقتنعا بهذه الفكرة لدرجة الإيمان ويكررها أمام تلامذته في حصة الفلسفة . أحب فيه بعض المتعلمين غير المسيجين بالأفكار المسبقة هذه الحرية في التفكير والمرور من الشك إلى القناعات المعقلنةبدل المسلمات المتحايل على توظيفها ؛ بينما الأغلبية كانت تنظر إلى كلامه بارتياب وحذر ..جرت عليه جرأته زيارات متعددة لمفتش محنط بالتعليمات الإدارية واستفزازات مدير المؤسسة الذي ينتمي إلى حزب يميني تقليدي يوجد على طرف نقيض من حزب الأستاذ اليساري ..أحب تلامذته من خلاله مادة الفلسفة ..اكتشفوا أن السؤال ليس هو بالضرورة البحث عن المعلومات ولكن إثارة الموضوعات التي تجعل الحياة أكثر عمقا ذ والإنسان ذلك الكائن المرموق يسيطر على غرائزه ونزواته بالتفكير و من خلاله يتغيا الحرية حتى يكون لوجوده معنى ..لم يكن الأستاذ يتمتع بجاذبية في هندامه وشكله..أقلية من جماعة القسم اعتبرت ذلك من متطلبات المشتغل بالفلسفة ، وجماعة أخرى تعتقد أن الأستاذ يضع فاصلا ما بين مادته وصورته المادية ..إلا أن الأغلبية كانت ترى أن توظيف ما تعلمته من مراقي عقلية وأدوات فكرية نهج للحياة وليس مجرد كائن يجد ويعمل للعيش وتدبير متطلبات الجسد الغريزية .. الضغوطات على الأستاذ مستمرة بصيغ متنوعة تروم التشويش عليه وتهديده بمستقبل أسود ولو بشكل مبطن ..وبدأت تسرح إشاعات لا يعرف مصدرها بأن الأستاذ يعاني من الصرع و ع أمراض عصابية قد تؤثر على كفاءته وقدرته على التدريس و..توزع التلاميذ مابين مصدق ومتشكك وغير مبال ..نظرات الأستاذ تتفحص الأوجه المتناقضة التعبيرات و الانفعالات والنظرات الحائرة المتعددة كأنها تحاول استكشاف مدى تحقيقه لأهداف المادة التي يدرسها؛ لكنه وجد أن أصابع يده الواحدة تفوق عدد المتنورين من تلامذته ..إشاعات جديدة تلحق بالأستاذ يجهل دائما مصدرها ..قضايا أخلاقية تتمثل في اتهامه بالتحرش بالتلميذات ..المادة المدرسة بدأ صيتها يتراجع بين التلاميذ ليحل محلها إسهال من الإشاعات تستهدف قتل صورة مدرس الفلسفة التي تتشكل في ذهنية التلاميذ وتنعكس إيجابا على حب المادة في هذه المرحلة من حياتهم...
في صباح اليوم التالي دخل التلاميذ الفصل في حصة الفلسفة في ترقب لكل جديد يغير رتابة المواد التي يدرسونها والتي أرهقتهم بالحفظ والإملاء والنقل ..اشرأبت أعناقهم نحو الباب والدهشة تعلو وجوههم وهم ينظرون إلى السيد المدير يقدم لهم شخصا أنيقا قائلا :- أقدم لكم أستاذكم الجديد لمادتي الفلسفة والفكر الاسلامي ....
القنيطرة 2018