ابتسام البقمي
كاتب
حينما اعتلى عرش قلبها، هز كيانها، وزلزل مشاعرها وأحاسيسها، امتلأت به، فلم تغادر صورته خيالها، أحبته حتى كأن الحب لم يخلق إلا له، مضى العابرون ولم يبق إلا هو، هو ولا أحد سواه، وفت وأخلصت له حتى استصغر الإخلاص والوفاء نفسيهما أمام هذه المخلصة الوفية، وتعلما منها الإخلاص والوفاء الحقيقي، مهووسة به، لا تملك الفكاك من عشقه في وضح النهار أو غسق الليل، هي هو ولا شيء أخر .
كانت تركب في مقدمة السيارة، تحملها ذكريات الماضي الجميل، وتحمل في أحشائها طفلاً يركلها في بطنها معلناً عن وجوده، تمسح بمنديلها دمعة فرت رغماً عنها.تذكرته كان أنيقاً يافعاً، حلم كل فتيات الصف الدراسي، كتمت حبه في قلبها وما تزال، أثرت أن يبقى حبيس القلب خوفاً من تقاليد القبيلة، ظلت هكذا، سافر هو للعمل، وعاد وتزوج وانجب، ومازالت تحبه في صمت رهيب،أ فاقت من ذكرياتها على ركلة جنينها فسقطت دموعها.
حكت لزوجها عن أوجاع حملها وركلات جنينها، وهو يمسك بالهاتف المنقول يسأل عن أسعار العملات، وسوق البورصة، وتحويلات النقد؛ وماذا بعد هي تحب الكلمة وتنطق بها، وتعشق القلم ولغة الورود، وهو يعشق البزنس ولغة الأرقام؛ سقطت دموعها من جديد ....
كان عشيقها بالمتجر برفقة زوجته وأولاده، نظرت إليه بصمت خلسة، كان يداعب زوجته ويضحكان؛ سقطت دموعها من جديد ....