ابتسام البقمي
كاتب
تمر برأسه ذكرى وفاة أمه، ولحظات الاحتضار المرة، يغمض عينيه، تصطك أسنانه، يغطي وجهه بيديه، يسند رأسه على الحائط، في البدء كانا حبيبين، وفي أول منعطف حرج في طريق الحياة، ألقت معطفها على رجليه، ومضت دون أن تتحدث، وفي المساء نظر إلى المرآة، وحدها تطفو على سطح المرآة، تخرج إليه، ارتعد، حاول الفرار من بين يديها، وفي غسق الدجى تتراوح أعداد الناس الذين يعرفون قصة عشقها له، من بين كل رجال المدينة ونسائها أيضاً.
على جبين القمر تظهر خطوط حمراء ، في عدد من الإيقاعات الحالمة بليل سرمدي ، يمحو معه كل ثنايا جراح قديمة ، غائرة في لحظة الغضب الممزوج بنشوة الفرح الإنساني ، وبروح المنح الأنثوي ردد اسمها ؛ فردت عليه عصافير مختلفة الأصوات والألوان ، بين ثنايا قلبه سرت روح الحنين ، تتولد ، تبحث عن أليفها ، عز بنفسه أن يبحث عنها ، تمرات قليلة تكفي لسد احتياجات جسده ، هكذا تسير بشكل جيد في طريق آلامك ، تنزف ذكرياتك على طرقات ، وحنايا الزمن القادم ، والفائت معاً ؛ لقد شغلت أركان حياته كلها ، وعطرت جنبات المكان بأريج حضورها ، وعمرت أوقاته بالجمال ، والمتعة ، والأنس ؛ ثم تركته ، وولت بردائها الأبيض ، كأنما تحتفل بليلة عرس ثانية ، اختارت أن تكون هي بطلتها الوحيدة ، وعروسها المشتهاة.
ما تبقى له من حياة يقودها عقله ، ذكرى همسات أول لقاء ، نظرات العيون ، وهمهمة القلب دون أمل في البوح ، ألم البوح يعتصره بقسوة ، يمد يده إليها ، تسري في أوصاله حمى العشق المجنون ، تنداح زفرات الألم ، وأنين الحنين ، تسربت من بين يديه أجمل أيام العمر ، كما يتسرب الماء ، يستعيد شريط الذكريات ، حلوها ومرها ؛ كانت مرفأ أحلامي ، وشاطئ أحط عنده أحزاني ، قيثارتي التي أعزف عليها أجمل ألحان الحب ، ونغني لبعضنا أغنيات الخلود الباقي ، يربطنا ميثاق ، وعهود ، ووعود ، وكنت يا أنت أنا ، وعندما عدت كنت قد انتشيت برحيق ورودك الموحية بكل ألون الحياة عدا رحيق اللقاء الأبدي السرمدي ، الممزوج برائحة الأنثى الخالد منذ بداية الأزمنة ، عذراً هذا خطئي ؛ فقدت حواسي عند بلاط أعتابك ، وفي عينيك سر دفين ، ولمعة ذكاء فطري ، اسمحي لعينيك أن تبوح بما حوته مقلتاك من وهج جمال ،وإثارة ، وسر حوراء الذي اختزلته ، وامضي بعيد المنال ؛ فأنت حوراء ، هيفاء ، ممشوقة القوام ، وخاصرتك كخاصرة الكمان ، وقد اشتد عوده ، دعيني أقف حارساً لحرم جمالك الفتان ؛إذاً لا وقت الآن لنساء أخريات ، هكذا ردد بينه وبين نفسه .
على جبين القمر تظهر خطوط حمراء ، في عدد من الإيقاعات الحالمة بليل سرمدي ، يمحو معه كل ثنايا جراح قديمة ، غائرة في لحظة الغضب الممزوج بنشوة الفرح الإنساني ، وبروح المنح الأنثوي ردد اسمها ؛ فردت عليه عصافير مختلفة الأصوات والألوان ، بين ثنايا قلبه سرت روح الحنين ، تتولد ، تبحث عن أليفها ، عز بنفسه أن يبحث عنها ، تمرات قليلة تكفي لسد احتياجات جسده ، هكذا تسير بشكل جيد في طريق آلامك ، تنزف ذكرياتك على طرقات ، وحنايا الزمن القادم ، والفائت معاً ؛ لقد شغلت أركان حياته كلها ، وعطرت جنبات المكان بأريج حضورها ، وعمرت أوقاته بالجمال ، والمتعة ، والأنس ؛ ثم تركته ، وولت بردائها الأبيض ، كأنما تحتفل بليلة عرس ثانية ، اختارت أن تكون هي بطلتها الوحيدة ، وعروسها المشتهاة.
ما تبقى له من حياة يقودها عقله ، ذكرى همسات أول لقاء ، نظرات العيون ، وهمهمة القلب دون أمل في البوح ، ألم البوح يعتصره بقسوة ، يمد يده إليها ، تسري في أوصاله حمى العشق المجنون ، تنداح زفرات الألم ، وأنين الحنين ، تسربت من بين يديه أجمل أيام العمر ، كما يتسرب الماء ، يستعيد شريط الذكريات ، حلوها ومرها ؛ كانت مرفأ أحلامي ، وشاطئ أحط عنده أحزاني ، قيثارتي التي أعزف عليها أجمل ألحان الحب ، ونغني لبعضنا أغنيات الخلود الباقي ، يربطنا ميثاق ، وعهود ، ووعود ، وكنت يا أنت أنا ، وعندما عدت كنت قد انتشيت برحيق ورودك الموحية بكل ألون الحياة عدا رحيق اللقاء الأبدي السرمدي ، الممزوج برائحة الأنثى الخالد منذ بداية الأزمنة ، عذراً هذا خطئي ؛ فقدت حواسي عند بلاط أعتابك ، وفي عينيك سر دفين ، ولمعة ذكاء فطري ، اسمحي لعينيك أن تبوح بما حوته مقلتاك من وهج جمال ،وإثارة ، وسر حوراء الذي اختزلته ، وامضي بعيد المنال ؛ فأنت حوراء ، هيفاء ، ممشوقة القوام ، وخاصرتك كخاصرة الكمان ، وقد اشتد عوده ، دعيني أقف حارساً لحرم جمالك الفتان ؛إذاً لا وقت الآن لنساء أخريات ، هكذا ردد بينه وبين نفسه .