محمد السقفاتي كاتب مغربي يعيش بهولاندا.. عاش طفولته بالريف حيث الأمازيغية هي اللغة الأم، درس في المغرب بالعربية والفرنسية في منطقة تسود فيها اللغة الاسبانية، اضطر لتعلم الانجليزية للتواصل أكثر مع الآخرين، ألح عليه الحنين للوطن فاضطر اللجوء للغة العربية لخوض غمار سفر لا متناه مع الوطن. والتعبير عن همومه وانتمائه، نمضي معه من خلال هذا اللقاء القصير للوقوف قليلا عند أبرز الأدوات والمناهل ومجمل الحساسيات التي تشكل بعضا من تكوينه الأدبي والثقافي والفكري، ونتعرف على نزعته في الكتابة وقراءاته واهتماماته الأدبية، التي نلمس من خلالها نوعا من الإخلاص لشروط الكتابة ومؤثراتها الفنية بشقيها المغربي والمهجري، فعلى الرغم من اقامته في اللغة المضيفة، فإنه يعيش مشدودا إلى المغرب البلد الأصلي، مخلصا لجذوره الثقافية والحضارية ولضرورة القراءة ولشروط التعبير بلغتيه العربية والأمازيغية، لهذا نجد في نصوصه الإبداعية نوعا من تسيُّد الخارج نصي على كينونة النص، حيث الكتابة المنفتحة المتحررة من السائد، وتحاول الكشف عن المغيب والمستور في وجداننا العربي، والبوح بالمسكوت عنه، وتناول العديد من الثيمات التي يكاد العديد من الكتاب المهاجرين حمل سماتها المشتركة، لكن بروح مرحة، وأسلوب ساخر، ولغة متينة وقوة في الوصف...
شكرا للمبدع محمد السقفاتي الذي فتح لنا قلبه ليطلعنا على بعض همومه وتطلعاته الأدبية والفكرية.
أجرى الحوار المهدي نقوس
------
* يرى بعض النقاد بأن الكتابة شبيهة بالتدخين تبتدئ بعفوية ثم سرعان ما تتحول الى عادة... كيف تسربت إليك لوثة الكتابة التي لا تخلو من مجازفة وحرقة وهوس، ومن هم أهم الكتاب الذين أثروا في ذائقتك الأدبية..؟
- ولعي بالحرف ابتدأ في سن مبكرة وأظن أن الفضل في ذلك يعود إلى ثانويةإمزورن التي كانت تشهد في أواخر ثمانينات القرن الماضي حركية نضالية وثقافية غير مسبوقة، وحفزتني كثيرا على القراءة والمثابرة والإجتهاد.
في تلك المرحلة بالضبط اطلعت على أسماء أدباء كثيرين وقرأت لهم بشغف كبير كما جربت الكتابة في جنس القصة القصيرة والقصيدة
بعدها شكلت هجرتي الاضطرارية في إطار لم الشمل العائلي إلى الديار الهولندية وأنا في ربيعي السابع عشر، قطيعة تامة مع اللغة العربية قراءة وكتابة ومحادثة.
بعد مضي ما يقارب خمس سنوات في هولاندا استعدت حبي للغة العربية، بعدما بدأت أتمكن من اللغة الجديدة التي فتحت لي آفاقا واسعة على عوالم أخرى وأسماء كتاب لم أكن لأعرفهم لولا وساطة هذه اللغة. هكذا انضافت الى أسماء تأثرت بها ذائقتي الأدبية من أمثال حنا مينة والطيب صالح وعبد الرحمان منيف ومحمود درويش وغسان كنفاني، كل من الإيطالي ألبرتو مورافيا، والهولندي ين فولكرس، والتشيلية إيزابيل الليندي، والمكسيكيان لورا اسكيبال وخوان رولفو ولا أنسى تأثير الكاتبة المغربية الفرنسية التي تنشر تحت اسمها المستعار، ندجمة.
في كتاباتي أثر لمدرستين مهمتين في السرد الأدبي حيث الطريقة الهولندية المباشرة الجافة والباردة ودقتها الكبيرة في الوصف وتصوير الأشياء والمشاهد من جهة، وحضور الفانتازيا بلا حدود والمبالغة المفرطة كما تجسدها بعض المدارس الأدبية من أمريكا اللاتينية من جهة اخرى
مدة إقامتي بهولاندا تتجاوز الآن خمسا وعشرين سنة، وقد انكببت خلالها على دراسة واتقان اللغة الهولندية التي كتبت بها بعض النصوص الشعرية، مما تسبب في قطيعة ظرفية مع اللغة العربية وآدابها، ولعل الفضل في هذه المصالحة يرجع بالضبط الى الحركية التي شهدتها الكثير من البلدان عام 2011، هذا الفضول المعرفي جعلني أنفتح على قنوات ومواقع إخبارية عربية. ففتحت صفحة بالعربية على أحد مواقع التواصل الاجتماعي وبدأت للمرة الأولى أجرب الكتابة بها، رغم أنني وجدت في البداية صعوبة كبيرة في تركيب جمل مفيدة. في صفحتي بدأت ببعض المقالات والخواطر التي يمتزج فيها الشكل الأدبي بالمحتوى الصحافي لتتطور فيما بعد تدريجيا، طبعا تحت تشجيع وتحفيز العديد من الاصدقاء.
اللجوء إلى الكتابة بالعربية، كان في البداية حاجة ملحة للتعبير والبوح بما يختلج في روحي، لكنه مع مرور الوقت صار ضرورة ملحة، ولا أقدر أن أتصور العيش من دون القراءة والكتابة. لأنهما هوايتي وقدري معا، أستمتع أشد الإستمتاع بهما وأجد فيهما ضالتي ولا أراهما يشكلان عبئا علي خصوصا وأنا في بداية مشواري الإبداعي
* برغم الهجرة والغربة، فان هاجس الوطن الأم لا يزال يلازمك كظلك، ما هو احساسك بهذا الانشطار بين هويتين ولغات متنوعة؟
- حقا يتواجد المهاجرون والمغتربون على العموم في وضعية انشطار صعبة ومعقدة ويعيشون بين عالمين و( يلفح وجوههم لهيب نارين ). بالنسية للمبدعين في المهجر من جذور أخرى فيمكن تقسيمهم حسب رأيي الى أصناف ثلاثة:
كتاب مندمجون بشكل جيد في بلد الإقامة ترعرعوا وكبروا ويكتبون بلغته دون دراية (كبيرة ) باللغة العربية أو اهتمام كبير ومعمق بالوطن الأم.
كتاب غير مندمجين بشكل جيد ولا يلمون باللغة المستضيفة في مجتمعات إقامتهم على مستواها الأدبي. ويكتبون بالعربية ويعيشون في الهوامش دون الإستفادة كثيرا من الإمكانيات المتاحة لهم.
كتاب مندمجون في بلد الاقامة بشكل جيد ويستطيعون الكتابة بالعربية كما بلغة بلد الإقامة.
هذه الأصناف الثلاثة تشكل بمجموعها ما يطلق عليه "أدب المهجر" وتختلف هذه الأنساق في طريقة الكتابة وكيفية الإحساس بالإغتراب ودرجة تأثيره
شخصيا أصنف نفسي بين المجموعة الأخيرة وهي الأقل تمثيلية بين الكتاب والتي اكتسبت على خلاف الصنفين الآخرين، أدوات مختلفة، وتمتلك مرجعيتين على الأقل تغني المساهمة الإبداعية في الكتابة وتجعلها تتسم بالتميز مما يمنحها قيمة مضافة فقد درست بالعربية والفرنسية بالمغرب، كما أتحدث الاسبانية السائدة في الشمال، هذا الى الامازيغية التي نتحدث فيها بالبيت والهولاندية التي استعملها في العمل والشارع
شخصيا أنحدر من الريف ( منطقة شمال المغرب ) الذي فيه نشأت وتربطني به علاقات قوية، وأهتم كثيرا بمجريات الأحداث التاريخية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية فيه، ويحز في نفسي كثيرا ان أرى قلة المبدعين وعدد الإنتاجات الابداعية فيه والتي من الممكن أن تعبر عن واقعه وآمال أهله بشكل قاطع، وتحافظ من جهة أخرى على الهوية الامازيغية الغنية والممتدة في التاريخ، وكذا العديد من الثوابت الاساسية التي تتسم بها المنطقة، والتي في طريقها الى الإندثار والضياع، ومن جهة أخرى تحفيز شباب المنطقة على الكتابة ليتخلصوا قدر الإمكان من تبعات الثقافة الشفاهية السائدة والكثير من أوجه الاستلاب الثقافي حيث يجدون أنفسهم بين لغة تعبر عن حالهم وواقع يعيشون فيه لا يلبي تطلعاتهم
زيادة على ما ينضاف من بؤس اجتماعي وإقصاء سياسي وكبح للحريات مما يجعلني أكتب لأتداوى من أوجاع يسببها الإغتراب المركب، والانقسام بين هويات متعددة أشياء تعمق الجراح وتجعلني أتعلق أكثر بهولاندا التي استقبلتني وأكرمت وفادتي، وبالوطن الأم المغرب وبلغته العربية، وبالريف الشامخ الذي ( شهدت حجارته نموي) كما يقول الكاتب الفرنسي "أناتول فرانس"، واللغة الامازيغية التي أورثتني كل هذا العنفوان والإحساس بالانتماء، كل هذه العوامل سببت الأوجاع الوجدانية التي تشكل وشما في نفسيتي، والطموحات التي هي آمالي وعلي أن أحققها وأخلص لها عن طريق الكتابة..
* تعد الآن مجموعة قصصية تود ان تقتحم بها ميدان النشر الورقي، وأخرى تنتظر دورها إلى دواليب المطابع، ما الذي تود قوله من خلال هذه النصوص السردية؟
- أتمنى لمجموعتي القصصية البكر أن ترى النور قريبا وأتمنى أكثر من هذا أن تكون لها قيمة مضافة.
ما أود إيصاله إلى القارئ وأؤكده هو أن الإبداع على العموم والكتابة الأدبية خصوصا يجب أن تبقى من ضمن القيم الإنسانية السامية، وأن تكون تجسيدا لقيم الحرية والعدالة الاجتماعية والدفاع على تكريسهما، كما يجب أن تؤدي وظيفتها كأداة فنية وكأيقونة جمالية في حد ذاتها تساهم في تطور ذوق الإنسان والوقوف الى جانبه في تطلعاته وصراعاته ونضالاته للرقي بأوضاعه الطبقية وتحسين ظروفه الاجتماعية وتوسيع آفاق إدراكه ليكون الهاجس الاكبر دوما هو: السير نحو الأفضل.
شكرا للمبدع محمد السقفاتي الذي فتح لنا قلبه ليطلعنا على بعض همومه وتطلعاته الأدبية والفكرية.
أجرى الحوار المهدي نقوس
------
* يرى بعض النقاد بأن الكتابة شبيهة بالتدخين تبتدئ بعفوية ثم سرعان ما تتحول الى عادة... كيف تسربت إليك لوثة الكتابة التي لا تخلو من مجازفة وحرقة وهوس، ومن هم أهم الكتاب الذين أثروا في ذائقتك الأدبية..؟
- ولعي بالحرف ابتدأ في سن مبكرة وأظن أن الفضل في ذلك يعود إلى ثانويةإمزورن التي كانت تشهد في أواخر ثمانينات القرن الماضي حركية نضالية وثقافية غير مسبوقة، وحفزتني كثيرا على القراءة والمثابرة والإجتهاد.
في تلك المرحلة بالضبط اطلعت على أسماء أدباء كثيرين وقرأت لهم بشغف كبير كما جربت الكتابة في جنس القصة القصيرة والقصيدة
بعدها شكلت هجرتي الاضطرارية في إطار لم الشمل العائلي إلى الديار الهولندية وأنا في ربيعي السابع عشر، قطيعة تامة مع اللغة العربية قراءة وكتابة ومحادثة.
بعد مضي ما يقارب خمس سنوات في هولاندا استعدت حبي للغة العربية، بعدما بدأت أتمكن من اللغة الجديدة التي فتحت لي آفاقا واسعة على عوالم أخرى وأسماء كتاب لم أكن لأعرفهم لولا وساطة هذه اللغة. هكذا انضافت الى أسماء تأثرت بها ذائقتي الأدبية من أمثال حنا مينة والطيب صالح وعبد الرحمان منيف ومحمود درويش وغسان كنفاني، كل من الإيطالي ألبرتو مورافيا، والهولندي ين فولكرس، والتشيلية إيزابيل الليندي، والمكسيكيان لورا اسكيبال وخوان رولفو ولا أنسى تأثير الكاتبة المغربية الفرنسية التي تنشر تحت اسمها المستعار، ندجمة.
في كتاباتي أثر لمدرستين مهمتين في السرد الأدبي حيث الطريقة الهولندية المباشرة الجافة والباردة ودقتها الكبيرة في الوصف وتصوير الأشياء والمشاهد من جهة، وحضور الفانتازيا بلا حدود والمبالغة المفرطة كما تجسدها بعض المدارس الأدبية من أمريكا اللاتينية من جهة اخرى
مدة إقامتي بهولاندا تتجاوز الآن خمسا وعشرين سنة، وقد انكببت خلالها على دراسة واتقان اللغة الهولندية التي كتبت بها بعض النصوص الشعرية، مما تسبب في قطيعة ظرفية مع اللغة العربية وآدابها، ولعل الفضل في هذه المصالحة يرجع بالضبط الى الحركية التي شهدتها الكثير من البلدان عام 2011، هذا الفضول المعرفي جعلني أنفتح على قنوات ومواقع إخبارية عربية. ففتحت صفحة بالعربية على أحد مواقع التواصل الاجتماعي وبدأت للمرة الأولى أجرب الكتابة بها، رغم أنني وجدت في البداية صعوبة كبيرة في تركيب جمل مفيدة. في صفحتي بدأت ببعض المقالات والخواطر التي يمتزج فيها الشكل الأدبي بالمحتوى الصحافي لتتطور فيما بعد تدريجيا، طبعا تحت تشجيع وتحفيز العديد من الاصدقاء.
اللجوء إلى الكتابة بالعربية، كان في البداية حاجة ملحة للتعبير والبوح بما يختلج في روحي، لكنه مع مرور الوقت صار ضرورة ملحة، ولا أقدر أن أتصور العيش من دون القراءة والكتابة. لأنهما هوايتي وقدري معا، أستمتع أشد الإستمتاع بهما وأجد فيهما ضالتي ولا أراهما يشكلان عبئا علي خصوصا وأنا في بداية مشواري الإبداعي
* برغم الهجرة والغربة، فان هاجس الوطن الأم لا يزال يلازمك كظلك، ما هو احساسك بهذا الانشطار بين هويتين ولغات متنوعة؟
- حقا يتواجد المهاجرون والمغتربون على العموم في وضعية انشطار صعبة ومعقدة ويعيشون بين عالمين و( يلفح وجوههم لهيب نارين ). بالنسية للمبدعين في المهجر من جذور أخرى فيمكن تقسيمهم حسب رأيي الى أصناف ثلاثة:
كتاب مندمجون بشكل جيد في بلد الإقامة ترعرعوا وكبروا ويكتبون بلغته دون دراية (كبيرة ) باللغة العربية أو اهتمام كبير ومعمق بالوطن الأم.
كتاب غير مندمجين بشكل جيد ولا يلمون باللغة المستضيفة في مجتمعات إقامتهم على مستواها الأدبي. ويكتبون بالعربية ويعيشون في الهوامش دون الإستفادة كثيرا من الإمكانيات المتاحة لهم.
كتاب مندمجون في بلد الاقامة بشكل جيد ويستطيعون الكتابة بالعربية كما بلغة بلد الإقامة.
هذه الأصناف الثلاثة تشكل بمجموعها ما يطلق عليه "أدب المهجر" وتختلف هذه الأنساق في طريقة الكتابة وكيفية الإحساس بالإغتراب ودرجة تأثيره
شخصيا أصنف نفسي بين المجموعة الأخيرة وهي الأقل تمثيلية بين الكتاب والتي اكتسبت على خلاف الصنفين الآخرين، أدوات مختلفة، وتمتلك مرجعيتين على الأقل تغني المساهمة الإبداعية في الكتابة وتجعلها تتسم بالتميز مما يمنحها قيمة مضافة فقد درست بالعربية والفرنسية بالمغرب، كما أتحدث الاسبانية السائدة في الشمال، هذا الى الامازيغية التي نتحدث فيها بالبيت والهولاندية التي استعملها في العمل والشارع
شخصيا أنحدر من الريف ( منطقة شمال المغرب ) الذي فيه نشأت وتربطني به علاقات قوية، وأهتم كثيرا بمجريات الأحداث التاريخية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية فيه، ويحز في نفسي كثيرا ان أرى قلة المبدعين وعدد الإنتاجات الابداعية فيه والتي من الممكن أن تعبر عن واقعه وآمال أهله بشكل قاطع، وتحافظ من جهة أخرى على الهوية الامازيغية الغنية والممتدة في التاريخ، وكذا العديد من الثوابت الاساسية التي تتسم بها المنطقة، والتي في طريقها الى الإندثار والضياع، ومن جهة أخرى تحفيز شباب المنطقة على الكتابة ليتخلصوا قدر الإمكان من تبعات الثقافة الشفاهية السائدة والكثير من أوجه الاستلاب الثقافي حيث يجدون أنفسهم بين لغة تعبر عن حالهم وواقع يعيشون فيه لا يلبي تطلعاتهم
زيادة على ما ينضاف من بؤس اجتماعي وإقصاء سياسي وكبح للحريات مما يجعلني أكتب لأتداوى من أوجاع يسببها الإغتراب المركب، والانقسام بين هويات متعددة أشياء تعمق الجراح وتجعلني أتعلق أكثر بهولاندا التي استقبلتني وأكرمت وفادتي، وبالوطن الأم المغرب وبلغته العربية، وبالريف الشامخ الذي ( شهدت حجارته نموي) كما يقول الكاتب الفرنسي "أناتول فرانس"، واللغة الامازيغية التي أورثتني كل هذا العنفوان والإحساس بالانتماء، كل هذه العوامل سببت الأوجاع الوجدانية التي تشكل وشما في نفسيتي، والطموحات التي هي آمالي وعلي أن أحققها وأخلص لها عن طريق الكتابة..
* تعد الآن مجموعة قصصية تود ان تقتحم بها ميدان النشر الورقي، وأخرى تنتظر دورها إلى دواليب المطابع، ما الذي تود قوله من خلال هذه النصوص السردية؟
- أتمنى لمجموعتي القصصية البكر أن ترى النور قريبا وأتمنى أكثر من هذا أن تكون لها قيمة مضافة.
ما أود إيصاله إلى القارئ وأؤكده هو أن الإبداع على العموم والكتابة الأدبية خصوصا يجب أن تبقى من ضمن القيم الإنسانية السامية، وأن تكون تجسيدا لقيم الحرية والعدالة الاجتماعية والدفاع على تكريسهما، كما يجب أن تؤدي وظيفتها كأداة فنية وكأيقونة جمالية في حد ذاتها تساهم في تطور ذوق الإنسان والوقوف الى جانبه في تطلعاته وصراعاته ونضالاته للرقي بأوضاعه الطبقية وتحسين ظروفه الاجتماعية وتوسيع آفاق إدراكه ليكون الهاجس الاكبر دوما هو: السير نحو الأفضل.