عبد الرحيم التدلاوي
كاتب
تلك الأنا
ندت عني صرخة أعدت إليها رشدها بضربة سبابة حين رأيت الصورتين اللتين بعث لي بهما صديقي وقد التقطهما لي على حين غفلة مني وأنا أشارك في ملتقى ثقافي بنصين سرديين.
يا رب!
أهذا أنا؟
لا يمكن، كيف أكون أنا وأنا أراني ببقع جرداء كملاعب منسية على رأسي المنشغل بهموم العالم. بقع تتحرك ببطء لكن بثبات لتلتقي فيما بينها ناشرة لواء الصلع القريب إشراقه. ليس الصلع عيبا، أدرك أنه دليل فحولة، لكنني لا أحبه، كيف أقبل أن يصير رأسي مثل صخرة ملساء!
لم أتصور يوما أن أكون هذا الذي في الصورتين، ما كنت ألقي اهتماما بنفسي وأنا أنظر إلى المرآة، كانت غايتي تصفيف شعري على عجل، وإزالة القذى عن عيني، وبعدها أنصرف إلى شؤوني..
صحيح أنني كنت أتساءل، من حين لآخر، عن سر عدم وجود أصدقاء حولي، لكنني لم أقد السؤال إلى منتهاه، كنت أكتفي بطرحه على عجل، وأكتفي بمن حولي وهم قلة.
أرى جبهتي العريضة من غير ذكاء، وعيني الضيقتين كعيني ثعلب يترقب لحظة غفلة الفريسة. بجفنين كقربتين جافتين، وأنف أفطس، وفم كبير بشفتين غليظتين، وأسنان غير مرتبة، وأذنين طويلتين.
يا رب!
أهذا أنا؟
ذهبت إلى الحمام، وأمام المرآة الكبيرة تعريت. . كنت أرغب في اكتشاف نفسي، أن أعرف هذا الجسد الذي يحملني وأحمله.
بطن مدلى، وعجيزة ضامرة كبرتقالة عجفاء، تحملها ساقان كمراود.
يا رب!
أهذا أنا؟
هذا الكائن العجيب، سوي من أشكال قبح متعددة..
كيف أذهب إلى الشاطئ؟ كيف أدير رؤوس الفتيات؟
الآن، عرفت سر نفورهن مني.
كيف تقبل الفتاة كائنا غريبا، مشكلا من قطع فاسدة، لا يقبلها إلا كائن مسخ؟
ما تخيلت نفسي أن أكون على هذا الشكل. لولا الصورتين لبقيت في وهمي سادرا، معجبا بنفسي، ظانا ظن السوء أني وسيم، قوي البنية فتان.
ألا في الفتنة وقعت، بل انحدرت إلى حقيقتي أعانقها باكيا، ومواسيا.
ما أجمل أن يكتشف المرء حقيقة نفسه، وأن يتعايش معها بعد فترات تأزم ذائبة..
لكنني لم أتصالح مع نفسي، بل حملتها كرها، وحملتني كرها، منتظرا، بصبر كبير، أن تكون الصورتان لغيري.
يا رب!
أهذا أنا؟
لا يمكن، كيف أكون أنا وأنا أراني ببقع جرداء كملاعب منسية على رأسي المنشغل بهموم العالم. بقع تتحرك ببطء لكن بثبات لتلتقي فيما بينها ناشرة لواء الصلع القريب إشراقه. ليس الصلع عيبا، أدرك أنه دليل فحولة، لكنني لا أحبه، كيف أقبل أن يصير رأسي مثل صخرة ملساء!
لم أتصور يوما أن أكون هذا الذي في الصورتين، ما كنت ألقي اهتماما بنفسي وأنا أنظر إلى المرآة، كانت غايتي تصفيف شعري على عجل، وإزالة القذى عن عيني، وبعدها أنصرف إلى شؤوني..
صحيح أنني كنت أتساءل، من حين لآخر، عن سر عدم وجود أصدقاء حولي، لكنني لم أقد السؤال إلى منتهاه، كنت أكتفي بطرحه على عجل، وأكتفي بمن حولي وهم قلة.
أرى جبهتي العريضة من غير ذكاء، وعيني الضيقتين كعيني ثعلب يترقب لحظة غفلة الفريسة. بجفنين كقربتين جافتين، وأنف أفطس، وفم كبير بشفتين غليظتين، وأسنان غير مرتبة، وأذنين طويلتين.
يا رب!
أهذا أنا؟
ذهبت إلى الحمام، وأمام المرآة الكبيرة تعريت. . كنت أرغب في اكتشاف نفسي، أن أعرف هذا الجسد الذي يحملني وأحمله.
بطن مدلى، وعجيزة ضامرة كبرتقالة عجفاء، تحملها ساقان كمراود.
يا رب!
أهذا أنا؟
هذا الكائن العجيب، سوي من أشكال قبح متعددة..
كيف أذهب إلى الشاطئ؟ كيف أدير رؤوس الفتيات؟
الآن، عرفت سر نفورهن مني.
كيف تقبل الفتاة كائنا غريبا، مشكلا من قطع فاسدة، لا يقبلها إلا كائن مسخ؟
ما تخيلت نفسي أن أكون على هذا الشكل. لولا الصورتين لبقيت في وهمي سادرا، معجبا بنفسي، ظانا ظن السوء أني وسيم، قوي البنية فتان.
ألا في الفتنة وقعت، بل انحدرت إلى حقيقتي أعانقها باكيا، ومواسيا.
ما أجمل أن يكتشف المرء حقيقة نفسه، وأن يتعايش معها بعد فترات تأزم ذائبة..
لكنني لم أتصالح مع نفسي، بل حملتها كرها، وحملتني كرها، منتظرا، بصبر كبير، أن تكون الصورتان لغيري.