سعيد ماروك
كاتب
بعد آخر رؤية في المرآة يخرج الرجل ذو المعطف الأزرق السماوي من بيته متجها نحو المستشفى حيث ترقد أمه المنهكة بفعل المرض الخبيث منذ ما يفوق الشهر.قال له الأطباء أن المرض قد استشرى في كامل الجسد ولم يبق الكثير إلا إذا حدث شيء.لذلك لم يفقد الأمل في حدوث ذاك الشيء.
في طريقه ومقابل المسجد يلفت انتباهه طفل صغير يبكي وأمه جالسة مستندة إلى حائط، يمر بمحاذاتهما،يتوقف للحظة ويتذكر اليُتم واليتيم و "السائل فلا تنهر" وكل شيء… يخطو بعض الخطوات ثم يدخل متجرا يقتني بعض الحلويات وسيارة لعبة أطفال. يتجه صوب المرأة والطفل، ينحني ، يقدم الحلويات والسيارة للطفل الباكي الذي يسكت من فوره وتنفجر الفرحة في وجهه… ثم يضع الرجل يده على رأس الطفل يُربّت…
أما في الغرفة التي تمتد فيها أمه، فكان الطبيب واقفا يتمعن كشف آخر التحاليل وبجانبه الممرضة ذات الخمار الخوخي. قبل أن ينهي الطبيب قراءة الكشف يزم شفتيه هازا رأسه ويقول في نفسه " لم يبق لها الكثير، قريبا ستودّع".
في اللحظة التي همّ فيها الرجل ذو المعطف الأزرق على رفع يده من على رأس الطفل وهمّ فيها الطبيب على رفع نظره من كشف التحاليل، حدث شيء… شيء لم تتوقعه الممرضة…. فتحت الأم المريضة المستلقية عينيها ناظرة للسقف,,, لم يكن في السقف ما يستدعي النظر غير أن رأسها كان صدفة متجها نحو السقف.
اقتربت الممرضة من السرير، الطبيب كذلك اقترب، كانا ينتظران أن يحدث شيء غير أن المريضة أغمضت عينيها ولم تعد تنظر في السقف، اقترب الطبيب أكثر، تحسس نبضها ثم استدار نحو الممرضة وقال: "ماتت".
غطت الممرضة وجه المرأة الأم بالملاءة البيضاء الموردة وخرجت تتبع الطبيب.
وبينما كان الرجل ذو المعطف الأزرق يصعد الدرج عند مدخل المستشفى وفي داخله حفنة اماني ان يحدث شيء، كانت العجلة البلاستيكية تتدحرج على الرصيف بعد أن خلعها الطفل اليتيم من سيارته اللعبة.
بعد هذه النقطة الخاتمة، كتب القاصُّ " ليس بالضرورة أن تحدث المعجزة وتقوم الأم معافاة نتيجة الحنو على اليتيم"… ثم فكر قليلا، وشطب العبارة ليكتب بدلا عنها " ليس بالضرورة أن يحدث شيء مقابل حدوث شيء آخر " …توقف لبرهة وراح يشطب هذه العبارة أيضا وكتب في نهاية الأمر "ليس من الضروري تذييل القصة بموعظة، تكفينا النقطة كنهاية ".
في طريقه ومقابل المسجد يلفت انتباهه طفل صغير يبكي وأمه جالسة مستندة إلى حائط، يمر بمحاذاتهما،يتوقف للحظة ويتذكر اليُتم واليتيم و "السائل فلا تنهر" وكل شيء… يخطو بعض الخطوات ثم يدخل متجرا يقتني بعض الحلويات وسيارة لعبة أطفال. يتجه صوب المرأة والطفل، ينحني ، يقدم الحلويات والسيارة للطفل الباكي الذي يسكت من فوره وتنفجر الفرحة في وجهه… ثم يضع الرجل يده على رأس الطفل يُربّت…
أما في الغرفة التي تمتد فيها أمه، فكان الطبيب واقفا يتمعن كشف آخر التحاليل وبجانبه الممرضة ذات الخمار الخوخي. قبل أن ينهي الطبيب قراءة الكشف يزم شفتيه هازا رأسه ويقول في نفسه " لم يبق لها الكثير، قريبا ستودّع".
في اللحظة التي همّ فيها الرجل ذو المعطف الأزرق على رفع يده من على رأس الطفل وهمّ فيها الطبيب على رفع نظره من كشف التحاليل، حدث شيء… شيء لم تتوقعه الممرضة…. فتحت الأم المريضة المستلقية عينيها ناظرة للسقف,,, لم يكن في السقف ما يستدعي النظر غير أن رأسها كان صدفة متجها نحو السقف.
اقتربت الممرضة من السرير، الطبيب كذلك اقترب، كانا ينتظران أن يحدث شيء غير أن المريضة أغمضت عينيها ولم تعد تنظر في السقف، اقترب الطبيب أكثر، تحسس نبضها ثم استدار نحو الممرضة وقال: "ماتت".
غطت الممرضة وجه المرأة الأم بالملاءة البيضاء الموردة وخرجت تتبع الطبيب.
وبينما كان الرجل ذو المعطف الأزرق يصعد الدرج عند مدخل المستشفى وفي داخله حفنة اماني ان يحدث شيء، كانت العجلة البلاستيكية تتدحرج على الرصيف بعد أن خلعها الطفل اليتيم من سيارته اللعبة.
بعد هذه النقطة الخاتمة، كتب القاصُّ " ليس بالضرورة أن تحدث المعجزة وتقوم الأم معافاة نتيجة الحنو على اليتيم"… ثم فكر قليلا، وشطب العبارة ليكتب بدلا عنها " ليس بالضرورة أن يحدث شيء مقابل حدوث شيء آخر " …توقف لبرهة وراح يشطب هذه العبارة أيضا وكتب في نهاية الأمر "ليس من الضروري تذييل القصة بموعظة، تكفينا النقطة كنهاية ".