المصطفى سالمي
كاتب
مصطلحات جديدة تغزو المشهد التربوي في الآونة الأخيرة، فبعد مصطلح (الأستاذ المصاحب) ها هو مصطلح الأستاذ المواكب أو (الأستاذ الرئيس) والذي تقف خلفه حمولات معرفية وتربوية تثير العديد من الأسئلة حول الخلفيات والإضافات المحمولة، بينما يتوجس من ذلك كثير من المدرسين والمتتبعين للمشهد التربوي متسائلين عن التربة والأرضية التي أنتجت مفهوم المواكبة للمشروع الشخصي للتلميذ وهل ذلك يحمل أثقالا جديدة على كاهل المدرس أم هو تجديد وتطوير للمنظومة التربوية ككل؟
مناسبة هذا الكلام هو الأيام التكوينية الثلاث التي انطلقت في الأسبوع الأول من الشهر الأخير لهذه السنة الميلادية بمختلف ربوع المملكة مستهدفة عديد الأطر التربوية بالسلك الثانوي الإعدادي والتأهيلي، وذلك تحت عنوان عريض هو كالآتي: (المواكبة التربوية للمشاريع الشخصية للمتعلمات والمتعلمين)، وهي الأيام التكوينية التي أشرف عليها مشرفون تربويون ومستشارون في التوجيه التربوي. ومن أجل تعميم الفائدة وإشراك كافة الأطر التربوية والمهتمين بالحقل التعليمي سنقدم خلاصات عامة موجزة ومكثفة لمحتويات ومضامين هذا التكوين قبل الحديث عن المناقشات العامة والملابسات والخلفيات التي أثيرت حوله.
تميز اليوم الأول بتقديم تأطير نظري عن المواكبة التربوية التي هي عملية يزاولها المدرس باستمرار كنوع من التوجيه الدائم للمتعلمين، والغاية هي مساعدة المتعلم على بلورة مشروعه الشخصي الحياتي، والمشروع هو هدف مهني أو دراسي يحاول المتعلم وضعه أمام نفسه للوصول إليه، ويضع خطة لإنجازه مع البدائل المتاحة والممكنة.
وبعد التقديم النظري تم الانتقال للورشة الأولى التي استثمرت الوثيقتين الأولى والثانية ومحاورها كالآتي:
1 ـ أهم أبعاد المواكبة، وتنقسم إلى:
أ ـ بُعد مؤسساتي: ويتم داخل فضاء المؤسسة، ويحيل إلى مبدأ التعاقد الذي يموقع العلاقة قانونيا.
ب ـ بُعد زماني: يتم تحقيقه بشكل تدريجي وتداولي وتفاوضي.
ج ـ بعد بين شخصي: ينظر إلى المواكبة كعلاقة توفر لها المؤسسة الإطار العام للممارسة.
2 ـ أهم خصائص المواكبة:
أ ـ هي تجسيد للمقاربة التربوية في التوجيه المدرسي والمهني.
ب ـ علاقة تربوية تعاقدية بالتزامات متبادلة بين المواكِب والمتعلم.
3 ـ أهم أنواع المواكبة:
أ ـ مواكبة تربوية: يشرف عليها الأستاذ الرئيس.
ب ـ مواكبة إدارية تقنية: تشرف عليها الإدارة.
ج ـ مواكبة تخصصية: يشرف عليها المستشار في التوجيه التربوي.
الوثيقة رقم 2 محورها التيارات النظرية المؤطرة لحقل التوجيه التربوي وأهم هذه التيارات:
أ ـ التيار البسيكومتري: ويعطي أهمية للمحيط على حساب الفرد.
ب ـ التيار السلوكي: ويركز على الفرد ويتجاهل المحيط.
ج ـ التيار الإنسانوي: ويهتم بالفرد والمحيط في علاقة تكاملية.
وهذا التيار الثالث هو الذي تركز عليه المواكبة التربوية، ونلاحظ هنا أن العلاقة بين المفاهيم هي علاقة تكاملية بحيث إن المواكبة التربوية تخدم التوجيه التربوي والمدرسي والمهني والجامعي.
وهذه المحاور تم مناقشتها في تقديم عناصرها ومحتوياتها من طرف الأطر التربوية والمشرفين على التكوين.
في اليوم الثاني تم إنجاز ورشتين أخريين، في الورشة الأولى تم الاشتغال على الوثيقة رقم 3 وتتناول مفهوم المشروع التربوي للمتعلم.
1 ـ أبعاد المشروع الشخصي للمتعلم:
أ ـ بعد حيوي: في إطاره يتمكن المتعلم من التكيف المستمر مع التغيرات التي يشهدها محيطه.
ب ـ بعد براغماتي: يتم تجسيده على أرض الواقع .
ج ـ بعد تنبئي: حين يصبح المشروع سيرورة تقتضي التنظيم والتخطيط والتقويم.
2 ـ خصائص هذا المشروع:
أ ـ الاستمرارية: فهو ليس نشاطا موسميا أو ظرفيا.
ب ـ الربط والانسجام: أي الربط بين ذات المتعلم ومحيطه ومختلف المتدخلين.
ج ـ تنمية الشعور بالانتماء: وخاصة الانتماء للمؤسسة.
د ـ التنامي والانتشار: حيث يبدأ المشروع بفكرة حالمة ليصبح حالة ذهنية مهيمنة على تفكير وسلوك المتعلم.
3 ـ مراحل المشروع الشخصي للمتعلم:
أ ـ مرحلة الاستئناس: ويكون ذلك في السنتين النهائيتين من السلك الابتدائي.
ب ـ مرحلة بناء المشروع: ويكون ذلك في السلك الثانوي الإعدادي.
ج ـ مرحلة توطيد المشروع: ويتم ذلك في السلك الثانوي التأهيلي.
د ـ مرحلة تدقيق المشروع: وهذا يكون في سلك التعليم العالي.
الوثيقة التالية لليوم الثاني هي الوثيقة4:
1 ـ أهم الكفايات المستعرضة الخاصة بالمشروع الشخصي للمتعلم وهي التي حددها الكتاب الأبيض في ثلاثة محاور:
أ ـ كفايات مرتبطة بتنمية الذات.
ب ـ كفايات قابلة للاستثمار، وتستجيب لحاجات التنمية المجتمعية.
ج ـ كفايات للتصريف في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، أي الاستجابة للقطاعات المنتجة.
2 ـ أهم كفايات بناء هذا المشروع:
أ ـ كفايات استراتيجية: تقوم على معرفة الذات والتعبير عنها والتموقع في الزمان والمكان.
ب ـ كفايات تواصلية: وتتأسس على التمكن من مختلف أنواع التواصل ومختلف أنواع الخطاب الأدبي والعلمي.
ج ـ كفايات منهجية قائمة على اكتساب منهجية التفكير والتنظيم والتكوين الذاتي.
د ـ كفايات تيكنولوجية: ترتكز على التمكن من آليات التحليل والتوقع والاستشراف واستدماج أخلاقيات المهن والحرف.
ه ـ كفايات ثقافية: تسعى لتنمية الرصيد الثقافي للمتعلم وتنمية الجانب الموسوعي له مع تفتح شخصيته على العالم.
3 ـ أهم العناصر المحددة للمواكبة:
أ ـ جعلها آلية مساعدة على الاندماج في الحياة المدرسية.
ب ـ اعتبارها أداة مساهمة في النجاح في مختلف المسارات الدراسية.
ج ـ عنصر تمكين من اكتساب مهارات ومعارف ضرورية لبناء مشاريع شخصية وتحديد اختيارات تكوينية ومهنية.
د ـ ويقوم ذلك على أسس هي:
تنمية العمل الذاتي.
منهجية الاستعلام: بانتقاء المعلومات واستثمارها.
معرفة الذات والتموقع في المحيط باستكشافه وإدراك تأثيراته.
الإسقاط في المستقبل وذلك ببلورة أسئلة استكشافية وتجاوزها إلى الإكراهات والخطط البديلة.
4 ـ أهم خصوصيات تقويم كفايات هذا المشروع:
ويقوم ذلك على تقدير التحصيل الدراسي للمتعلم على ما يلي:
أ ـ ربط التقدير بالمشروع الشخصي للمتعلم.
ب ـ تقدير التحصيل الكفاياتي والمهاراتي النوعي.
ج ـ تقدير الذكاءات المختلفة المراعية للفروقات في المواهب والملكات.
إن التقدير من منظور المواكبة التربوية يقوم على أسس هي:
التمحور حول الكفايات وتطبيقاتها العملية بدل إعادة إنتاج المعارف والمهارات.
المهام مستمدة من الحياة عوض كونها مهاما نظرية صرفة.
المهام مفعلة في المحيط السوسيو قتصادي.
الارتقاء إلى التحليل والتركيب والابتكار بدل التذكر والفهم فقط.
هذا وارتكزت الوثيقة رقم 5 على الخطط الأساسية للمواكبة التربوية من خلال خطط عمل مشتركة بين المتعلمين وتتبع سير الإنجاز وتقييم وتوثيق سيرورة المواكبة.
اليوم الثالث تم فيه تناول الوثيقة رقم 6 في الورشة الصباحية الأولى وموضوعها كالآتي:
الإطار العلائقي للمواكبة التربوية:
وتتمحور حول صنفين من العلاقات:
أ ـ علاقات ذات أولوية (أي رئيسية) وتتم بين الأستاذ الرئيس (أي الأستاذ المواكِب) وعدة شركاء هم الحارس العام وأساتذة القسم والمستشار في التوجيه التربوي ومنسقو الحياة المدرسية وهياكل المؤسسة.
ب ـ علاقات تكميلية: وتتم بين الأستاذ الرئيس وآباء وأولياء التلاميذ ومفتش التوجيه التربوي والصحة المدرسية ومع الفاعلين الاجتماعيين والمهنيين ومع المفتشين التربويين.
وفي نفس الورشة تم الاشتغال كذلك على الوثيقة رقم 7 ومحورها أخلاقيات المواكبة التربوية، وهذه الأخلاقيات هي مجموعة قيم وأعراف وتقاليد يتفق عليها أفراد مهنة ما لما هو خير وعدل، ومن هذه الأخلاقيات: الحياد والسرية والاستقامة والابتعاد عن أحكام القيمة والصبر والصدق في أداء المهمة وإنشاء علاقات قائمة على الثقة. وحتى يتحقق النجاح في المهمة تم إدراج عدة مقترحات منها:
أ ـ تفريد المواكبة التربوية: أي اعتبار كل مواكَب فريدا من نوعه.
ب ـ الالتزام بالسر المهني.
ج ـ الإنصات بعناية للمتعلم وتعزيز قدرته على التعبير.
د ـ طرح أسئلة محفزة لكشف المعلومات اللازمة.
وتم خلال المناقشة الموالية طرح مزيد من المقترحات منها السعي لإبعاد التداخل بين ذات المواكِب وذات المواكَب، وضرورة توفر العدة اللازمة من أخصائيين نفسيين واجتماعيين وخاصة في المؤسسات التعليمية بالمناطق النائية والمهمشة التي تفتقد كثير منها للكهرباء والماء فكيف بالمواكبة التي تعد ترفا زائدا هناك.
وأثناء المناقشات التي تلت ذلك لاحظ كثير من المتدخلين من الأطر التربوية كيف أصبحت النظرة للمؤسسة التعليمية على أنها أشبه بالمقاولة الخاضعة لأحكام ومتطلبات السوق بدل ترسيخ أخلاقيات وقيم المعارف في بعدها الإنساني الصرف، لقد أصبحت التوجهات تقود المشاريع نحو الحاجيات التي تفرضها ثنائية العرض والطلب بالموازاة مع التحولات الرأسمالية الخاضعة لاقتصاد السوق. ثم هل يراد ـ من جهة ثانية ـ إرغام المدرس على البحث العلمي بدل أن يتجمد كحلزون متقوقعا على ذاته، بينما محيطه العالمي يغلي بالمستجدات التربوية والعلمية التي قد تتجاوزه إن لم يكن باحثا، لا فقط ممارسا غارقا في أرشيف الماضي المتجمد، في وقت تجبر المنظومات الغربية الحديثة مدرسيها على التجدد الدائم بتحفيزات (ترغيب) أو تجميد ترقيات (ترهيب). ثم السؤال الأبرز من كثير من المدرسين الذين استفادوا من هذا التكوين وأغلبهم أو جلهم لا يعرف مضمون الاستدعاء الذي تلقاه قبيل الأيام التكوينية: إذا كانت الدولة تكوّن الموجهين والمستشارين في المواكبة والتخطيط التربوِيَيْن منذ سنوات خلت فلماذا تقحم في هذا المجال الأطر التربوية التي مهمتها في الأساس هي التدريس ونقل القدرات والمعارف والمنهجيات حتى يصبح دورها الآن المساعدة في بناء المشروع الشخصي للمتعلم؟! وهنا كان مكمن الريبة عند البعض، كما أنه من هنا التساؤل المثبت في العنوان أعلاه: هل هذه المواكبة هي من المهام الإضافية التي ستثقل كاهل المدرس أم هي عملية تطوير للمنظومة التعليمية؟ ألم يجد المدرس نفسه قد أثقِل بساعات تطوعية تحولت مع الوقت لساعات رسمية، ثم تقلصت العطلة الصيفية في محاضر الخروج من متم شهر يونيو إلى العاشر من شهر يوليوز وفي محاضر الدخول من منتصف شتنبر لأوائله، وتم إلزام المدرس بإدخال النقط في منظومة مسار نظرا للضغط الهائل على الأطر الإدارية، كما ظهر مصطلح (الأستاذ المصاحب) الذي يساعد المشرف التربوي في مهامه من خلال طعم إغراء هو تخفيف جدوله الزمني، وها هو مصطلح جديد اسمه (الأستاذ الرئيس) أي الرئيسي إذ لا رئاسة ولا زعامة ولا هم يحزنون، إنه في عرف الهواجس استجابة لحاجة ملحة قد تكون الخصاص في أطر التوجيه والمواكبة في غياب التعويضات اللازمة للمدرس المثقل بأعباء جديدة، وقد يكون الأمر تقليدا لخرجات الغرب الأوروبي الذي يرى الجيل الصاعد مشوش الذهن بعيدا عن تحديد مشاريع شخصية مقارنة بأجيال مضت كانت تبني مستقبلها بشكل عصامي، ولعل المشروع الشخصي وما يليه من المواكبة هو من أحدث ما تفتق عنه العقل الغربي في مجال التربية والتكوين بعدما أصبحت الآفاق ضبابية بالنسبة لأجيال اليوم والتباس ما هو مطلوب مرغوب مع ما هو كائن وواقع، وأيضا في ظل تذبذب الطموحات وتلاشي فكرة أنسنة المعرفة وتحول التعليم إلى سلعة أو بضاعة أو مقاولة بلُغة السوق، إنها البيئة الحاضنة لفكرة المشروع على غرار المشاريع الاقتصادية والمخططات المتوسطة والبعيدة المدى، فهل الأستاذ عندنا بكل هذه المهام تُرك له الوقت لالتقاط أنفاسه أم هي عملية مقصودة للإجهاز على ما تبقى من كائن اسمه المدرس؟!
هي اسئلة عديدة مطروحة تعبر عن الهواجس والمخاوف وربما تصحح مفهوم المواكبة وتدعمه حتى لا يصبح هذا الأخير مجرد شعار تم رفعه في مرحلة زمنية ما مثل مفاهيم وبيداغوجيات ومقاربات تآكلت وديست بأقدام واضعيها وما زالت ترن لليوم في مسامعنا مثل الإدماج والخطة الاستعجالية والميثاق الوطني... وغيرها من الزوابع التي أثيرت وانطبق عليها المثل العربي: (أسمعُ جعجعة ولا أرى طحينا)، والأهم استنبات مشاريع محلية نابعة من واقع التربية والتعليم عوض استيراد مشاريع قادمة من وراء البحار دون خلق أجواء محلية تناسبها وتتيح لها ظروف النجاح، وربما تكون هواجس المدرسين ومخاوفهم في غير محلها ، والأهم أن تحظى المواكبة التربوية بالنجاح والاهتمام اللازم من طرف كل الفاعلين التربويين.
انتهت الأيام التكوينية باستمارات عبر فيها المستفيدون من تقييمهم لهذا التكوين بترقيم درجاته في أفق تكوين آخر داعم له واستفادة أفواج أخرى.
مناسبة هذا الكلام هو الأيام التكوينية الثلاث التي انطلقت في الأسبوع الأول من الشهر الأخير لهذه السنة الميلادية بمختلف ربوع المملكة مستهدفة عديد الأطر التربوية بالسلك الثانوي الإعدادي والتأهيلي، وذلك تحت عنوان عريض هو كالآتي: (المواكبة التربوية للمشاريع الشخصية للمتعلمات والمتعلمين)، وهي الأيام التكوينية التي أشرف عليها مشرفون تربويون ومستشارون في التوجيه التربوي. ومن أجل تعميم الفائدة وإشراك كافة الأطر التربوية والمهتمين بالحقل التعليمي سنقدم خلاصات عامة موجزة ومكثفة لمحتويات ومضامين هذا التكوين قبل الحديث عن المناقشات العامة والملابسات والخلفيات التي أثيرت حوله.
تميز اليوم الأول بتقديم تأطير نظري عن المواكبة التربوية التي هي عملية يزاولها المدرس باستمرار كنوع من التوجيه الدائم للمتعلمين، والغاية هي مساعدة المتعلم على بلورة مشروعه الشخصي الحياتي، والمشروع هو هدف مهني أو دراسي يحاول المتعلم وضعه أمام نفسه للوصول إليه، ويضع خطة لإنجازه مع البدائل المتاحة والممكنة.
وبعد التقديم النظري تم الانتقال للورشة الأولى التي استثمرت الوثيقتين الأولى والثانية ومحاورها كالآتي:
1 ـ أهم أبعاد المواكبة، وتنقسم إلى:
أ ـ بُعد مؤسساتي: ويتم داخل فضاء المؤسسة، ويحيل إلى مبدأ التعاقد الذي يموقع العلاقة قانونيا.
ب ـ بُعد زماني: يتم تحقيقه بشكل تدريجي وتداولي وتفاوضي.
ج ـ بعد بين شخصي: ينظر إلى المواكبة كعلاقة توفر لها المؤسسة الإطار العام للممارسة.
2 ـ أهم خصائص المواكبة:
أ ـ هي تجسيد للمقاربة التربوية في التوجيه المدرسي والمهني.
ب ـ علاقة تربوية تعاقدية بالتزامات متبادلة بين المواكِب والمتعلم.
3 ـ أهم أنواع المواكبة:
أ ـ مواكبة تربوية: يشرف عليها الأستاذ الرئيس.
ب ـ مواكبة إدارية تقنية: تشرف عليها الإدارة.
ج ـ مواكبة تخصصية: يشرف عليها المستشار في التوجيه التربوي.
الوثيقة رقم 2 محورها التيارات النظرية المؤطرة لحقل التوجيه التربوي وأهم هذه التيارات:
أ ـ التيار البسيكومتري: ويعطي أهمية للمحيط على حساب الفرد.
ب ـ التيار السلوكي: ويركز على الفرد ويتجاهل المحيط.
ج ـ التيار الإنسانوي: ويهتم بالفرد والمحيط في علاقة تكاملية.
وهذا التيار الثالث هو الذي تركز عليه المواكبة التربوية، ونلاحظ هنا أن العلاقة بين المفاهيم هي علاقة تكاملية بحيث إن المواكبة التربوية تخدم التوجيه التربوي والمدرسي والمهني والجامعي.
وهذه المحاور تم مناقشتها في تقديم عناصرها ومحتوياتها من طرف الأطر التربوية والمشرفين على التكوين.
في اليوم الثاني تم إنجاز ورشتين أخريين، في الورشة الأولى تم الاشتغال على الوثيقة رقم 3 وتتناول مفهوم المشروع التربوي للمتعلم.
1 ـ أبعاد المشروع الشخصي للمتعلم:
أ ـ بعد حيوي: في إطاره يتمكن المتعلم من التكيف المستمر مع التغيرات التي يشهدها محيطه.
ب ـ بعد براغماتي: يتم تجسيده على أرض الواقع .
ج ـ بعد تنبئي: حين يصبح المشروع سيرورة تقتضي التنظيم والتخطيط والتقويم.
2 ـ خصائص هذا المشروع:
أ ـ الاستمرارية: فهو ليس نشاطا موسميا أو ظرفيا.
ب ـ الربط والانسجام: أي الربط بين ذات المتعلم ومحيطه ومختلف المتدخلين.
ج ـ تنمية الشعور بالانتماء: وخاصة الانتماء للمؤسسة.
د ـ التنامي والانتشار: حيث يبدأ المشروع بفكرة حالمة ليصبح حالة ذهنية مهيمنة على تفكير وسلوك المتعلم.
3 ـ مراحل المشروع الشخصي للمتعلم:
أ ـ مرحلة الاستئناس: ويكون ذلك في السنتين النهائيتين من السلك الابتدائي.
ب ـ مرحلة بناء المشروع: ويكون ذلك في السلك الثانوي الإعدادي.
ج ـ مرحلة توطيد المشروع: ويتم ذلك في السلك الثانوي التأهيلي.
د ـ مرحلة تدقيق المشروع: وهذا يكون في سلك التعليم العالي.
الوثيقة التالية لليوم الثاني هي الوثيقة4:
1 ـ أهم الكفايات المستعرضة الخاصة بالمشروع الشخصي للمتعلم وهي التي حددها الكتاب الأبيض في ثلاثة محاور:
أ ـ كفايات مرتبطة بتنمية الذات.
ب ـ كفايات قابلة للاستثمار، وتستجيب لحاجات التنمية المجتمعية.
ج ـ كفايات للتصريف في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، أي الاستجابة للقطاعات المنتجة.
2 ـ أهم كفايات بناء هذا المشروع:
أ ـ كفايات استراتيجية: تقوم على معرفة الذات والتعبير عنها والتموقع في الزمان والمكان.
ب ـ كفايات تواصلية: وتتأسس على التمكن من مختلف أنواع التواصل ومختلف أنواع الخطاب الأدبي والعلمي.
ج ـ كفايات منهجية قائمة على اكتساب منهجية التفكير والتنظيم والتكوين الذاتي.
د ـ كفايات تيكنولوجية: ترتكز على التمكن من آليات التحليل والتوقع والاستشراف واستدماج أخلاقيات المهن والحرف.
ه ـ كفايات ثقافية: تسعى لتنمية الرصيد الثقافي للمتعلم وتنمية الجانب الموسوعي له مع تفتح شخصيته على العالم.
3 ـ أهم العناصر المحددة للمواكبة:
أ ـ جعلها آلية مساعدة على الاندماج في الحياة المدرسية.
ب ـ اعتبارها أداة مساهمة في النجاح في مختلف المسارات الدراسية.
ج ـ عنصر تمكين من اكتساب مهارات ومعارف ضرورية لبناء مشاريع شخصية وتحديد اختيارات تكوينية ومهنية.
د ـ ويقوم ذلك على أسس هي:
تنمية العمل الذاتي.
منهجية الاستعلام: بانتقاء المعلومات واستثمارها.
معرفة الذات والتموقع في المحيط باستكشافه وإدراك تأثيراته.
الإسقاط في المستقبل وذلك ببلورة أسئلة استكشافية وتجاوزها إلى الإكراهات والخطط البديلة.
4 ـ أهم خصوصيات تقويم كفايات هذا المشروع:
ويقوم ذلك على تقدير التحصيل الدراسي للمتعلم على ما يلي:
أ ـ ربط التقدير بالمشروع الشخصي للمتعلم.
ب ـ تقدير التحصيل الكفاياتي والمهاراتي النوعي.
ج ـ تقدير الذكاءات المختلفة المراعية للفروقات في المواهب والملكات.
إن التقدير من منظور المواكبة التربوية يقوم على أسس هي:
التمحور حول الكفايات وتطبيقاتها العملية بدل إعادة إنتاج المعارف والمهارات.
المهام مستمدة من الحياة عوض كونها مهاما نظرية صرفة.
المهام مفعلة في المحيط السوسيو قتصادي.
الارتقاء إلى التحليل والتركيب والابتكار بدل التذكر والفهم فقط.
هذا وارتكزت الوثيقة رقم 5 على الخطط الأساسية للمواكبة التربوية من خلال خطط عمل مشتركة بين المتعلمين وتتبع سير الإنجاز وتقييم وتوثيق سيرورة المواكبة.
اليوم الثالث تم فيه تناول الوثيقة رقم 6 في الورشة الصباحية الأولى وموضوعها كالآتي:
الإطار العلائقي للمواكبة التربوية:
وتتمحور حول صنفين من العلاقات:
أ ـ علاقات ذات أولوية (أي رئيسية) وتتم بين الأستاذ الرئيس (أي الأستاذ المواكِب) وعدة شركاء هم الحارس العام وأساتذة القسم والمستشار في التوجيه التربوي ومنسقو الحياة المدرسية وهياكل المؤسسة.
ب ـ علاقات تكميلية: وتتم بين الأستاذ الرئيس وآباء وأولياء التلاميذ ومفتش التوجيه التربوي والصحة المدرسية ومع الفاعلين الاجتماعيين والمهنيين ومع المفتشين التربويين.
وفي نفس الورشة تم الاشتغال كذلك على الوثيقة رقم 7 ومحورها أخلاقيات المواكبة التربوية، وهذه الأخلاقيات هي مجموعة قيم وأعراف وتقاليد يتفق عليها أفراد مهنة ما لما هو خير وعدل، ومن هذه الأخلاقيات: الحياد والسرية والاستقامة والابتعاد عن أحكام القيمة والصبر والصدق في أداء المهمة وإنشاء علاقات قائمة على الثقة. وحتى يتحقق النجاح في المهمة تم إدراج عدة مقترحات منها:
أ ـ تفريد المواكبة التربوية: أي اعتبار كل مواكَب فريدا من نوعه.
ب ـ الالتزام بالسر المهني.
ج ـ الإنصات بعناية للمتعلم وتعزيز قدرته على التعبير.
د ـ طرح أسئلة محفزة لكشف المعلومات اللازمة.
وتم خلال المناقشة الموالية طرح مزيد من المقترحات منها السعي لإبعاد التداخل بين ذات المواكِب وذات المواكَب، وضرورة توفر العدة اللازمة من أخصائيين نفسيين واجتماعيين وخاصة في المؤسسات التعليمية بالمناطق النائية والمهمشة التي تفتقد كثير منها للكهرباء والماء فكيف بالمواكبة التي تعد ترفا زائدا هناك.
وأثناء المناقشات التي تلت ذلك لاحظ كثير من المتدخلين من الأطر التربوية كيف أصبحت النظرة للمؤسسة التعليمية على أنها أشبه بالمقاولة الخاضعة لأحكام ومتطلبات السوق بدل ترسيخ أخلاقيات وقيم المعارف في بعدها الإنساني الصرف، لقد أصبحت التوجهات تقود المشاريع نحو الحاجيات التي تفرضها ثنائية العرض والطلب بالموازاة مع التحولات الرأسمالية الخاضعة لاقتصاد السوق. ثم هل يراد ـ من جهة ثانية ـ إرغام المدرس على البحث العلمي بدل أن يتجمد كحلزون متقوقعا على ذاته، بينما محيطه العالمي يغلي بالمستجدات التربوية والعلمية التي قد تتجاوزه إن لم يكن باحثا، لا فقط ممارسا غارقا في أرشيف الماضي المتجمد، في وقت تجبر المنظومات الغربية الحديثة مدرسيها على التجدد الدائم بتحفيزات (ترغيب) أو تجميد ترقيات (ترهيب). ثم السؤال الأبرز من كثير من المدرسين الذين استفادوا من هذا التكوين وأغلبهم أو جلهم لا يعرف مضمون الاستدعاء الذي تلقاه قبيل الأيام التكوينية: إذا كانت الدولة تكوّن الموجهين والمستشارين في المواكبة والتخطيط التربوِيَيْن منذ سنوات خلت فلماذا تقحم في هذا المجال الأطر التربوية التي مهمتها في الأساس هي التدريس ونقل القدرات والمعارف والمنهجيات حتى يصبح دورها الآن المساعدة في بناء المشروع الشخصي للمتعلم؟! وهنا كان مكمن الريبة عند البعض، كما أنه من هنا التساؤل المثبت في العنوان أعلاه: هل هذه المواكبة هي من المهام الإضافية التي ستثقل كاهل المدرس أم هي عملية تطوير للمنظومة التعليمية؟ ألم يجد المدرس نفسه قد أثقِل بساعات تطوعية تحولت مع الوقت لساعات رسمية، ثم تقلصت العطلة الصيفية في محاضر الخروج من متم شهر يونيو إلى العاشر من شهر يوليوز وفي محاضر الدخول من منتصف شتنبر لأوائله، وتم إلزام المدرس بإدخال النقط في منظومة مسار نظرا للضغط الهائل على الأطر الإدارية، كما ظهر مصطلح (الأستاذ المصاحب) الذي يساعد المشرف التربوي في مهامه من خلال طعم إغراء هو تخفيف جدوله الزمني، وها هو مصطلح جديد اسمه (الأستاذ الرئيس) أي الرئيسي إذ لا رئاسة ولا زعامة ولا هم يحزنون، إنه في عرف الهواجس استجابة لحاجة ملحة قد تكون الخصاص في أطر التوجيه والمواكبة في غياب التعويضات اللازمة للمدرس المثقل بأعباء جديدة، وقد يكون الأمر تقليدا لخرجات الغرب الأوروبي الذي يرى الجيل الصاعد مشوش الذهن بعيدا عن تحديد مشاريع شخصية مقارنة بأجيال مضت كانت تبني مستقبلها بشكل عصامي، ولعل المشروع الشخصي وما يليه من المواكبة هو من أحدث ما تفتق عنه العقل الغربي في مجال التربية والتكوين بعدما أصبحت الآفاق ضبابية بالنسبة لأجيال اليوم والتباس ما هو مطلوب مرغوب مع ما هو كائن وواقع، وأيضا في ظل تذبذب الطموحات وتلاشي فكرة أنسنة المعرفة وتحول التعليم إلى سلعة أو بضاعة أو مقاولة بلُغة السوق، إنها البيئة الحاضنة لفكرة المشروع على غرار المشاريع الاقتصادية والمخططات المتوسطة والبعيدة المدى، فهل الأستاذ عندنا بكل هذه المهام تُرك له الوقت لالتقاط أنفاسه أم هي عملية مقصودة للإجهاز على ما تبقى من كائن اسمه المدرس؟!
هي اسئلة عديدة مطروحة تعبر عن الهواجس والمخاوف وربما تصحح مفهوم المواكبة وتدعمه حتى لا يصبح هذا الأخير مجرد شعار تم رفعه في مرحلة زمنية ما مثل مفاهيم وبيداغوجيات ومقاربات تآكلت وديست بأقدام واضعيها وما زالت ترن لليوم في مسامعنا مثل الإدماج والخطة الاستعجالية والميثاق الوطني... وغيرها من الزوابع التي أثيرت وانطبق عليها المثل العربي: (أسمعُ جعجعة ولا أرى طحينا)، والأهم استنبات مشاريع محلية نابعة من واقع التربية والتعليم عوض استيراد مشاريع قادمة من وراء البحار دون خلق أجواء محلية تناسبها وتتيح لها ظروف النجاح، وربما تكون هواجس المدرسين ومخاوفهم في غير محلها ، والأهم أن تحظى المواكبة التربوية بالنجاح والاهتمام اللازم من طرف كل الفاعلين التربويين.
انتهت الأيام التكوينية باستمارات عبر فيها المستفيدون من تقييمهم لهذا التكوين بترقيم درجاته في أفق تكوين آخر داعم له واستفادة أفواج أخرى.