حسن فيرداوس
كاتب
بوح مدينة
تهت كدرويش تقطعت به السبل في مدينة كانت يوما مدينتي . خطواتي المتثاقلة تتلمس بقايا وشم لهويتي . أتعثر على أرصفة متهاوية عبثت بها أيادي جبانة أضاعت فرحتي وعمقت من غربتي..مقاهي جحظت بكراسيها لتقضم من الطريق وتضيف إلى ملكياتها بعض علامات التشوير.. أسير و ألتفت محدقا في كل اتجاه كمن يبحث عن عنوان ضاع منه في زحمة الحياة . د
أمد يدي أتحسس الفراغ لأتلمس موقع شجرة كتبت اسمي واسم حبيبتي على ساقها العريض ..نقشنا اسمينا وأشهدنا شجرة العشق على حبنا ..أكرهت مخيلتي على إعادة تركيب فضاء طفولتي وشبابي ؛ وتمنيت انفصاما في شخصيتي يعيدني إلى غصني وعشي في الشجرة ..هنا ولدت أحلامي وشغب طفولتي قبل أن ..
. أن يئدها العبث ..تجاوزت
عن مد البحر وجزره عندما كان يمسح آثار عشقي على الرمال المبللة ، وكنت أقسم له بأن حبيبتي واعدتني أن نعيد رسم خطواتنا كلما قدم الصيف مع اللقالق المنهكة في سماء لوثتها الأدخنة ..أسراب تائهة وضائعة
في فوق سقوف المدينة المهربة. ..ولكن من تجرأ على قطع دابر شجرة نبتت على أطراف أفنانها ذكرياتنا كثمار يانعة تختصر
كل الفصول؟ ، وشهدت أشجار كل الطرقات التي سلكناها على انتمائنا لمدينة كانت يوما مدينتنا ؛ لن أذوي كريحانة في الهجير ..سأظل أبحث في عيون الناس عن أحياء كانت مرتعي ؛ و أبحث عن ظلال حضنتني لعقود من الزمن ..و سأدعو كل الطيور التي كانت تروح عند الغسق لتبيت في ضيافة مدينتي ؛ ثم تبكر لتعيد تفاصيل حكايات لا تنتهي ..وجوه اختفت وأخرى ذبلت ونهر أشاح بوجهه عن شط مدينة هجره الشابل والصيادون وبدأ يحتضر ؛ لكنه أصر على ألا يلفظ أنفاسه ......ا
عدت أدراجي وقد مر ت ساعات من الزمن .. لم أدر أين كنت ..ولم أعد الحفر التي كنت أنط فوقها ككنغر هجر قسرا من وطنه الأصلي ..كل ما أذكره أني عدت سعيدا من الماضي أعانق ذكرياتي وأحاول
أن أتسلق الشجرة التي شهدت أول حب في
حياتي ، و أحضن جذورها ؛ ثم أ رسم على تربة مدينتي تفاصيل حياتي من جديد ..
2018 . ......
تهت كدرويش تقطعت به السبل في مدينة كانت يوما مدينتي . خطواتي المتثاقلة تتلمس بقايا وشم لهويتي . أتعثر على أرصفة متهاوية عبثت بها أيادي جبانة أضاعت فرحتي وعمقت من غربتي..مقاهي جحظت بكراسيها لتقضم من الطريق وتضيف إلى ملكياتها بعض علامات التشوير.. أسير و ألتفت محدقا في كل اتجاه كمن يبحث عن عنوان ضاع منه في زحمة الحياة . د
أمد يدي أتحسس الفراغ لأتلمس موقع شجرة كتبت اسمي واسم حبيبتي على ساقها العريض ..نقشنا اسمينا وأشهدنا شجرة العشق على حبنا ..أكرهت مخيلتي على إعادة تركيب فضاء طفولتي وشبابي ؛ وتمنيت انفصاما في شخصيتي يعيدني إلى غصني وعشي في الشجرة ..هنا ولدت أحلامي وشغب طفولتي قبل أن ..
. أن يئدها العبث ..تجاوزت
عن مد البحر وجزره عندما كان يمسح آثار عشقي على الرمال المبللة ، وكنت أقسم له بأن حبيبتي واعدتني أن نعيد رسم خطواتنا كلما قدم الصيف مع اللقالق المنهكة في سماء لوثتها الأدخنة ..أسراب تائهة وضائعة
في فوق سقوف المدينة المهربة. ..ولكن من تجرأ على قطع دابر شجرة نبتت على أطراف أفنانها ذكرياتنا كثمار يانعة تختصر
كل الفصول؟ ، وشهدت أشجار كل الطرقات التي سلكناها على انتمائنا لمدينة كانت يوما مدينتنا ؛ لن أذوي كريحانة في الهجير ..سأظل أبحث في عيون الناس عن أحياء كانت مرتعي ؛ و أبحث عن ظلال حضنتني لعقود من الزمن ..و سأدعو كل الطيور التي كانت تروح عند الغسق لتبيت في ضيافة مدينتي ؛ ثم تبكر لتعيد تفاصيل حكايات لا تنتهي ..وجوه اختفت وأخرى ذبلت ونهر أشاح بوجهه عن شط مدينة هجره الشابل والصيادون وبدأ يحتضر ؛ لكنه أصر على ألا يلفظ أنفاسه ......ا
عدت أدراجي وقد مر ت ساعات من الزمن .. لم أدر أين كنت ..ولم أعد الحفر التي كنت أنط فوقها ككنغر هجر قسرا من وطنه الأصلي ..كل ما أذكره أني عدت سعيدا من الماضي أعانق ذكرياتي وأحاول
أن أتسلق الشجرة التي شهدت أول حب في
حياتي ، و أحضن جذورها ؛ ثم أ رسم على تربة مدينتي تفاصيل حياتي من جديد ..
2018 . ......