هل سمعتم بزهرة النّسرين!
تلك التي تعيش بعيدة في أعلى الجبال!؟
تنشر شذاها، لونها البياضُ الممتزجُ بالخجل والحياء
تكتفي بذاتها تحتضنُ النسمات على مقام النهاوند
ولاتبكي إلا على مقام الصبا، وأما عن أحاديثنا، ستكتشف أنها جديرة بتجديد خلق الايقاعِ، كمتتالية مداها الأرض والسماء، حواري اليوم مع المهدي نقوس
لقلما تتطابق الأسماءُ، إلا عند أديبنا العظيم، فقد منحَ عمقه للاسم أجراسَ الهداية ، وحيداً يعاندُ الموجُ، ويزرعُ الأزهار في حقول الأدب، كترجمانٍ لتغريدِ البلابل حينُ تؤذنُ بالجمالِ والغبطة، حين تغطّ على غصنٍ أخضر، يغازل النبع العذب
نقوس المهدي
ثقافة عالية صامتة خلوقة
أضم صوتي لصوت الصديق صابر رشدي
[والشكر لا يكفي ....
من لم يشكر الناس لم يشكر الله
المهدي نقوس
هل تعلم عزيزي المثقف!
أن هذا الرجل النبيل، يقوم وحده على خمسين مجموعة ثقافية . يحررهم، ويضيف إليهم يومياً، كل ماهو مفيد، قد تجد كتاباتك موجودة على اي مدونة منهم، كان قد اختارها، ووضعها على صفحته بشكل جماليّ محترمٍ، دون الحاح منك،
صديقي نقوس المهدي ، المغربي الجميل ، يفعل مالا تستطيعه مؤسسات وكيانات ثقافية كبري ، دون أيّ تحيزات وشوفونية وأدلجة ، يعمل للأدب الجيد فقط ومن أجل قارئ عربيّ عبر مشروع تنويري لايعرف الملل .
شكرا . شكرا . شكرا .
محبتي الخالصة ايها الرجل الكريم
[عاوزين نعمل له فرح وحفلة تكريم على الفيس وهذا أضعف الإيمان. كل واحد مننا يرسل له كلمة حلوة كتب الكاتب المصري صابر رشدي
روائي وكاتب مصري]
[من لم يشكر الناس لم يشكر الله]
نقوس المهدي
– ولد بقرية سيدي أحمد عام 1953، وتربى بقرية لمزيندة
- الدراسة الجامعية: شعبة الفلسفة في جامعة محمد الخامس – الرباط
– دبلوم الدولة في التمريض مدرسة الممرضين المجازين مراكش
– اشتغل ممرضا مجازا بمصحة المكتب الشريف للفوسفاط – اليوسفية
– محال على المعاش منذ 1992
أصدارات
– صنائع من نوبة عراق العجب.. متوالية قصصية – منشورات منتدى مطر – مطبعة انفو برانت- فاس 2014
– …إلخ – قصص قصيرات – مطبوعات رابطة أقلام أحمر – سفي برس – آسفي – 2014
* كتب جماعبة
– مرايا قراءات في شعر محمد علي الرباوي، ج1 ، 2015، تحت اشراف د. محمد دخيسي أبو أسامة
– مرايا قراءات في شعر محمد علي الرباوي، ج2، 2015، تحت اشراف د. محمد دخيسي أبو أسامة
– أدب المناجم – اشغال الندوة الاولى لأدب المناجم بمدينة جرادة 2017 - إشراف د. السهلي عويشي
– موسوعة الجنسانية العربية قديما وحديثا – الجزء الاول – حضور الجنس في الشعر العربي قديما وحديثا، لندن – انكلترا – 2018 تحت إشراف البروفيسور محمد عبدالرحمن يونس – جامعة بن رشد – هولندا
– موسوعة الجنسانية العربية قديما وحديثا – الجزء الاول – حضور الجنس في الشعر العربي قديما وحديثا، لندن – دار دجلة الاكاديمية - بغداد – العراق - 2021 تحت إشراف البروفيسور محمد عبدالرحمن يونس – جامعة بن رشد – هولندا
– موسوعة الجنسانية العربية قديما وحديثا – الجزء الثاني – حضور الجنس في الرواية العربية – تصدر في بغداد – دار دجلة الأكاديمية - بغداد - العراق ، 2021 ، تحت إشراف البروفيسور محمد عبدالرحمن يونس – جامعة بن رشد – هولندا
- "رسائل الى با ادريس" كتاب الدورة التاسعة للمهرجان العربي للقصة القصيرة بالصويرة 2022،
- موسوعة النقد العربي المعاصر- تحت اشراف البروفيسور مجمد عبدالحمن يونس جامعة ابن رشد هولندا 2023
- كتاب "مرافئ" الخاص بالقصة القصيرة من ادارات مجلة بصرياثا الأدبية - تقديم البروفيسور محمد عبدالرحمن يونس، وإشراف الروائي والشاعر عبدالكريم العامري - البصرة - العراق
- مجلة الاستهلال المحكمة (34) الخاص بالمنجز الابداعي للبروفيسور محمد عبدالرحمن يونس - جامعة محمد بنعبدلله -فاس
– بانتظار النشر ازيد من 15 عمل مخطوط يشمل الشعر – والقصة – والدراسات النقدية والفكرية
– مؤسس موقع ( أنطولوجيا السرد العربي) مع الأخ جبران الشداني، أضخم موقع أدبي وفكري في العالم العربي
– مشرف بمنتدى مطر.. بيت المبدع العربي
من مؤسسي ” رابطة أقلام أحمر”.. التي تعنى بنشر المؤلفات المحلية
– المشاركة في العديد من الندوات واللقاءات الأدبية الوطنية
– نشر كتاباته مند السبعينات في جريدة المحرر – الملحق الثقافي لجريدة أنوال – جريدة الأنوار – جريدة العلم – جريدة العمل التونسية- مجلة الطليعة الادبية – مجلة الاقلام العراقية – مجلة الفكر التونسية – مجلة أوراق اللندنية
مع سيرة العطر والحضور الطاغي رغم عدم حب الظهور
مع القمر الذي بزغ من دجى ألمِ هذا الوطن أبدأ حواري مع الأديب المغربي المهدي نقوس
***
بدايةً أشكر الأستاذة أليسار عمران، على ثقتها بشخصي المتواضع، وعلى هذا الحوار الذي يستبصر دواخل الروح ، ويستبطن شغاف الذات، ويرمي الى جرّ اللسان، والحقيقة أني إنسان زاهد في الظهور والاستعراض، ومصاب بفوبيا الأضواء الكاشفة، وأفضل دوماً العيش تحت كنف الظلال ، والهروب الى الانعزال والصمت. وقد عبر عن واقع الحال الفتى عباس، بطل المجموعة القصصية "صنائع من نوبة عراق العجب" التي صدرت عن منتدى مطر بمبادرة من أسرتها الكريمة
"هكذا أنت دائما يا عباس حين تختلط عليك الأمور تضع رأسك بين راحتيك، تعتصره مطرقاً للأرض تتحسر ،تتمزق أسىً ولوعة.. تنفث آهاتٍ، تلعن هذا العالم الموبوء، تعبس بوجهه ، تنفخ في الهواء الرطب، تهرب بنفسك من ضجيج المدينة، تدخل دروباً حلزونية، يفتض بكارتها ضوء شاحب، أصفر يطلي الجدران كالبيض المفقوس ويحيله كوجه شبح مسلول
تهرب من ضجيج هذا العالم المفتعل تنسل من ظلالك الواهية الرخوة المتواطئة مع الفقر تهرب وتنغمس في الظلمة"…
***
س١: بعيداً عن الضوء، تجمعُ أوراقاً شعرية أدبيةً، تحفظها في ذاكرة الزمن، الأستاذ المهدي نقوس، ما بين عمله بالصحة مرتقياً بنفسه كزهرة نسرين، تطبب الأجساد والأرواح أيضا..
حدثني عن خطواتك الاولى، في تأسيس موقع أنطولوجيا الذي يتباهى به الجميع حين تغط ذائقتك على عطرِ الحروف ،في أحد النصوص ،فيصحو صاحب النص من غفوتة، على قبلة النحلِ،ترسم خطاً من الشهد في مملكتك الغالية
مملكة الشهد المصفّى
ج_ في البداية نشكر المبدعة الأستاذة: أليسار عمران على هذه الحوارات التي تجريها مع مختلف الأدباء، والحساسيات الأديبة والفكرية
تأسيس المواقع والمنصات الثقافية الجادة ، ليس بالأمر الهين والسهل، كما يعتقد الكثير من الناس، ولا بد من مقاييس، ومعايير معينة تتحكم في تكوين المؤسسين ومستواهم وسعة معارفهم، وقد كانت البداية من (منتدى مطر.. بيت المبدع العربي) الذي أسسه الأخوان السي جبران الشداني، والسي محمد فري، والذي كان تجربة رائدة في عالم المنتديات الأدبية، وأثّثته العديد من الأقلام الجادة والرصينة،
كان منتدى مطر ولا يزال منارة فريدة، ومدرسة رائدة كسبنا فيها الكثير من الصداقات، وأبهى الذكريات، وخصص لي طاقمها ركناً خاصاً باسم "مختارات نقوس المهدي"، وأشرفوا على طبع مجموعتي القصصية الاولى (الصنائع)
عندما تتجذر أسباب النجاح في الأعماق، يصعب الخلاص منها. أو التخلي عنها،إنه نوع من الهوس، والشغف اللذيذ، الشبيه بالداء الوبيل لا يشفي منه إلا الموت
كانت البداية بمبادرة من الأخ جبران الشداني والتفكير في إنشاء موقع (أنطولوجيا الإيروتيكا العربية)، لانعدام تواجد منصات علمية تبحث في هذه المضامين والحفر في مجاهلها، ونفض غبار النسيان عنها، عبر البحث في المصنفات التراثية عن النصوص الإيروسية، وانتقائها بعناية، ونسخ بعضها عن أصولها، واخراجها للقراء، لإيماننا العميق بأن الأدب العربي منذ جاهليته يحفل بالعديد من النصوص العارية، ونوادر العشاق وأوصابهم، وأخبار الصبابة والهوى والحب، وقد فوجئنا بالكم الهائل الذي يربو على الثلاثمائة مصنف تراثي في أدب الجنس تكاد تكون مجهولة لدى القارئ العربي، كتبت بداية من القرن الثاني الهجري الثاني، توصلنا الى عرض حوالي 160 مصنف منها، وهي مبادرة إبداعية لا تخلو من مشقة، ولا تخلو من متعة، ولا تخلو من مجازفة في نفس الآن، عملنا من خلالها على أن يكون الموقع أحسن تأثيثا، وأن نكون أكثر حرصا على المستوى الجمالي للنصوص، وأشد مراعاة لمختلف الأذواق والحساسيات، منسجمين مع قناعتنا بجسامة المهمة، مبصرين بعين اليقين والتوجس لكل ما من شأنه الحط من قيمة الإنسان وقدره، منصتين بأذن الرضا لكل من يعترض على نشر نص من نصوصه، وانتقائيين في اختياراتنا للنصوص، مخافة السقوط في مطب الابتذال، ومثالب الحذلقة، لأن "اختيار الكلام أصعب من تأليفه" كما يقول محمد ابن عبد ربه، ما دام عملنا ينحصر في اختيار النصوص الأدبية الراقية لكبار الشعراء، ويجدها الكل في الكتب، ودبج فيها السلف الكثير من المعلقات والمصنفات والاراجيز، وما دام علم الجنس من ابتكار العرب المكون غالبيتهم من أئمة ورعين وفقهاء ثقات. قبل ان يكتب فيه الغربيون، كل ذلك و"قصاراي لفظة شرود أصيدها، وكلمة بليغة أستزيدها، كما قال أبو الفتح الاسكندراني على لسان بديع الزمان الهمذاني
ثم انبثقت فكرة إنشاء (أنطولوجيا السرد العربي) كتجربة موازية بعد ملاحظة استحسان ومباركة القراء، كموقع يهدف الى نشر الفكر التنويري وتعميم المعرفة، سرعان ما تم دمج الموقعين لكثرة الأعباء، وإن كنا ولا نزال نعتبرها رافداً من منتدى مطر وامتداداً له، كانت التجرية مشجعة جداً، ومحفزة على الاستمرار مع توالي الأعوام، ونحن في العام التاسع، اذ يضم الى جانب الأبواب الثابتة في القصة القصيرة، والشعر، والدراسات النقدية والفكرية والأدبية، الفلسفة والحوارات والمسرح، حوالي 80 ركنا تشمل ملفات ضخمة وحصرية قد لا توجد في اي موقع عربي آخر حول العديد من شؤون المعرفة والفكر، وتشكل مرجعا حقيقيا، ومهما يعج بشتى المواضيع النادرة، والتي لم تعد متاحة في شبكة النت، اذ حاولنا تجميع العديد من رسائل الأدباء التي تتجاوز حوالي 10.000 رسالة تبادلها كتاب وشعراء ومفكرون من مختلف المعمور والأزمنة، وازيد من 600 دراسة حول كتاب الليالي، الكتاب اللغز في التراث العربي والذي وضعه طاقم عظيم من الفقهاء والأئمة، والشعراء والمتكلمين والنطاسيين والمهندسين، والفلكيين والمنجمين واللغويين، والفلاسفة والنحاة، والعارفين بأمور الموسيقا والغناء، والفكاهة أيضا، وتمت كتابته على مراحل في بغداد بداية ثم دمشق والقاهرة، إلى جانب أركان أخرى بمختلف صنوف المعرفة
في النهاية، والبداية عندما أسسنا موقع الأنطولوجيا، أردنا لها أن تكون موقعاً لكل المثقفين العرب، ومنارة للفكر التنويري، يسعى لنبذ ثقافة الكراهية، والدعوة الى السلام والوئام والتحاب، ونشر كل ما هو جميل ونادر الشيء الذي جعل الموقع يحظى بالشهرة والثقة لدى المتتبعين كتاباً وقراء. ويحوز على احترامهم ورضاهم، بل ويتبوأ مركزا طيبا ومشرفا ضمن دراسة استطلاعية وافية أنجزها الاستاذ الأديب والبحاثة المصري رايفين فرجاني وسمها بــ (مائة مدونة عربية مهمة)، وهي دراسة في عشر حلقات لـ 100 موقع إلكتروني ما بين مدونة شخصية وصحيفة رسمية وصفحة إجتماعية. وصنف هذه المواقع على أنها هي الأفضل أو الأشهر، وخص موقع الانطولوجيا بنسخة من هذه الدراسة، يقول فيها:
[6] أنطولوجيا السرد العربي
(موقع الأنطولوجيا (أو أنطولوجيا السرد العربي) موقع رائد في مجال الفلسفة والعلوم الإنسانية بشقيها الإجتماعية والتعبيرية (الفنية أو السردية). يستخدم نظام (المصادر الحرّة) في استقبال وعرض نصوصه الفكرية دون غياب القدر الكافي من التحرير لترشيح الأعمال المناسبة ونشرها لإتاحتها للقراء.............)
من جهة أخرى فوجئنا باحد ممن يدعون الثقافة والأدب، يجهز على إسم (الانطولوجيا)، وينشئ موقعا مماثلا سماه (أنطولوجي)، للتماهي مع موقعنا، لأن النفس الانسانية مليئة بالحسد والضغينة والكراهية، الشيء الذي لم تنفع معه تدخلات الاخ جبران الشداني المتكررة ورجاؤه ودعواته لصاحب ذلك الموقع بتغيير اسم موقعه، واختيار اسم آخر مغاير والأسماء كثيرة لكن تلك الرجاءات لم تزده الا تعنتا.
س٢: ما بين بشرٍ تائهين متصنّعين، وما بين صدقٍ يركلهُ الجاهلين
حدثنا كم مرة قلت في نفسك والله حرام!
فلنكرم الشعر قبل موته
ج٢_ (الشعراء أقوى نقاد الواقع) بحد تعبير ديريك والكوت، لما له من مكانة أزلية في وجدان الشعوب والأمم، ففي البدء كان الشعر، واستخدم في المعاملات الانسانية والمبادلات التجارية، وفي السلم والحرب والحب والهجاء وكل الأغراض الغائبة عن البال، فكان الاستنجاد بالشعر لحل الأسئلة الوجودية، والأزمات التي ما فتئت تلح على خيال الانسان، منذ أن وعى وظيفة اللغة، باعتبار أن (اللغة بيتُ الوجود) بتعبير (هايدغر)
فعبر بواسطتها عن تأملاته، وآماله ومساعيه ورغباته وأهوائه، مستلهما هيئة خيمته، ذلك المأوى المشغول من الشَّعَر اشارة الى "البيت الشعري"، والمشيد من قاعدة والمسنود بدعائم، وبركائز وأوتاد، وكان الشاعر منذ القدم قيما على القول مدافعا عن القبيلة وحام للذاكرة القبلية من الاندثار والتلف مفتخرا بامجادها معليا لشانها بين القبائل.. يقول ابن رشيق في العمدة "كانت القبيلة من العرب إذا نبغ فيها شاعر أتت القبائل فهنأتها، وصنعت الأطعمة، واجتمعت النساء يلعبن بالمزاهر كما يصنعون في الأعراس". وذلك برغم التقليل من قيمة الشعر ، بعد نزول سورة الشعراء ، حينما انبرى بعضهم للتشنيع بالرسول وتسفيه الوحي..
ومنذ أن قد قال عبدالله ابن عباس: "الشعر ديوان العرب"
و استعارة أبو فراس الحمداني لهذه الجملة قائلا
(الشعر ديوان العرب = أبدًا و عنوان الأدب
لم أعدُ فيه مفاخري = و مديح آبائي النّجب
و مقطَّعات ربمــا = حلّيت منهن الكتب
لا في المديح و لا الهجاء = المجونِ و لا اللعب)
و قال الأولون في مثال يقتسم فضيلة روايته رؤبة والحطيئة :
( الشعر صعب وطويل سلمه
إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمه
زلت به إلى الحضيض قدمه
يريد أن يعربه فيعجمه
ولم يزل من حيث يأتي يخرمه )
فيما يقول شاعر شنقيط في الوسيط في ترجمة أدباء شنقيط .
والشعر صعبٌ عزيز ليس يدركه = سوى ذكي حديد الفهم قد ثقفا
من هذا المنطلق تظهر المكانة السامية التي يتبوؤها الشعر في الوجدان الانساني، برغم الوضع المزري الذي أضحى عليه الشعر والجنايات التي تقترف بحقه، منذ ان أجاب أبو العتاهية سائله:
"أنا أكبر من العروض"!، وتشرده ما بين أنماط كتابية هجينة، وتسميات غريبة تحت يافطة (الومضة، والشذرة، والخاطرة، والإلماعة، والشظية، والإشراقة، والنثيرة، وقصيدة النثر، والهايكو العربي الذي اصبحت الدراجة والسيارة والطائرة والحياة في المدينة إحدى أدواته) وهي ألوان لا نطعن في مصداقيتها وأحقيتهم في كتابة ما يشاؤون، بقدر ما ندعو لفصلها عن الشعر وتحصينه ضد الشوائب والطفيليات، حماية لهذا الجنس الأدبي الرصين والنبيل، واحتراما لشعراء كبار حفل بهم التاريخ، ويحتفظ لهم بأجمل وأبهى القصائد
س٣: يقول جبران خليل جبران ما من شيء يجعلنا عظماء مثل ألمٍ عظيم
ماهي حصة القلب من هذا الألم عند المهدي نقوس!؟
ج٣_كتب الروائي الكبير عبدالرحمن منيف يقول: "إذا كان الناس يفضلون، في بعض الأوقات تذكّر الأيام الجميلة من الماضي، فإنّ الأيام القاسية، يصبح لها جمالٌ من نوع خاص، حتى الصعوبات والمعاناة التي عاشوها، تتحول في الذاكرة إلى بطولة غامضة وممتعة فهم لا يصدقون أنهم احتملوا كل ذلك العذاب واستمروا بالحياة."
ولعل في كلمتي جبران خليل جبران، وعبدالرحمن منيف، قسط من الحقيقة، ذلك أن فكرة النقصان والفقد تظلّ ملازمة للمرء حتى آخر لحظات أيامه
والألم وخبطات الدهر أكبر محك للإنسان، وأعظم ألم هو ألم الفقد والخسران والخيبات، فنحن ننسى سويعات الفرح بسرعة رهيبة، لكن إحساس الآلام يبقى راسخا في الوجدان كذنب، ناتئٍ كخطيئة، تؤججه:
كمية الألم الذي نستشعره كوصمة نقص بسبب تحصيلي الدراسي المتواضع
وقمة الألم لفقدان شقيقي الشهم طبيب الفقراء نقوس السعيد الذي جسد الإنسانية، في أبهى تجلياتها، وزهد في المال والدنيا وملذاتها، وكرس حياته لإسعاد الآخرين - دون أن أستطيع توديعه-
ووطأة الألم الذي أحدثناه في نفوس الآخرين دون نية إحداثه
وحصة الألم أني أعيش غربة خانقة، في مدينة لا أكاد أعرف فيها أحداً، ولا أحد يعرفني فيها
ومذلّة الألم وأنا أرى بلدي يطبع مع العدو الصهيوني الغاشم، ويعلق آماله على كيان لقيط، فاقد للأحقية والمشروعية على حساب عدالة القضية الفسطينية، وكبرياء الشعب المغربي وتاريخه التليد
وبؤس الألم ونحن نرى الناس تتحول إلى استعراضِ الاجساد والرقص والغناء الهجين، والترويج لأنواع التهريج، والتفاهة على أنها فنون
وقمة الألم فقداني التدريجي لبصري الذي يحول بيني وبين المطالعة، ولا أتحمل أن أعيش بقية حياتي دون قراءة أو معانقة كتاب، وهي غصة تلازمني كل الوقت.
وخاتمة الآلام أني لم أوفق في تحقيق العديد من الأمنيات، الى جانب أشياء أخرى كثيرة أضعتها غير آسف
س٤: الحزن يجعلُ قلوبنا تضيءُ فنهربُ لنقرأ
حدثني عن قصة لامست شغاف قلبك وروحك
ج٤_ مما قرأت مقولة بليغة للكاتب والمترجم المغربي إسماعيل أزيات جاء فيها: "للأدب فضيلة علاجية. إذا لم يكن يبرئ أسقام الجسد ، فهو يخفف أوجاع الرّوح".
والقراءة إكسير يشفي الروح ويضمد الجراح، وقد ابتدأت معي محبتها منذ الصفوف الابتدائية، فعشقتها حد الإدمان، وكونت مكتبة صغيرة من مجلات فنية وقصص مدرسية لأحمد عطية الأبراشي ومحمد سعيد العريان وكامل كيلاني الذين كرسوا حياتهم لإسعاد الأطفال، وإدخال الفرحة إلى نفوسهم يحكاياتهم الشائقة لأكتشف لاحقا، أنهم من كتاب القصة القصيرة والمقالة والنقد الأدبي، ولعل الروايات التي أحدثت تحولا في حياتي وروحي هي الروايات الرومانسية لسميرة بنت الجزيرة العربية، التي لامست شغاف قلبي، ورواية (الفضيلة) التي استنبتها العظيم مصطفى لطفي المنفلوطي عن رواية (بول وفرجيني) للكاتب الفرنسي برنار دو سان بيير، وأودعها قسطاً من لواعجه وعواطفه الجياشة، وأغرقها في دموعه، وقد أحدث هذا العمل جرحاً في وجداني، كنت أبلله وأغسله بالدموع، ومما أجج ألمي أني كنت في ندوة حول القاص المغربي ادريس الخوري، وكنا بصدد عرض كتاب رسائل أعددته مع الاخت ليلى مهيدرة، وتطرقت الى رسالة افتراضية شهيرة كتبها نجيب محفوظ الى المنفلوطي، يشيد فيها بمكانته الأدبية، وتأثيره على الوجدان الجمعي على مر العصور والكتاب، فهمس لي أحدهم بجانبي بأن زمن المنفلوطي قد ولى، كظمت غيظي، وفي حلقي قولة لفلاديمير إيليتش لينين: "المثقفون هم أكثر الناس قدرة على الخيانة، لأنهم أكثرهم قدرة على تبريرها"
س٥: يقال أن البلدان تتقدم بتقبّل فكرة النقد، وممارسة الحوار دون الشعور بأن الطرف الآخر يهاجم، فيسرع الطرف الأول ليدافع عن اتهامه
نريد رسالة شفاقة منك لهذا العالم
ج٥_ هذا العالم أضحى مليئاً بالثقوب، وأصبح يعيش على صفيح ساخن من الخلافات والاطماع التوسعية، والحروب التي تؤجج أوارها الامبريالية الامريكية، وربيبتها الصهيومية العالمية التي تتربص بالسلم العالمي، عبر بثّ الخلافات والقلاقل، وأشعال فتيل الحروب بين الشعوب، وتسميم العلاقات الدولية، وتسعى الى أزالة دول وعروش، وإقامة اخرى عميلة وموالية، للسيطرة على العالم.. في غياب قطب موازِ يقف في وجهها ويكبح جماحها وشيطنتها، إذ أنه كما يقول دوستويفسكي في رواية الأبله: (لَستَ بِحاجَةٍ أَن تَكونَ قَوِياً لِافتِعَالِ أَزمَة، يَكفِي أَن تَكونَ غَبِياً)
وهذا الغباء هو الذي تنتهجه أمريكا، وهو ما سيعجل في إغراق العالم في أتون أزمات قاتلة، تتحمل الدول المتخلفة وزرها بمزيدٍ من المصاريفِ لضمان بقائها، ويكلف شعوبها المستضعفة مزيداً من الخسارات، تدفعه من قوتها، وجوعها، وفقرها وتخلفها واستقرارها الأمني، عبر فرض المزيد من الضرائب الإضافية وغلاء الاسعار، وفقدان الشروط الدنيا للعيش الكريم، واستنزافها بالديون الطويلة الأمد من أجل أن تسود أمريكا العالم وتستأسد فيه
س٦: تقيم في أقاصي المجاز بعيداً بعيداً، ولكن وهجك يؤثّر حين يمرّ على الشاعرين
أرى هنا أيضا رسالةً عظيمةً، أريد أن يصغي هذا العالم إليها
ج٦_الإقامة في مدن الهامش، تعرض الانسان للتلف والذاكرة للصدأ في غياب المجلات والكتب وانعدام المكتبات، وندرة الأصدقاء القدامى، الذين تفرقوا بحثاً عن لقمة العيش، عدا أربعة أو خمسة، جعلت الناس من حولي غرباء، لا أعرفهم، ولا يعرفونني، وحولتني إلى غريب، هذه العزلة شبه المطبقة تقتل الإنسان العادي جزئيا، لولا مكتبة عامرة بالجواهر والنفائس أدفن فيها ذاتي، ومتنفس الوسائل التواصل السمعية البصرية التي منحتني إشعاعاً كبيراً، وأكسبتني صداقات نادرة وثمينة لم أكن أحلم بها، وفتحت مداركي على العديد من الأشياء الجميلة.. وألهمتني فضيلة الصمت وحكمة (الانصات الى عظامي)،
ف(ليس ثمة من يحب العزلة، إننا فقط نكره الخيبات) بحد تعبير موراكامي
فالقراءة أثمن شيء في الوجود، وهي إكسير الحياة، الذي يعوضنا عن كل شيء، وبها نعيش حياتين متوازيتين من السهل الموافقة بينهما، وعيشهما معاً بسعادة وطمـأنبنة.. في محبة الكتاب تحضرني قولة لعملاق القصة القصيرة د. يوسف إدريس: (أن تؤلف كتابًا، أن يقتنيه غريب، في مدينة غريبة، أن يقرأه ليلاً، أن يختلج قلبه لسطرٍ، يشبه حياته، ذلك هو مجد الكتابة)
وتلك أجمل متعةٍ في الكون يمكن ان يصادفها الانسان.
شكرا استاذة أليسار عمران على ثقتك ولطفك وأتمنى لك كل التوفيق في مشوارك الادبي الزاهر
تلك التي تعيش بعيدة في أعلى الجبال!؟
تنشر شذاها، لونها البياضُ الممتزجُ بالخجل والحياء
تكتفي بذاتها تحتضنُ النسمات على مقام النهاوند
ولاتبكي إلا على مقام الصبا، وأما عن أحاديثنا، ستكتشف أنها جديرة بتجديد خلق الايقاعِ، كمتتالية مداها الأرض والسماء، حواري اليوم مع المهدي نقوس
لقلما تتطابق الأسماءُ، إلا عند أديبنا العظيم، فقد منحَ عمقه للاسم أجراسَ الهداية ، وحيداً يعاندُ الموجُ، ويزرعُ الأزهار في حقول الأدب، كترجمانٍ لتغريدِ البلابل حينُ تؤذنُ بالجمالِ والغبطة، حين تغطّ على غصنٍ أخضر، يغازل النبع العذب
نقوس المهدي
ثقافة عالية صامتة خلوقة
أضم صوتي لصوت الصديق صابر رشدي
[والشكر لا يكفي ....
من لم يشكر الناس لم يشكر الله
المهدي نقوس
هل تعلم عزيزي المثقف!
أن هذا الرجل النبيل، يقوم وحده على خمسين مجموعة ثقافية . يحررهم، ويضيف إليهم يومياً، كل ماهو مفيد، قد تجد كتاباتك موجودة على اي مدونة منهم، كان قد اختارها، ووضعها على صفحته بشكل جماليّ محترمٍ، دون الحاح منك،
صديقي نقوس المهدي ، المغربي الجميل ، يفعل مالا تستطيعه مؤسسات وكيانات ثقافية كبري ، دون أيّ تحيزات وشوفونية وأدلجة ، يعمل للأدب الجيد فقط ومن أجل قارئ عربيّ عبر مشروع تنويري لايعرف الملل .
شكرا . شكرا . شكرا .
محبتي الخالصة ايها الرجل الكريم
[عاوزين نعمل له فرح وحفلة تكريم على الفيس وهذا أضعف الإيمان. كل واحد مننا يرسل له كلمة حلوة كتب الكاتب المصري صابر رشدي
روائي وكاتب مصري]
[من لم يشكر الناس لم يشكر الله]
نقوس المهدي
– ولد بقرية سيدي أحمد عام 1953، وتربى بقرية لمزيندة
- الدراسة الجامعية: شعبة الفلسفة في جامعة محمد الخامس – الرباط
– دبلوم الدولة في التمريض مدرسة الممرضين المجازين مراكش
– اشتغل ممرضا مجازا بمصحة المكتب الشريف للفوسفاط – اليوسفية
– محال على المعاش منذ 1992
أصدارات
– صنائع من نوبة عراق العجب.. متوالية قصصية – منشورات منتدى مطر – مطبعة انفو برانت- فاس 2014
– …إلخ – قصص قصيرات – مطبوعات رابطة أقلام أحمر – سفي برس – آسفي – 2014
* كتب جماعبة
– مرايا قراءات في شعر محمد علي الرباوي، ج1 ، 2015، تحت اشراف د. محمد دخيسي أبو أسامة
– مرايا قراءات في شعر محمد علي الرباوي، ج2، 2015، تحت اشراف د. محمد دخيسي أبو أسامة
– أدب المناجم – اشغال الندوة الاولى لأدب المناجم بمدينة جرادة 2017 - إشراف د. السهلي عويشي
– موسوعة الجنسانية العربية قديما وحديثا – الجزء الاول – حضور الجنس في الشعر العربي قديما وحديثا، لندن – انكلترا – 2018 تحت إشراف البروفيسور محمد عبدالرحمن يونس – جامعة بن رشد – هولندا
– موسوعة الجنسانية العربية قديما وحديثا – الجزء الاول – حضور الجنس في الشعر العربي قديما وحديثا، لندن – دار دجلة الاكاديمية - بغداد – العراق - 2021 تحت إشراف البروفيسور محمد عبدالرحمن يونس – جامعة بن رشد – هولندا
– موسوعة الجنسانية العربية قديما وحديثا – الجزء الثاني – حضور الجنس في الرواية العربية – تصدر في بغداد – دار دجلة الأكاديمية - بغداد - العراق ، 2021 ، تحت إشراف البروفيسور محمد عبدالرحمن يونس – جامعة بن رشد – هولندا
- "رسائل الى با ادريس" كتاب الدورة التاسعة للمهرجان العربي للقصة القصيرة بالصويرة 2022،
- موسوعة النقد العربي المعاصر- تحت اشراف البروفيسور مجمد عبدالحمن يونس جامعة ابن رشد هولندا 2023
- كتاب "مرافئ" الخاص بالقصة القصيرة من ادارات مجلة بصرياثا الأدبية - تقديم البروفيسور محمد عبدالرحمن يونس، وإشراف الروائي والشاعر عبدالكريم العامري - البصرة - العراق
- مجلة الاستهلال المحكمة (34) الخاص بالمنجز الابداعي للبروفيسور محمد عبدالرحمن يونس - جامعة محمد بنعبدلله -فاس
– بانتظار النشر ازيد من 15 عمل مخطوط يشمل الشعر – والقصة – والدراسات النقدية والفكرية
– مؤسس موقع ( أنطولوجيا السرد العربي) مع الأخ جبران الشداني، أضخم موقع أدبي وفكري في العالم العربي
– مشرف بمنتدى مطر.. بيت المبدع العربي
من مؤسسي ” رابطة أقلام أحمر”.. التي تعنى بنشر المؤلفات المحلية
– المشاركة في العديد من الندوات واللقاءات الأدبية الوطنية
– نشر كتاباته مند السبعينات في جريدة المحرر – الملحق الثقافي لجريدة أنوال – جريدة الأنوار – جريدة العلم – جريدة العمل التونسية- مجلة الطليعة الادبية – مجلة الاقلام العراقية – مجلة الفكر التونسية – مجلة أوراق اللندنية
مع سيرة العطر والحضور الطاغي رغم عدم حب الظهور
مع القمر الذي بزغ من دجى ألمِ هذا الوطن أبدأ حواري مع الأديب المغربي المهدي نقوس
***
بدايةً أشكر الأستاذة أليسار عمران، على ثقتها بشخصي المتواضع، وعلى هذا الحوار الذي يستبصر دواخل الروح ، ويستبطن شغاف الذات، ويرمي الى جرّ اللسان، والحقيقة أني إنسان زاهد في الظهور والاستعراض، ومصاب بفوبيا الأضواء الكاشفة، وأفضل دوماً العيش تحت كنف الظلال ، والهروب الى الانعزال والصمت. وقد عبر عن واقع الحال الفتى عباس، بطل المجموعة القصصية "صنائع من نوبة عراق العجب" التي صدرت عن منتدى مطر بمبادرة من أسرتها الكريمة
"هكذا أنت دائما يا عباس حين تختلط عليك الأمور تضع رأسك بين راحتيك، تعتصره مطرقاً للأرض تتحسر ،تتمزق أسىً ولوعة.. تنفث آهاتٍ، تلعن هذا العالم الموبوء، تعبس بوجهه ، تنفخ في الهواء الرطب، تهرب بنفسك من ضجيج المدينة، تدخل دروباً حلزونية، يفتض بكارتها ضوء شاحب، أصفر يطلي الجدران كالبيض المفقوس ويحيله كوجه شبح مسلول
تهرب من ضجيج هذا العالم المفتعل تنسل من ظلالك الواهية الرخوة المتواطئة مع الفقر تهرب وتنغمس في الظلمة"…
***
س١: بعيداً عن الضوء، تجمعُ أوراقاً شعرية أدبيةً، تحفظها في ذاكرة الزمن، الأستاذ المهدي نقوس، ما بين عمله بالصحة مرتقياً بنفسه كزهرة نسرين، تطبب الأجساد والأرواح أيضا..
حدثني عن خطواتك الاولى، في تأسيس موقع أنطولوجيا الذي يتباهى به الجميع حين تغط ذائقتك على عطرِ الحروف ،في أحد النصوص ،فيصحو صاحب النص من غفوتة، على قبلة النحلِ،ترسم خطاً من الشهد في مملكتك الغالية
مملكة الشهد المصفّى
ج_ في البداية نشكر المبدعة الأستاذة: أليسار عمران على هذه الحوارات التي تجريها مع مختلف الأدباء، والحساسيات الأديبة والفكرية
تأسيس المواقع والمنصات الثقافية الجادة ، ليس بالأمر الهين والسهل، كما يعتقد الكثير من الناس، ولا بد من مقاييس، ومعايير معينة تتحكم في تكوين المؤسسين ومستواهم وسعة معارفهم، وقد كانت البداية من (منتدى مطر.. بيت المبدع العربي) الذي أسسه الأخوان السي جبران الشداني، والسي محمد فري، والذي كان تجربة رائدة في عالم المنتديات الأدبية، وأثّثته العديد من الأقلام الجادة والرصينة،
كان منتدى مطر ولا يزال منارة فريدة، ومدرسة رائدة كسبنا فيها الكثير من الصداقات، وأبهى الذكريات، وخصص لي طاقمها ركناً خاصاً باسم "مختارات نقوس المهدي"، وأشرفوا على طبع مجموعتي القصصية الاولى (الصنائع)
عندما تتجذر أسباب النجاح في الأعماق، يصعب الخلاص منها. أو التخلي عنها،إنه نوع من الهوس، والشغف اللذيذ، الشبيه بالداء الوبيل لا يشفي منه إلا الموت
كانت البداية بمبادرة من الأخ جبران الشداني والتفكير في إنشاء موقع (أنطولوجيا الإيروتيكا العربية)، لانعدام تواجد منصات علمية تبحث في هذه المضامين والحفر في مجاهلها، ونفض غبار النسيان عنها، عبر البحث في المصنفات التراثية عن النصوص الإيروسية، وانتقائها بعناية، ونسخ بعضها عن أصولها، واخراجها للقراء، لإيماننا العميق بأن الأدب العربي منذ جاهليته يحفل بالعديد من النصوص العارية، ونوادر العشاق وأوصابهم، وأخبار الصبابة والهوى والحب، وقد فوجئنا بالكم الهائل الذي يربو على الثلاثمائة مصنف تراثي في أدب الجنس تكاد تكون مجهولة لدى القارئ العربي، كتبت بداية من القرن الثاني الهجري الثاني، توصلنا الى عرض حوالي 160 مصنف منها، وهي مبادرة إبداعية لا تخلو من مشقة، ولا تخلو من متعة، ولا تخلو من مجازفة في نفس الآن، عملنا من خلالها على أن يكون الموقع أحسن تأثيثا، وأن نكون أكثر حرصا على المستوى الجمالي للنصوص، وأشد مراعاة لمختلف الأذواق والحساسيات، منسجمين مع قناعتنا بجسامة المهمة، مبصرين بعين اليقين والتوجس لكل ما من شأنه الحط من قيمة الإنسان وقدره، منصتين بأذن الرضا لكل من يعترض على نشر نص من نصوصه، وانتقائيين في اختياراتنا للنصوص، مخافة السقوط في مطب الابتذال، ومثالب الحذلقة، لأن "اختيار الكلام أصعب من تأليفه" كما يقول محمد ابن عبد ربه، ما دام عملنا ينحصر في اختيار النصوص الأدبية الراقية لكبار الشعراء، ويجدها الكل في الكتب، ودبج فيها السلف الكثير من المعلقات والمصنفات والاراجيز، وما دام علم الجنس من ابتكار العرب المكون غالبيتهم من أئمة ورعين وفقهاء ثقات. قبل ان يكتب فيه الغربيون، كل ذلك و"قصاراي لفظة شرود أصيدها، وكلمة بليغة أستزيدها، كما قال أبو الفتح الاسكندراني على لسان بديع الزمان الهمذاني
ثم انبثقت فكرة إنشاء (أنطولوجيا السرد العربي) كتجربة موازية بعد ملاحظة استحسان ومباركة القراء، كموقع يهدف الى نشر الفكر التنويري وتعميم المعرفة، سرعان ما تم دمج الموقعين لكثرة الأعباء، وإن كنا ولا نزال نعتبرها رافداً من منتدى مطر وامتداداً له، كانت التجرية مشجعة جداً، ومحفزة على الاستمرار مع توالي الأعوام، ونحن في العام التاسع، اذ يضم الى جانب الأبواب الثابتة في القصة القصيرة، والشعر، والدراسات النقدية والفكرية والأدبية، الفلسفة والحوارات والمسرح، حوالي 80 ركنا تشمل ملفات ضخمة وحصرية قد لا توجد في اي موقع عربي آخر حول العديد من شؤون المعرفة والفكر، وتشكل مرجعا حقيقيا، ومهما يعج بشتى المواضيع النادرة، والتي لم تعد متاحة في شبكة النت، اذ حاولنا تجميع العديد من رسائل الأدباء التي تتجاوز حوالي 10.000 رسالة تبادلها كتاب وشعراء ومفكرون من مختلف المعمور والأزمنة، وازيد من 600 دراسة حول كتاب الليالي، الكتاب اللغز في التراث العربي والذي وضعه طاقم عظيم من الفقهاء والأئمة، والشعراء والمتكلمين والنطاسيين والمهندسين، والفلكيين والمنجمين واللغويين، والفلاسفة والنحاة، والعارفين بأمور الموسيقا والغناء، والفكاهة أيضا، وتمت كتابته على مراحل في بغداد بداية ثم دمشق والقاهرة، إلى جانب أركان أخرى بمختلف صنوف المعرفة
في النهاية، والبداية عندما أسسنا موقع الأنطولوجيا، أردنا لها أن تكون موقعاً لكل المثقفين العرب، ومنارة للفكر التنويري، يسعى لنبذ ثقافة الكراهية، والدعوة الى السلام والوئام والتحاب، ونشر كل ما هو جميل ونادر الشيء الذي جعل الموقع يحظى بالشهرة والثقة لدى المتتبعين كتاباً وقراء. ويحوز على احترامهم ورضاهم، بل ويتبوأ مركزا طيبا ومشرفا ضمن دراسة استطلاعية وافية أنجزها الاستاذ الأديب والبحاثة المصري رايفين فرجاني وسمها بــ (مائة مدونة عربية مهمة)، وهي دراسة في عشر حلقات لـ 100 موقع إلكتروني ما بين مدونة شخصية وصحيفة رسمية وصفحة إجتماعية. وصنف هذه المواقع على أنها هي الأفضل أو الأشهر، وخص موقع الانطولوجيا بنسخة من هذه الدراسة، يقول فيها:
[6] أنطولوجيا السرد العربي
(موقع الأنطولوجيا (أو أنطولوجيا السرد العربي) موقع رائد في مجال الفلسفة والعلوم الإنسانية بشقيها الإجتماعية والتعبيرية (الفنية أو السردية). يستخدم نظام (المصادر الحرّة) في استقبال وعرض نصوصه الفكرية دون غياب القدر الكافي من التحرير لترشيح الأعمال المناسبة ونشرها لإتاحتها للقراء.............)
من جهة أخرى فوجئنا باحد ممن يدعون الثقافة والأدب، يجهز على إسم (الانطولوجيا)، وينشئ موقعا مماثلا سماه (أنطولوجي)، للتماهي مع موقعنا، لأن النفس الانسانية مليئة بالحسد والضغينة والكراهية، الشيء الذي لم تنفع معه تدخلات الاخ جبران الشداني المتكررة ورجاؤه ودعواته لصاحب ذلك الموقع بتغيير اسم موقعه، واختيار اسم آخر مغاير والأسماء كثيرة لكن تلك الرجاءات لم تزده الا تعنتا.
س٢: ما بين بشرٍ تائهين متصنّعين، وما بين صدقٍ يركلهُ الجاهلين
حدثنا كم مرة قلت في نفسك والله حرام!
فلنكرم الشعر قبل موته
ج٢_ (الشعراء أقوى نقاد الواقع) بحد تعبير ديريك والكوت، لما له من مكانة أزلية في وجدان الشعوب والأمم، ففي البدء كان الشعر، واستخدم في المعاملات الانسانية والمبادلات التجارية، وفي السلم والحرب والحب والهجاء وكل الأغراض الغائبة عن البال، فكان الاستنجاد بالشعر لحل الأسئلة الوجودية، والأزمات التي ما فتئت تلح على خيال الانسان، منذ أن وعى وظيفة اللغة، باعتبار أن (اللغة بيتُ الوجود) بتعبير (هايدغر)
فعبر بواسطتها عن تأملاته، وآماله ومساعيه ورغباته وأهوائه، مستلهما هيئة خيمته، ذلك المأوى المشغول من الشَّعَر اشارة الى "البيت الشعري"، والمشيد من قاعدة والمسنود بدعائم، وبركائز وأوتاد، وكان الشاعر منذ القدم قيما على القول مدافعا عن القبيلة وحام للذاكرة القبلية من الاندثار والتلف مفتخرا بامجادها معليا لشانها بين القبائل.. يقول ابن رشيق في العمدة "كانت القبيلة من العرب إذا نبغ فيها شاعر أتت القبائل فهنأتها، وصنعت الأطعمة، واجتمعت النساء يلعبن بالمزاهر كما يصنعون في الأعراس". وذلك برغم التقليل من قيمة الشعر ، بعد نزول سورة الشعراء ، حينما انبرى بعضهم للتشنيع بالرسول وتسفيه الوحي..
ومنذ أن قد قال عبدالله ابن عباس: "الشعر ديوان العرب"
و استعارة أبو فراس الحمداني لهذه الجملة قائلا
(الشعر ديوان العرب = أبدًا و عنوان الأدب
لم أعدُ فيه مفاخري = و مديح آبائي النّجب
و مقطَّعات ربمــا = حلّيت منهن الكتب
لا في المديح و لا الهجاء = المجونِ و لا اللعب)
و قال الأولون في مثال يقتسم فضيلة روايته رؤبة والحطيئة :
( الشعر صعب وطويل سلمه
إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمه
زلت به إلى الحضيض قدمه
يريد أن يعربه فيعجمه
ولم يزل من حيث يأتي يخرمه )
فيما يقول شاعر شنقيط في الوسيط في ترجمة أدباء شنقيط .
والشعر صعبٌ عزيز ليس يدركه = سوى ذكي حديد الفهم قد ثقفا
من هذا المنطلق تظهر المكانة السامية التي يتبوؤها الشعر في الوجدان الانساني، برغم الوضع المزري الذي أضحى عليه الشعر والجنايات التي تقترف بحقه، منذ ان أجاب أبو العتاهية سائله:
"أنا أكبر من العروض"!، وتشرده ما بين أنماط كتابية هجينة، وتسميات غريبة تحت يافطة (الومضة، والشذرة، والخاطرة، والإلماعة، والشظية، والإشراقة، والنثيرة، وقصيدة النثر، والهايكو العربي الذي اصبحت الدراجة والسيارة والطائرة والحياة في المدينة إحدى أدواته) وهي ألوان لا نطعن في مصداقيتها وأحقيتهم في كتابة ما يشاؤون، بقدر ما ندعو لفصلها عن الشعر وتحصينه ضد الشوائب والطفيليات، حماية لهذا الجنس الأدبي الرصين والنبيل، واحتراما لشعراء كبار حفل بهم التاريخ، ويحتفظ لهم بأجمل وأبهى القصائد
س٣: يقول جبران خليل جبران ما من شيء يجعلنا عظماء مثل ألمٍ عظيم
ماهي حصة القلب من هذا الألم عند المهدي نقوس!؟
ج٣_كتب الروائي الكبير عبدالرحمن منيف يقول: "إذا كان الناس يفضلون، في بعض الأوقات تذكّر الأيام الجميلة من الماضي، فإنّ الأيام القاسية، يصبح لها جمالٌ من نوع خاص، حتى الصعوبات والمعاناة التي عاشوها، تتحول في الذاكرة إلى بطولة غامضة وممتعة فهم لا يصدقون أنهم احتملوا كل ذلك العذاب واستمروا بالحياة."
ولعل في كلمتي جبران خليل جبران، وعبدالرحمن منيف، قسط من الحقيقة، ذلك أن فكرة النقصان والفقد تظلّ ملازمة للمرء حتى آخر لحظات أيامه
والألم وخبطات الدهر أكبر محك للإنسان، وأعظم ألم هو ألم الفقد والخسران والخيبات، فنحن ننسى سويعات الفرح بسرعة رهيبة، لكن إحساس الآلام يبقى راسخا في الوجدان كذنب، ناتئٍ كخطيئة، تؤججه:
كمية الألم الذي نستشعره كوصمة نقص بسبب تحصيلي الدراسي المتواضع
وقمة الألم لفقدان شقيقي الشهم طبيب الفقراء نقوس السعيد الذي جسد الإنسانية، في أبهى تجلياتها، وزهد في المال والدنيا وملذاتها، وكرس حياته لإسعاد الآخرين - دون أن أستطيع توديعه-
ووطأة الألم الذي أحدثناه في نفوس الآخرين دون نية إحداثه
وحصة الألم أني أعيش غربة خانقة، في مدينة لا أكاد أعرف فيها أحداً، ولا أحد يعرفني فيها
ومذلّة الألم وأنا أرى بلدي يطبع مع العدو الصهيوني الغاشم، ويعلق آماله على كيان لقيط، فاقد للأحقية والمشروعية على حساب عدالة القضية الفسطينية، وكبرياء الشعب المغربي وتاريخه التليد
وبؤس الألم ونحن نرى الناس تتحول إلى استعراضِ الاجساد والرقص والغناء الهجين، والترويج لأنواع التهريج، والتفاهة على أنها فنون
وقمة الألم فقداني التدريجي لبصري الذي يحول بيني وبين المطالعة، ولا أتحمل أن أعيش بقية حياتي دون قراءة أو معانقة كتاب، وهي غصة تلازمني كل الوقت.
وخاتمة الآلام أني لم أوفق في تحقيق العديد من الأمنيات، الى جانب أشياء أخرى كثيرة أضعتها غير آسف
س٤: الحزن يجعلُ قلوبنا تضيءُ فنهربُ لنقرأ
حدثني عن قصة لامست شغاف قلبك وروحك
ج٤_ مما قرأت مقولة بليغة للكاتب والمترجم المغربي إسماعيل أزيات جاء فيها: "للأدب فضيلة علاجية. إذا لم يكن يبرئ أسقام الجسد ، فهو يخفف أوجاع الرّوح".
والقراءة إكسير يشفي الروح ويضمد الجراح، وقد ابتدأت معي محبتها منذ الصفوف الابتدائية، فعشقتها حد الإدمان، وكونت مكتبة صغيرة من مجلات فنية وقصص مدرسية لأحمد عطية الأبراشي ومحمد سعيد العريان وكامل كيلاني الذين كرسوا حياتهم لإسعاد الأطفال، وإدخال الفرحة إلى نفوسهم يحكاياتهم الشائقة لأكتشف لاحقا، أنهم من كتاب القصة القصيرة والمقالة والنقد الأدبي، ولعل الروايات التي أحدثت تحولا في حياتي وروحي هي الروايات الرومانسية لسميرة بنت الجزيرة العربية، التي لامست شغاف قلبي، ورواية (الفضيلة) التي استنبتها العظيم مصطفى لطفي المنفلوطي عن رواية (بول وفرجيني) للكاتب الفرنسي برنار دو سان بيير، وأودعها قسطاً من لواعجه وعواطفه الجياشة، وأغرقها في دموعه، وقد أحدث هذا العمل جرحاً في وجداني، كنت أبلله وأغسله بالدموع، ومما أجج ألمي أني كنت في ندوة حول القاص المغربي ادريس الخوري، وكنا بصدد عرض كتاب رسائل أعددته مع الاخت ليلى مهيدرة، وتطرقت الى رسالة افتراضية شهيرة كتبها نجيب محفوظ الى المنفلوطي، يشيد فيها بمكانته الأدبية، وتأثيره على الوجدان الجمعي على مر العصور والكتاب، فهمس لي أحدهم بجانبي بأن زمن المنفلوطي قد ولى، كظمت غيظي، وفي حلقي قولة لفلاديمير إيليتش لينين: "المثقفون هم أكثر الناس قدرة على الخيانة، لأنهم أكثرهم قدرة على تبريرها"
س٥: يقال أن البلدان تتقدم بتقبّل فكرة النقد، وممارسة الحوار دون الشعور بأن الطرف الآخر يهاجم، فيسرع الطرف الأول ليدافع عن اتهامه
نريد رسالة شفاقة منك لهذا العالم
ج٥_ هذا العالم أضحى مليئاً بالثقوب، وأصبح يعيش على صفيح ساخن من الخلافات والاطماع التوسعية، والحروب التي تؤجج أوارها الامبريالية الامريكية، وربيبتها الصهيومية العالمية التي تتربص بالسلم العالمي، عبر بثّ الخلافات والقلاقل، وأشعال فتيل الحروب بين الشعوب، وتسميم العلاقات الدولية، وتسعى الى أزالة دول وعروش، وإقامة اخرى عميلة وموالية، للسيطرة على العالم.. في غياب قطب موازِ يقف في وجهها ويكبح جماحها وشيطنتها، إذ أنه كما يقول دوستويفسكي في رواية الأبله: (لَستَ بِحاجَةٍ أَن تَكونَ قَوِياً لِافتِعَالِ أَزمَة، يَكفِي أَن تَكونَ غَبِياً)
وهذا الغباء هو الذي تنتهجه أمريكا، وهو ما سيعجل في إغراق العالم في أتون أزمات قاتلة، تتحمل الدول المتخلفة وزرها بمزيدٍ من المصاريفِ لضمان بقائها، ويكلف شعوبها المستضعفة مزيداً من الخسارات، تدفعه من قوتها، وجوعها، وفقرها وتخلفها واستقرارها الأمني، عبر فرض المزيد من الضرائب الإضافية وغلاء الاسعار، وفقدان الشروط الدنيا للعيش الكريم، واستنزافها بالديون الطويلة الأمد من أجل أن تسود أمريكا العالم وتستأسد فيه
س٦: تقيم في أقاصي المجاز بعيداً بعيداً، ولكن وهجك يؤثّر حين يمرّ على الشاعرين
أرى هنا أيضا رسالةً عظيمةً، أريد أن يصغي هذا العالم إليها
ج٦_الإقامة في مدن الهامش، تعرض الانسان للتلف والذاكرة للصدأ في غياب المجلات والكتب وانعدام المكتبات، وندرة الأصدقاء القدامى، الذين تفرقوا بحثاً عن لقمة العيش، عدا أربعة أو خمسة، جعلت الناس من حولي غرباء، لا أعرفهم، ولا يعرفونني، وحولتني إلى غريب، هذه العزلة شبه المطبقة تقتل الإنسان العادي جزئيا، لولا مكتبة عامرة بالجواهر والنفائس أدفن فيها ذاتي، ومتنفس الوسائل التواصل السمعية البصرية التي منحتني إشعاعاً كبيراً، وأكسبتني صداقات نادرة وثمينة لم أكن أحلم بها، وفتحت مداركي على العديد من الأشياء الجميلة.. وألهمتني فضيلة الصمت وحكمة (الانصات الى عظامي)،
ف(ليس ثمة من يحب العزلة، إننا فقط نكره الخيبات) بحد تعبير موراكامي
فالقراءة أثمن شيء في الوجود، وهي إكسير الحياة، الذي يعوضنا عن كل شيء، وبها نعيش حياتين متوازيتين من السهل الموافقة بينهما، وعيشهما معاً بسعادة وطمـأنبنة.. في محبة الكتاب تحضرني قولة لعملاق القصة القصيرة د. يوسف إدريس: (أن تؤلف كتابًا، أن يقتنيه غريب، في مدينة غريبة، أن يقرأه ليلاً، أن يختلج قلبه لسطرٍ، يشبه حياته، ذلك هو مجد الكتابة)
وتلك أجمل متعةٍ في الكون يمكن ان يصادفها الانسان.
شكرا استاذة أليسار عمران على ثقتك ولطفك وأتمنى لك كل التوفيق في مشوارك الادبي الزاهر