القصيدة الدبدبية منسوبة لتقي الدين ابن المغربي علي بن عبد العزيز بن علي بن جابر، عاش في فترة الحكم العباسي، وصفه محمد بن شاكر الكتبي في كتابه فوات الوفيات بـ " الفقيه الأديب البارع، تقي الدين ابن المغربي البغدادي الشاعر المالكي؛ كان من أظرف خلق الله تعالى، وأخفهم روحاً، وله القصيدة الدبدبية المشهورة التي أولها " يا دبدبة تدبدبي "، وكانت وفاته ببغداد سنة أربع وثمانين وستمائة... "
والقصيدة الدبدبية غاية في الظرف والسخرية والمرح، وتعد من ادب المفاكهات والمسامرات، وهي طويلة جداً، لم اعثر عليها باكملها، هنا تجميع لأجزاء منها، وقد قوبلت بمعارضات أخرى لا تقل عنها أهمية لمحمد مهدي الجواهري عنوانها " طرطرا"، و" يا لعبةَ الأقدارِ لا تتردّدي" لكريم مرزة الأسدي سنوردهما في مقام لاحق
للقصيدة الدبدبية معارضة طريفة للشاعر محمد مهدي الجواهري يقول في مطلعها
أي طرطرا تطرطري = تقدمي تأخري
قراءة ممتعة
اختيار وتقديم نقوس المهدي
*****
القصيدة الدبدبية
علي ابن المغربي
أي دبدبه تتدبدبي = أنا علي بن المغربي
تأدبي ويحك في = حق أمير الأدب
وأنت يا بوقاته = تألفي تركبي
وأنت يا سناجقي = يوم الوغى ترتبي
وأنت يا عساكري = يوم اللقا تأهبي
ها قد ركبت للمسي = ر في البلاد فاركبي
ها قد برزت فاركبي = في ألف ألف مقنب
أنا الذي أسد الشرى = في الحرب لا تحفل بي
إذا تمطيت وفرقع = ت عليهم ذنبي
أنا الذي كل الملو = ك ليس تخشى غضبي
فمن رأى للهذيا = ن موكباً كموكبي
أنا امرؤ أنكر ما = يعرف أهل الأدب
ولي كلام نحوه = لا مثل نحو العرب
لكنه منفرد = بلفظه المهذب
يصافع الفراء في ال = نحو بجلد ثعلب
ويقصد التثليث في = نتف سبال قطرب
وإن سألت مذهبي = فمذهبي المجرب
آكل ما يحصل لي = ورغبتي في الطيب
وأشرب الماء ولا = أرد ماء العنب
وألبس القطن ولا = أكره لبس القصب
وإن ركبت دابة = وإلا فنعلي مركبي
وكل قصدي خلوة = تجمعني وللصبي
في البيت أو في روضة = أزهارها كالشهب
ونجتلي بنت الكرو = م أو بني القنب
ونبتدي نأخذ في ال = شكوى وفي التعتب
حتى إذا ما جاء لي = برشف ذاك الشنب
حكمته في الرأس إذ = حكمني في الذنب
يا مغاني اللهو والطرب = بأبي أفدي ثراك وبي
لا تعداه الغمام ولا = حاد عنه صيب السحب
حبذا دار عهدت بها = كل معسول اللمى شنب
حيث كانت قبل فرقتنا = فلكاً يجري على شهب
ونصيبي من وصالهم = واصلاً نحوي بلا نصب
في بساتين المحول لا = في قفار الجزع واللبب
بين أشجار تفوق على = شجرات الضال والكثب
صفعوني لا عدمتهم = وأضاعوا حرمة الأدب
فعلوا بالرأس ما فعلوا = وأحالوني على الذنب
كأن في رأسي وأسفلهم = شبه من حكة الجرب
التعديل الأخير: