يعتبر الشاعر بشار بن برد من مخضرمي الحقبتين الاموية والعباسية، ولد في البصرة ومات ببغداد وقيل انه مات مقتولا في خلافة المهدي بتهمة الزندقة ، ولجرأته واستخفافه بالاعراف والتقاليد، ويعد بحق من ابرز شعراء المرحلة، وبرزخا بين جزالة الشعر القديم ورقة الجديد، وبصوره الشعرية الحسية الصادقة والمبتكرة، بالرغم من كونه كفيفا، قال فيه الجاحظ: "وليس في الأرض مولد قروي يعد شعره في المحدث إلا وبشار أشعر منه."
والقصيدة قيلت في جارية اسمها " حبى" الملقبة " بخاتم الملك" وقد احبها بشار من طرف واحد، وشغف بها حبا ملك عليه حواسه وشعوره، فبسطه في هذه القطعة الرقيقة التي ضمنها لوعته وصبابته، وقد نظم اشعارا غزيرة تعد من فرائد شعر النسيب، من ضمنها القصيدة الغزلية الرقيقة التالية التي ترنم بها الكثير من الفنانين
وذات دل كأن البدر صورتها
باتت تغني عميد القلب سكرانا
ان العيون التي في طرفها حور
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
قلت احسنت يـا سؤلي ويا املي
فاسمعـيني جزاك الله احـسانا
يا حبذا جبل الريان من جبل
وحبذا ساكن الريان من كانا
قالت فهلا فدتك النفس احسن من
هذا لمن كان صب القلب حيرانا
يا قوم اذنى لبعـض الحي عاشقة
والأذن تعشق قبل العين احيانا
قـالُ بمن يا ترى تهدي فقلتُ
الأذن كالعين توفي القلبُ ما كانا
هل لي بدواء لمشغوفً بجاريةَ
القي بلقيانها روحً وريحانا
قراءة ممتعة
اختيار وتعليق نقوس المهدي
*****
عَدِمْتُكَ عَاجِلاً يَا قَلْبُ قَلْبَا
بشار بن برد
عَدِمْتُكَ عَاجِلاً يَا قَلْبُ قَلْبَا
أتجعلُ من هويتَ عليك ربَّا
بأيِّ مشورة ٍ وبأيِّ رأيٍ
تُمَلِّكُهَا وَلا تَسْقِيك عَذْبَا
تحنُّ صبابة ً في كلِّ يومٍ
إلى "حبِّى " وقد كربتك كربا
وتهتجرُ النِّساء إلى هوا
ها كأنكَ ضامنٌ منهنَّ نحبا
أمِنْ رَيْحَانَة ٍ حَسُنَتْ وَطابَتْ
تَبِيتُ مُرَوَّعاً وَتَظَلُّ صَبَّا
تروعَ من الصِّحابِ وتبتغيها
معَ الوسواسِ منفرداً مكبَّا
كأنَّكَ لاَ تَرَى حَسَناً سِوَاها "حٌسنا"
وَلا تَلْقَى لهَا فِي النَّاسِ ضَرْبَا
وَكمْ مِنْ غَمْرَة ٍ وَجَوازِ فَيْن
خلوتَ بهِ فهل تزدادُ قربا
بَكيْتَ مِنَ الْهَوَى وَهَوَاكَ طِفْلٌ
فويلك ثمَّ ويلك حينَ شبَّا
إذا أصبحتَ صبَّحك التَّصابي
وَأطْرَابٌ تُصَبُّ عَليْك صَبَّا
وَتُمْسِي وَالْمَسَاءُ عَليْك مُرٌّ
يقلِّبك الهوى جنباً فجنبا
أظنَّك من حذارِ البينِ يوماً
بِدَاء الْحُبِّ سَوْفَ تَمُوتُ رُعْبا
أتظهرُ رهبة ً وتُسرُّ رغباً
لقد عدَّبتني رغبا ورهبا
فَمَا لك في مَوَدَّتِهَا نَصِيبٌ
سِوَى عِدَة ٍ فخُذْ بِيَدَيْكَ تُرْبَا
إذا ودٌّ جفا وأربّ وُدٌّ فج
انب من جفاك لمن أربَّا
ودع شغبَ البخيلِ إذا تمادى
فإنّ لهُ معَ المعروفِ شغبا
وقالت: لا تزالُ عليَّ عينٌ
أراقبُ قيِّماً وأخافُ كلبا
لقَدْ خَبَّتْ عَليْك وَأنْتَ سَاهٍ
فَكْنُ خبّا إِذَا لاقَيْتَ خبَّا
ولا تغررك موعدة ٌ "لحبَّى "
فإنّ عداتها أنزلنَ جدبا
ألا يا قلبُ هل لك في التَّعزِّي
فقد عذَّبتني ولقيتُ حسبا
وما أصبحتَ تأملُ من صديقٍ
يعدُّ عليك طول الحبِّ ذنبا
كأنَّكَ قَدْ قَتَلْتَ لَه قَتِيلاً
بحُبِّك أوْ جَنَيْتَ عَلَيْهِ حَرْبَا
رَأيْتُ الْقَلْبَ لا يأتِي بَغِيضاً
ويؤثرُ بالزِّيارة ِ مَن أحبِّا
والقصيدة قيلت في جارية اسمها " حبى" الملقبة " بخاتم الملك" وقد احبها بشار من طرف واحد، وشغف بها حبا ملك عليه حواسه وشعوره، فبسطه في هذه القطعة الرقيقة التي ضمنها لوعته وصبابته، وقد نظم اشعارا غزيرة تعد من فرائد شعر النسيب، من ضمنها القصيدة الغزلية الرقيقة التالية التي ترنم بها الكثير من الفنانين
وذات دل كأن البدر صورتها
باتت تغني عميد القلب سكرانا
ان العيون التي في طرفها حور
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
قلت احسنت يـا سؤلي ويا املي
فاسمعـيني جزاك الله احـسانا
يا حبذا جبل الريان من جبل
وحبذا ساكن الريان من كانا
قالت فهلا فدتك النفس احسن من
هذا لمن كان صب القلب حيرانا
يا قوم اذنى لبعـض الحي عاشقة
والأذن تعشق قبل العين احيانا
قـالُ بمن يا ترى تهدي فقلتُ
الأذن كالعين توفي القلبُ ما كانا
هل لي بدواء لمشغوفً بجاريةَ
القي بلقيانها روحً وريحانا
قراءة ممتعة
اختيار وتعليق نقوس المهدي
*****
عَدِمْتُكَ عَاجِلاً يَا قَلْبُ قَلْبَا
بشار بن برد
عَدِمْتُكَ عَاجِلاً يَا قَلْبُ قَلْبَا
أتجعلُ من هويتَ عليك ربَّا
بأيِّ مشورة ٍ وبأيِّ رأيٍ
تُمَلِّكُهَا وَلا تَسْقِيك عَذْبَا
تحنُّ صبابة ً في كلِّ يومٍ
إلى "حبِّى " وقد كربتك كربا
وتهتجرُ النِّساء إلى هوا
ها كأنكَ ضامنٌ منهنَّ نحبا
أمِنْ رَيْحَانَة ٍ حَسُنَتْ وَطابَتْ
تَبِيتُ مُرَوَّعاً وَتَظَلُّ صَبَّا
تروعَ من الصِّحابِ وتبتغيها
معَ الوسواسِ منفرداً مكبَّا
كأنَّكَ لاَ تَرَى حَسَناً سِوَاها "حٌسنا"
وَلا تَلْقَى لهَا فِي النَّاسِ ضَرْبَا
وَكمْ مِنْ غَمْرَة ٍ وَجَوازِ فَيْن
خلوتَ بهِ فهل تزدادُ قربا
بَكيْتَ مِنَ الْهَوَى وَهَوَاكَ طِفْلٌ
فويلك ثمَّ ويلك حينَ شبَّا
إذا أصبحتَ صبَّحك التَّصابي
وَأطْرَابٌ تُصَبُّ عَليْك صَبَّا
وَتُمْسِي وَالْمَسَاءُ عَليْك مُرٌّ
يقلِّبك الهوى جنباً فجنبا
أظنَّك من حذارِ البينِ يوماً
بِدَاء الْحُبِّ سَوْفَ تَمُوتُ رُعْبا
أتظهرُ رهبة ً وتُسرُّ رغباً
لقد عدَّبتني رغبا ورهبا
فَمَا لك في مَوَدَّتِهَا نَصِيبٌ
سِوَى عِدَة ٍ فخُذْ بِيَدَيْكَ تُرْبَا
إذا ودٌّ جفا وأربّ وُدٌّ فج
انب من جفاك لمن أربَّا
ودع شغبَ البخيلِ إذا تمادى
فإنّ لهُ معَ المعروفِ شغبا
وقالت: لا تزالُ عليَّ عينٌ
أراقبُ قيِّماً وأخافُ كلبا
لقَدْ خَبَّتْ عَليْك وَأنْتَ سَاهٍ
فَكْنُ خبّا إِذَا لاقَيْتَ خبَّا
ولا تغررك موعدة ٌ "لحبَّى "
فإنّ عداتها أنزلنَ جدبا
ألا يا قلبُ هل لك في التَّعزِّي
فقد عذَّبتني ولقيتُ حسبا
وما أصبحتَ تأملُ من صديقٍ
يعدُّ عليك طول الحبِّ ذنبا
كأنَّكَ قَدْ قَتَلْتَ لَه قَتِيلاً
بحُبِّك أوْ جَنَيْتَ عَلَيْهِ حَرْبَا
رَأيْتُ الْقَلْبَ لا يأتِي بَغِيضاً
ويؤثرُ بالزِّيارة ِ مَن أحبِّا