عاش ابن سودون في القرن التاسع الهجري بمصر المملوكية ما بين سنوات ( 810 - 868 هـ / 1407 - 1463 م) واسمه الكامل أبو الحسن علي نور الدين بن سودون اليشبغاوي القاهري ثم الدمشقي .. ولد وتعلم بالقاهرة وكان إماماً بأحد المساجد ، وحج مرارا ، وخرج في بعض الغزوات وأم ببعض المساجد، ولكنه سلك في أكثر شعره طريقة غاية في المجون و الهزل و الخلاعة و اشتهر بهذا الامر ، وألف كتاباً بعنوان "نزهة النفوس ومضحك العبوس" بالعامية المصرية الدارجة..
رحل الى دمشق و مات بها له بعض المؤلفات . لكنه مال إلى الهزل والتحامق.. وهو بهذا يكون قد ألف مع جوقة من الكتاب الساخرين منهم أبو العبر الهاشمي ،وركن الدين الوهراني ، وعبدالله النباحي ، وابن الجصاص ، وابو العنبس الصيمري، وسعد القرقرة، والشيخ عامر الأنبوطي (الشيخ النبوطي) المتوفى سنة 1767م، وغيرهم لونا من الادب الساخر والطريف
ولابن سودون أسلوب خاص فى الفكاهة فهو يبدأ بدايات فى غاية الجدية لشد الانتباه ثم تجد نفسك فى غمار حكاية مضحكة أو نكتة أو يحكى لك أشياء عادية وهو يوهمك أنه يتحدث عن غرائب الدنيا فتنفجر ضاحكاً..!!
واسلوبه في الدعابة شبيه بالشيخ ركن الدين الوهراني في مقاماته الهزلية وسخريته من ناس عصره
وقد أفرد له د. شوقي ضيف فصلا كاملا في كتابه (الفكاهة في مصر) ، وكذلك فعل الراحل الأستاذ عبد الغني العطري في كتابه (دفاع عن الضحك) وهو يرى أنه من رجال الفكر الذين كان لهم الباع الطويل في الأدب الضاحك, ويذكر أنه ولد في القاهرة سنة 810 للهجرة وعمل إماماً في بعض مساجدها, وانتقل من ثم إلى دمشق وعمل فيها صاحب خيال الظل (كركوز وعيوظ) ومات فيها, وقد انصرف إلى قول الشعر هزلا وسخرية وكتابة النثر فكاهة وتهكما, وصار هذا اللون من الأدب نهجا عرف به, وأقبل الناس على شعره, وصاروا يتناقلونه ويحفظونه بل ويحاكونه.
وقد جمع ابن سودون هذا الشعر في ديوان أضاف إليه طائفة من الحكايات الساخرة وسماه (نزهة النفوس ومضحك العبوس).
ويقول الأستاذ العطري: فإن شعر ابن سودون طريف في بابه يدفعك إلى الابتسام حينا والاغراق في الضحك حينا آخر, وهو يسلك فيه طريق المفارقة إذ يبدأ شعره بالجد ثم لا يلبث أن ينتقل إلى أقصى الفكاهة والسخرية, وهو يلتزم تقرير أمر واقع- يدخل في مجال البديهيات مثل قوله:
كأننا والماء من حولنا = قوم جلوس حولهم ماء.
أو كقوله:
البحر بحر والنخيل نخيـــــــــــل = والفيل فيل والزراف طويل
والأرض أرض والسماء خلافها = والطير في ما بينهن يجول
وإذا تعاصفت الرياح بروضه = فالأرض تثبت والغصون تميل
والماء يمشي فوق رمل قاعه = ويرى لها مهما مشى سيلول
ويحفل ديوان ابن سودون بشعر من هذا القبيل:
عجب عجب عجب عجب = بقر تمشي ولها ذنــــــــب
ولها في بزبزها لبــــــــــن = يبدو للناس إذا حلبـــــــــوا
من اعجب مافي مصر يرى = الكرم يرى فيه العنب
والنخل يرى فيــــــــه بلح = وايضا يرى فيه رطب
والمركب مع ما قد وسعت = في البحر بحبل تنسحب
والناقة لامنقار لهـــــــــــــا = والـوزة ليس لهــــا قنب
والخيمة قال النـــــــاس إذا = نصبت فالحبل لها طنـب
لابد لهــــــــــــــذا من سبب = حزر فزر مــــاذا السبب
لا تغضب يوما إن شتمـت = والناس إذا شتموا غضبوا
زهر الكتان مع البلســـــان = هما لونان ولا كـــــــــــذب
البيض إذا جاعوا أكلـــــوا = والسمر إذا عطشوا شربــوا
رحل الى دمشق و مات بها له بعض المؤلفات . لكنه مال إلى الهزل والتحامق.. وهو بهذا يكون قد ألف مع جوقة من الكتاب الساخرين منهم أبو العبر الهاشمي ،وركن الدين الوهراني ، وعبدالله النباحي ، وابن الجصاص ، وابو العنبس الصيمري، وسعد القرقرة، والشيخ عامر الأنبوطي (الشيخ النبوطي) المتوفى سنة 1767م، وغيرهم لونا من الادب الساخر والطريف
ولابن سودون أسلوب خاص فى الفكاهة فهو يبدأ بدايات فى غاية الجدية لشد الانتباه ثم تجد نفسك فى غمار حكاية مضحكة أو نكتة أو يحكى لك أشياء عادية وهو يوهمك أنه يتحدث عن غرائب الدنيا فتنفجر ضاحكاً..!!
واسلوبه في الدعابة شبيه بالشيخ ركن الدين الوهراني في مقاماته الهزلية وسخريته من ناس عصره
وقد أفرد له د. شوقي ضيف فصلا كاملا في كتابه (الفكاهة في مصر) ، وكذلك فعل الراحل الأستاذ عبد الغني العطري في كتابه (دفاع عن الضحك) وهو يرى أنه من رجال الفكر الذين كان لهم الباع الطويل في الأدب الضاحك, ويذكر أنه ولد في القاهرة سنة 810 للهجرة وعمل إماماً في بعض مساجدها, وانتقل من ثم إلى دمشق وعمل فيها صاحب خيال الظل (كركوز وعيوظ) ومات فيها, وقد انصرف إلى قول الشعر هزلا وسخرية وكتابة النثر فكاهة وتهكما, وصار هذا اللون من الأدب نهجا عرف به, وأقبل الناس على شعره, وصاروا يتناقلونه ويحفظونه بل ويحاكونه.
وقد جمع ابن سودون هذا الشعر في ديوان أضاف إليه طائفة من الحكايات الساخرة وسماه (نزهة النفوس ومضحك العبوس).
ويقول الأستاذ العطري: فإن شعر ابن سودون طريف في بابه يدفعك إلى الابتسام حينا والاغراق في الضحك حينا آخر, وهو يسلك فيه طريق المفارقة إذ يبدأ شعره بالجد ثم لا يلبث أن ينتقل إلى أقصى الفكاهة والسخرية, وهو يلتزم تقرير أمر واقع- يدخل في مجال البديهيات مثل قوله:
كأننا والماء من حولنا = قوم جلوس حولهم ماء.
أو كقوله:
البحر بحر والنخيل نخيـــــــــــل = والفيل فيل والزراف طويل
والأرض أرض والسماء خلافها = والطير في ما بينهن يجول
وإذا تعاصفت الرياح بروضه = فالأرض تثبت والغصون تميل
والماء يمشي فوق رمل قاعه = ويرى لها مهما مشى سيلول
ويحفل ديوان ابن سودون بشعر من هذا القبيل:
عجب عجب عجب عجب = بقر تمشي ولها ذنــــــــب
ولها في بزبزها لبــــــــــن = يبدو للناس إذا حلبـــــــــوا
من اعجب مافي مصر يرى = الكرم يرى فيه العنب
والنخل يرى فيــــــــه بلح = وايضا يرى فيه رطب
والمركب مع ما قد وسعت = في البحر بحبل تنسحب
والناقة لامنقار لهـــــــــــــا = والـوزة ليس لهــــا قنب
والخيمة قال النـــــــاس إذا = نصبت فالحبل لها طنـب
لابد لهــــــــــــــذا من سبب = حزر فزر مــــاذا السبب
لا تغضب يوما إن شتمـت = والناس إذا شتموا غضبوا
زهر الكتان مع البلســـــان = هما لونان ولا كـــــــــــذب
البيض إذا جاعوا أكلـــــوا = والسمر إذا عطشوا شربــوا