يعتبر ابن الرشيق القيرواني الازدي من النقاد المعتمد عليهم في تاريخ الادب العربي ، ومن اهم من ارخوا للشعر العربي القديم وهو الى جانب باعه في النقد بمؤلفه الشهير "العمدة في محاسن الشعر ونقده وآدابه" ، تمييزا له عن كتب اخرى فقهية تحمل عنوان العمدة ، وكتاب العمدة الشهير في جزاين ، ويضم مائة وستة ابواب تتناول صناعة الشعر والمقاييس الفنية والبلاغية والسرقات الشعرية والتناص اعتمد خلالها على من سبقوه كما اورد بمقدمة الكتاب " فجمعت أحسن ما قاله كل واحد منهم في كتابه ليكون" العمدة في محاسن الشعر وآدابه إن شاء الله تعالى، وعولت في أكثره على قريحة نفسي، ونتيجة خاطري، خوف التكرار، ورجاء الانتصار إلا ما تعلق بالخبر، وضبطته الرواية، فإنه لا سبيل إلى تغيير شيء من لفظه ولا معناه، ليؤتى بالأمر على وجهه، فكل ما لم أسنده إلى رجل معروف باسمه، ولا أحلت فيه على كتاب بعينه، فهو من ذلك، إلا أن يكون متداولاً بين العلماء لا يختص به واحداً منهم دون الآخر، وربما نحلته أحد العرب، وبعض أهل الأدب، تستراً بينهم، ووقوعاً دونهم، بعد أن قرنت كل شكل بشكله، ورددت كل فرع إلى أصله، وبينت للناشئ المبتدئ وجه الصواب فيه، وكشفت عنه وجه الارتياب به، حتى أعرف باطله من حقه، وأميز كذبه من صدقه."