عبد الرحيم التدلاوي
كاتب
توقعات
**
**
مجرد احتمالات
**
وأنت تتابع الرجل يمشي بخطى ثابتة متأبطا ملفه الضخم سيستحوذ عليك العجب من جديته ومن صرامته التي تبدو على محياه. هو رجل طويل القامة ذو شعر فاحم تتخلله شعيرات بيضاء، يرتدي بذلة غامقة وقميصا أبيض بربطة عنق سوداء كما الحذاء. لكن، عليك أن تترك الفضول بعيدا، لأنه آفة مربكة لكل الحسابات.
انظر إليه جيدا! ألا ترى انه قد لف ذراعه المفتولة حوله حتى لا يسقط منه؟!
سيسير بك الظن أنه يتأبط ملفا للحصول على وظيفة ما، وأنه قد تعب من التنقل لكن ذلك لم يفل إرادته كما تعتقد، بيد أن الرجل لا يطلب عملا؛ فقد تجاوز سن الأربعين.
سيسير بك الظن، بعد تصحيح الظن الأول، أن الرجل يتأبط ملفا ليعرضه على محاميه من أجل قضية ما، والأمر يحمل بعض المعقولية، نظرا لثقل أوراق الملف الظاهرة أطرافها من بعض جوانبه كما لو كانت ألسن تسخر من مسعاه، أو من فضول المترصدين لكل صغيرة وكبيرة تمر من أمامهم، والرجل واحد ممن يسترعي الانتباه، ويورط المتلصصين على طرح الاحتمالات الممكنة بل قد يذهب بالظن لدى البعض إلى المراهنة وكأن الرجل حصان سباق.
المهم، الرجل يمشي بجدية باتجاه هدف ما، وصرامته لا تزول عن محياه، وإيقاع خطواته يؤجج الفضول.
سيسير بك الظن، وقد قمت بتصحيح مسار الرجل، إلى رسم برنامج سردي له يخالف السابق، وترفع من احتمالية وقوعه، كأن تتوقع أن الملف طبي، وأن الرجل يتنقل به من طبيب لآخر بغية معرفة سر مرضه الذي أعياه، واستنزف موارده، ولذلك تضخم، فكل طبيب يطلب منه تحليلات وكشوفات وخضوعا لأشعة ووو وفي الأخير يقدم له وصفة علاجية تنتهي ولا يتختفي مرضه.
عجز الكل عن التشخيص الصحيح والسليم، وما تعب الرجل من تنقلاته..
طبعا، ستراجع هذا البرنامج، وترسم على محياك الحيرة لأن الرجل يخيب ظنك ويزري بتوقعاتك.. يمكنك؛ ببساطة أن تركن إلى أبسط ظن وهو أن الرجل مجرد اختراع يحثك على كتابة قصة حوله تضفي عليه بعض الواقعية الممكنة كما أفعل أنا الآن. ويمكنك تعديد الحالات ورسم التوقعات المتنوعة كما يفعل كل فضولي لا ينعم بالراحة...
والحق، ببساطة، أن الملف مجرد حيلة ينصبها الرجل للمتلصصين، وبذا يتضخم ، ويقينا، أنه حين يشعر به قد صار عبئا، سيسير بجديته المعهودة، وصرامته الظاهرة إلى أقرب مجرى ليلقيه ثم يعيد الكرة ضاحكا من سذاجة الناس ومكرهم العبثي، وتوقعاتهم المنفلتة من عقالها.
**
وأنت تتابع الرجل يمشي بخطى ثابتة متأبطا ملفه الضخم سيستحوذ عليك العجب من جديته ومن صرامته التي تبدو على محياه. هو رجل طويل القامة ذو شعر فاحم تتخلله شعيرات بيضاء، يرتدي بذلة غامقة وقميصا أبيض بربطة عنق سوداء كما الحذاء. لكن، عليك أن تترك الفضول بعيدا، لأنه آفة مربكة لكل الحسابات.
انظر إليه جيدا! ألا ترى انه قد لف ذراعه المفتولة حوله حتى لا يسقط منه؟!
سيسير بك الظن أنه يتأبط ملفا للحصول على وظيفة ما، وأنه قد تعب من التنقل لكن ذلك لم يفل إرادته كما تعتقد، بيد أن الرجل لا يطلب عملا؛ فقد تجاوز سن الأربعين.
سيسير بك الظن، بعد تصحيح الظن الأول، أن الرجل يتأبط ملفا ليعرضه على محاميه من أجل قضية ما، والأمر يحمل بعض المعقولية، نظرا لثقل أوراق الملف الظاهرة أطرافها من بعض جوانبه كما لو كانت ألسن تسخر من مسعاه، أو من فضول المترصدين لكل صغيرة وكبيرة تمر من أمامهم، والرجل واحد ممن يسترعي الانتباه، ويورط المتلصصين على طرح الاحتمالات الممكنة بل قد يذهب بالظن لدى البعض إلى المراهنة وكأن الرجل حصان سباق.
المهم، الرجل يمشي بجدية باتجاه هدف ما، وصرامته لا تزول عن محياه، وإيقاع خطواته يؤجج الفضول.
سيسير بك الظن، وقد قمت بتصحيح مسار الرجل، إلى رسم برنامج سردي له يخالف السابق، وترفع من احتمالية وقوعه، كأن تتوقع أن الملف طبي، وأن الرجل يتنقل به من طبيب لآخر بغية معرفة سر مرضه الذي أعياه، واستنزف موارده، ولذلك تضخم، فكل طبيب يطلب منه تحليلات وكشوفات وخضوعا لأشعة ووو وفي الأخير يقدم له وصفة علاجية تنتهي ولا يتختفي مرضه.
عجز الكل عن التشخيص الصحيح والسليم، وما تعب الرجل من تنقلاته..
طبعا، ستراجع هذا البرنامج، وترسم على محياك الحيرة لأن الرجل يخيب ظنك ويزري بتوقعاتك.. يمكنك؛ ببساطة أن تركن إلى أبسط ظن وهو أن الرجل مجرد اختراع يحثك على كتابة قصة حوله تضفي عليه بعض الواقعية الممكنة كما أفعل أنا الآن. ويمكنك تعديد الحالات ورسم التوقعات المتنوعة كما يفعل كل فضولي لا ينعم بالراحة...
والحق، ببساطة، أن الملف مجرد حيلة ينصبها الرجل للمتلصصين، وبذا يتضخم ، ويقينا، أنه حين يشعر به قد صار عبئا، سيسير بجديته المعهودة، وصرامته الظاهرة إلى أقرب مجرى ليلقيه ثم يعيد الكرة ضاحكا من سذاجة الناس ومكرهم العبثي، وتوقعاتهم المنفلتة من عقالها.
التعديل الأخير: