تعليق المبدع السي عبد الله بوحنش:
قصيصتك سيدي عبد الرحيم تعبر عن موضوعات عميقة مثل الخسارة والأمل في إطار القصة القصيرة جدا،
استخدمت بذكاء تقنيات السرد معززا بذلك قوة الرسالة التي اردت إيصالها.
الفراشات أضفت لمسة جمالية على المعنى واعطت للقصيصة بعدا أكثر إيجابية في نهايتها.
و إليك رؤيتي الخاصة حول توظيف عناصر
القص القصير جدا في هذا النص الباذخ:
فالبنسبة للشخصيات اخترت الفانوس هو شخصية رئيسية لتعبر كما بدا لي عن مشاعر الحزن والخسارة، معطيا بذلم للقصة بعدها الإنساني.
أما بالنسبة للحبكة فتدور حول فقدان الفانوس لذبالته، وهو ما يمثل خسارة مصدر النور والدفء و الأمل في الحياة.
و إن كان المكان لم يحدد بشكل واضح، لكن يمكن تخيله كمكان مظلم وحالك بعد انطفاء الفانوس .
كذلك بالنسبة للزمان يبقى استخدام كلمة "أحلك" يوحي بأن الأحداث تدور في وقت صعب من حياة الفانوس.
الرمزية تتجلى في كون الفانوس يمثل الإنسان في رحلة الحياة، و الذبالة تمثل الأمل أو الشغف الذي يُضيء دربه. وفقدانها يشير إلى فقدان هذا الأمل أو الشغف.
بالنسبة للغة فقد اجدت استخدامها للتعبير عن المشاعر بشكل مكثف ومختصر، وهذا ما يجعل نثك يستنفذ كل سمات القصة القصيرة جدا.
القفلة كانت مدهشة حين جعلت الفراشات تواسي الفانوس و تقدم له العزاء، و هذا طبعا يدل على صدق ايمانك بأنه بعد كل الحزن والألم، مهما كانت شدتهما، هناك دوما بصيص من الأمل حتى في أصعب الأوقات.
