يحيلنا العنوان المركب من جملة اسمية مبتدأ وخبر على الماضي البسيط ، ويرتكز اساسا على مفهومين ، الوجه كواقع متجدد والقدم كحالة زمنية غابرة بوحد في ما بينهما البعث ، فيما تتضارب وتتعالق عدة هواجس واهواء ورغبات مكبوتة " tendances refoulées " لتوهمنا اننا تحت رحمة الذكريات والالم وحرقة المعاناة في الزمن الصعب ، و في حماة مستنقع اسن ، او قاع المجتمع حيث الفقر والاملاق والدعارة واشباح " Spectres " لا تمتلك من الادمية سوى الاسم " من اعماق البركة حيث تسكن الضفادع ، يأتيك الصوت النسائي بكلماته المعهودة " ، وهي كلمات نعرفها سلفا في مثل هذه الاماكن الموبوءة حيث يتجاور البشر والضفادع ، فيما تنتفض في اعماقك انسانيتك المطمورة بفعل السنين ، انت المفطور على الكرامة الانسانية والمحبة والعدالة ، وتستشيط غضبا وتتساءل هل حقا ما يزال بالمغرب مثل هذه المستويات من العيش ، لان الاحساس بمثل هذا الشعور هو الاعتراف بصراع طبقي اصلا بين واقعين يزيد الفقير فقرا والغني غنى ، و يجسده في النص ذلك الحلم الازلي الذي ما يزال يتلبس البطل " وفي ذاكرتك حلم,, هل نسيته ؟؟ الحلم الذي لا يفارق ذاكرتك منذ الازل "
هكذا نجد انفسنا في عالم تتجاذبه ثنائية الخير والشر، العفة والعهر، الانسانية و نقيضها، في مجتمع القاع حيث الاخطبوطات الادمية تنبت لها ايادي واذرع لتجرف كل ما تجده في طريقها المحفوف بالمخاطر والمطبات
الى ذلك المبغى المفتوح على كل الاحتمالات يلج البطل - او يجر جرا - من اسن البركة الى اعماق الدهليز المظلم العابق بالروائح الكريهة محفوفا بالخوف والتوجس هناك حيث الظلام والبرد في عز الصيف والاوساخ والقهر والظلام والنتانة والبؤس البشري ، تتعاقد وتتامر مع الظلم ، لولا انبعاث بعض يقظة ضمير قديمة ، تنتفض متعاطفة مع هيبة ورهبة وجنائزية المكان ، " تحس بالعواصف تجعلك ألعوبة في يدها, تشعر بالبرد , والصيف في أوله ..تحس أن قوتك خائرة ..تحس الموت وانت في البداية..تمتد قوى غريبة في شكل حلزوني للامساك بجسمك النحيف , و تجره الى النهر , لكن!!قوة جسمك العنيد تنتصر عليها في هزيمتك ..تبحث عن النور بجد , عيناك لا تتحملان الظلام تبحث ثم تبحث ......"
هواجس تحاول هزم البطل في غفلة منه لكن ينتصر عليها بنهاية الامر " تترك وجهك القديم يحتضر , بل تقتله قبل ان يموت ثم تلبس الوجه الجديد. "، لانه يدري انه سيساهم في مزيد من قهر وادلال هذا النماذج ، وتاكيد ذلك الظلم الممارس على هذه الشرائح البشرية المظلومة مرتين ، من طرف البشر ومن طرف القدر
نص يفلح في وصف كائنات ما تسميه العامة بالقاع يحاول البطل اكتشافه وسبر اغواره بمزيد من اليقظة والتعاطف معها دون تجريدها من انسانيتها المهضومة
يعتمد النص السردي في كتابته على عدة اشارات للتاكيد على ماساوية و سوداوية وقتامة المشهد
" البركة - الدوامة - الموت - الضيق - العواصف - الظلام - الهزيمة - الاوهام - الفراغ - الرغبات المكبوتة ...... وعدة كلمات اخرى تصب كلها في ذات الاتجاه ، بلغة صافية شفيفة مموسقة زانها استخدام اسلوب المونولوغ الداخلي الذي يستدعي نوعا من الحنين والبوح الجميل الذي ياسرنا بصفائه وعذوبة وصفه ، هذا الى جانب اعتماد ضمير الانت ، وهو استخدام جميل في الكتابة الادبية يضفي نوعية اسلوبية على الاثر الادبي
اعجبت جدا بهذا النص القصصي الجميل العميق المعاني الرائع بوصفه لاعمق اعماق الروح البشرية المفعنة بالاسى بالعوطف الجياشة وتانيب الذات والتطلع الى وضع اجتماعي افضل مما هو عليه وسط هذا الكم الهائل من العتمات
.........................................................
الوجه الاخر...
محمد محضار
من اعماق البركة حيث تسكن الضفادع , يأتيك الصوت النسائي بكلماته المعهودة, تلعن الشيطان , وتخرج من الزقاق الضيق, ماذا لو ينفجر رأسك لتسيل منه كل الاوهام , ورغباتك المكبوتة . ربما سيرقص الجزء الاسفل من جسمك ..ربما سيضحك الشيطان
حين تبتلعك الدوامة وتدور معها في الفراغ الموحش , حينئد يكون كل شئ قد صار مباحا وتكون صرختك التي لا تعرف ما وراءها شيئا منطقيا ومعقولا.
تحس بالعواصف تجعلك ألعوبة في يدها, تشعر بالبرد , والصيف في أوله ..تحس أن قوتك خائرة ..تحس الموت وانت في البداية..تمتد قوى غريبة في شكل حلزوني للامساك بجسمك النحيف ,و تجره الى النهر , لكن!!قوة جسمك العنيد تنتصر عليها في هزيمتك ..تبحث عن النور بجد , عيناك لا تتحملان الظلام تبحث ثم تبحث, وفي الاخير تستسلم وتترك للواقع الظلام يدخل عينيك فجسمك ثم يشل حركاتك.
تتجه في ضعف الى زاوية الذين يموتون بردا , تترك وجهك القديم يحتضر , بل تقتله قبل ان يموت ثم تلبس الوجه الجديد.
مسحت عرقك بعد ان وضعت حملك الثقيل, وفي ذاكرتك حلم,,هل نسيته ؟؟الحلم الذي لا يفارق ذاكرتك من الازل-.كنت ولازالت تريد ان تضاجع جسما -, ولا يزال عالقا بخيالك , لكنك خفت..لعلك تذكرت يوما مر في حياتك ولن تنساه او ربما خجلت من نفسك..
محمد محضار
هكذا نجد انفسنا في عالم تتجاذبه ثنائية الخير والشر، العفة والعهر، الانسانية و نقيضها، في مجتمع القاع حيث الاخطبوطات الادمية تنبت لها ايادي واذرع لتجرف كل ما تجده في طريقها المحفوف بالمخاطر والمطبات
الى ذلك المبغى المفتوح على كل الاحتمالات يلج البطل - او يجر جرا - من اسن البركة الى اعماق الدهليز المظلم العابق بالروائح الكريهة محفوفا بالخوف والتوجس هناك حيث الظلام والبرد في عز الصيف والاوساخ والقهر والظلام والنتانة والبؤس البشري ، تتعاقد وتتامر مع الظلم ، لولا انبعاث بعض يقظة ضمير قديمة ، تنتفض متعاطفة مع هيبة ورهبة وجنائزية المكان ، " تحس بالعواصف تجعلك ألعوبة في يدها, تشعر بالبرد , والصيف في أوله ..تحس أن قوتك خائرة ..تحس الموت وانت في البداية..تمتد قوى غريبة في شكل حلزوني للامساك بجسمك النحيف , و تجره الى النهر , لكن!!قوة جسمك العنيد تنتصر عليها في هزيمتك ..تبحث عن النور بجد , عيناك لا تتحملان الظلام تبحث ثم تبحث ......"
هواجس تحاول هزم البطل في غفلة منه لكن ينتصر عليها بنهاية الامر " تترك وجهك القديم يحتضر , بل تقتله قبل ان يموت ثم تلبس الوجه الجديد. "، لانه يدري انه سيساهم في مزيد من قهر وادلال هذا النماذج ، وتاكيد ذلك الظلم الممارس على هذه الشرائح البشرية المظلومة مرتين ، من طرف البشر ومن طرف القدر
نص يفلح في وصف كائنات ما تسميه العامة بالقاع يحاول البطل اكتشافه وسبر اغواره بمزيد من اليقظة والتعاطف معها دون تجريدها من انسانيتها المهضومة
يعتمد النص السردي في كتابته على عدة اشارات للتاكيد على ماساوية و سوداوية وقتامة المشهد
" البركة - الدوامة - الموت - الضيق - العواصف - الظلام - الهزيمة - الاوهام - الفراغ - الرغبات المكبوتة ...... وعدة كلمات اخرى تصب كلها في ذات الاتجاه ، بلغة صافية شفيفة مموسقة زانها استخدام اسلوب المونولوغ الداخلي الذي يستدعي نوعا من الحنين والبوح الجميل الذي ياسرنا بصفائه وعذوبة وصفه ، هذا الى جانب اعتماد ضمير الانت ، وهو استخدام جميل في الكتابة الادبية يضفي نوعية اسلوبية على الاثر الادبي
اعجبت جدا بهذا النص القصصي الجميل العميق المعاني الرائع بوصفه لاعمق اعماق الروح البشرية المفعنة بالاسى بالعوطف الجياشة وتانيب الذات والتطلع الى وضع اجتماعي افضل مما هو عليه وسط هذا الكم الهائل من العتمات
.........................................................
الوجه الاخر...
محمد محضار
من اعماق البركة حيث تسكن الضفادع , يأتيك الصوت النسائي بكلماته المعهودة, تلعن الشيطان , وتخرج من الزقاق الضيق, ماذا لو ينفجر رأسك لتسيل منه كل الاوهام , ورغباتك المكبوتة . ربما سيرقص الجزء الاسفل من جسمك ..ربما سيضحك الشيطان
حين تبتلعك الدوامة وتدور معها في الفراغ الموحش , حينئد يكون كل شئ قد صار مباحا وتكون صرختك التي لا تعرف ما وراءها شيئا منطقيا ومعقولا.
تحس بالعواصف تجعلك ألعوبة في يدها, تشعر بالبرد , والصيف في أوله ..تحس أن قوتك خائرة ..تحس الموت وانت في البداية..تمتد قوى غريبة في شكل حلزوني للامساك بجسمك النحيف ,و تجره الى النهر , لكن!!قوة جسمك العنيد تنتصر عليها في هزيمتك ..تبحث عن النور بجد , عيناك لا تتحملان الظلام تبحث ثم تبحث, وفي الاخير تستسلم وتترك للواقع الظلام يدخل عينيك فجسمك ثم يشل حركاتك.
تتجه في ضعف الى زاوية الذين يموتون بردا , تترك وجهك القديم يحتضر , بل تقتله قبل ان يموت ثم تلبس الوجه الجديد.
مسحت عرقك بعد ان وضعت حملك الثقيل, وفي ذاكرتك حلم,,هل نسيته ؟؟الحلم الذي لا يفارق ذاكرتك من الازل-.كنت ولازالت تريد ان تضاجع جسما -, ولا يزال عالقا بخيالك , لكنك خفت..لعلك تذكرت يوما مر في حياتك ولن تنساه او ربما خجلت من نفسك..
محمد محضار