نرحب بالكتاب الراغبين في الانضمام إلى مطر

المهدي نقوس ضيف جريدة المسار العربي... أجرى الحوار: الأستاذة تركية لوصيف

نقوس المهدي

مشرف
طاقم الإدارة
الأديب مهدي نقوس ضيف جريدة المسار العربي...
الجائزة التى يفوح منها رائحة النفط اللعين تتحكم فيها العشيرة.
والإستلهام من التراث مغامرة.
وثقافة الإندومي منحت حق الكلام لفيالق من الحمقى عبر تويتر وفيسبوك




الأديب مهدي نقوس ضيف جريدة المسار العربي...
الجائزة التى يفوح منها رائحة النفط اللعين تتحكم فيها العشيرة.
والإستلهام من التراث مغامرة.
وثقافة الإندومي منحت حق الكلام لفيالق من الحمقى عبر تويتر وفيسبوك

مجال الإبداع ساحر جاذب للمبدع ، وضيفنا عشق البياض وسوده بحبره لينتج مجاميع قصصية كثيرة تتزين بها رفوف المكتبة المغربية اشهرها مجموعة (...إلخ) و(صنائع من نوبة عراق العجب) إلى جانب إعداده لكتب قصصية جامعة منها كتاب (مرافئ)، وكتاب (رسائل إلى با إدريس)
الأديب المغربي مهدي نقوس من مواليد 1953، امتهن مهنة ملائكة الرحمة، وشغفه بالكتابة جعله يقتحم المجال ويبدع ويتريث في النشر كما وقد يمزق ما كتب

هذه الحالة تتملك الكاتب الذي يحترم قلمه وما يقدمه للقراء من كتابات تعمر طويلا في ذاكرتي القارئ والناقد، استضفنا ملك القصة المغربية الذى روض القصة بالفكرة المبتكرة وامتعض من ثقافة الإندومي


ما هي هذه الثقافة التى يلمح إليها ؟
ولماذا أساء عصر النت للكتابة ؟
وما هي الجوائز الظالمة بحسب رؤية ضيفنا الأديب مهدي نقوس؟


حاورته : تركية لوصيف / الجزائر

__







* سنتطرق إلى تجربتكم الإبداعية
من أفكار مبتكرة
وصناعة القصة الموجهة للسينما
وأساليب الترويج التى تعتمدونها
تحية طيبة وشكر كثير للاستاذة تركية لوصيف، في البداية أعترف أنه من الصعب بمكان الحديث عن التجربة الشخصية من دون توفرإبداع حقيقي، ومن دون وفرة وتنوع في الانتاج الإبداعي، ومن دون رسالة وقضية إنسانية، ذلك أن الكتابة من دون قضية هي محض تدريب على الإنشاء..
البدايات كانت خلال عقدي الثاني حين أصبت بلوثة المطالعة والقراءة لسلسلة القصص المدرسية، واغرمت بكتابات العظيم مصطفى لطفي المنفلوطي التي تركت في نفسي انطباعا كبيرا حول جدوى الأدب في تيير النفوس وتهذيبها، وتأثيرا وإحساسا عظيما بحمولتها ورسالتها الانسانية العميقة التي تخاطب القلب مباشرة فتشعرك بنوع من الرهبنة والخشوع. وقد ألهمتني لكتابة بعض الخربشات كنت ابعثها الى برنامج ناجح بإذاعة الجزائر يذاع مساء كل ثلاثاء من عقد سبعينيات القرن الماضي، كان يشرف عليه ويقدمه الأستاذ بنعبدالله أبو القاسم. ولم يكن يبخل بإرشاداته برغم تواضع ما أكتب، وقد تذكرت لاحقا بعض أسماء من شباب ذلك الوقت الذين أصبحوا حاليا أدباء كبار.
ولقد احتفظت ببعض من تلك المواضيع، وأعدت كتابتها ونشرتها بمجلات ثقافية في العراق ولندن، وصحف أدبية في تونس والمغرب، حولت احدى قصصى لفيلم سينمائي قصير، وبعضها الى مسرحية، وإن أنس لا أنسى فضل منتدى مطر (بيت المبدع العربي) الذي أسسه الأخوان جبران الشداني ومحمد فري علي، وساهم بقسط وفير في فتح الطريق للعديد من الكتاب والشعراء والقصاصين للتعارف، وساعد على إذكاء الحوار والنقاش بينهم بشكل رائع وعميق وبناء.
بالنسبة للنشر فقد كنت زاهدا في النشر الورقي برغم تشجيع الإخوة الكتاب، وكنت دوما أتهيب من منه لأسباب عدة، وقد كانت نية الإخوة بمنتدى مطر إحدى المبادرات الحميدة والمشكورة لتحرير هذه النصوص وبعثها في كتاب سنة 2014 ضمن منشورات منتدى مطر، أسميته (صنائع من نوبة عراق العجب) وهي متوالية قصصية تجمع بين السرد الحكائي القصير، والعمل الروائي القصير أيضا. ودفعني هذا الى احداث بمبادرة مع بعض الإخوان رابطة للنشر التكافلي دعوناها (رابطة أقلام احمر) أصدرت عبرها مجموعني الثانية (...إلخ)، وقد صدرت طبعتهما الثانية هذا العام عن دار النشر بصرياثا التي يشرف عليها الصديق الشاعر عبدالكريم العامري..

عن الأفكار المبتكرة في مسيرة الأديب يمكن القول بأن الأساسي هو الاهتمام بالشكل القصصي على حساب الموضوع، لأن المواضيع كثيرة، والتجارب الحياتية اكثر، والأديب إما يكتب لنفسه أولا، وما يتصوره عن الحياة وملابساتها ثانيا، ذلك "إن الرواية التي تخلو من مشاهد السيرة الذاتية ليست رواية وإنما هي بحث اجتماعي" كما كان يراها الروائي الألماني (مارتن فالزر).
بالنسبة لي فإني كثير التمزيق لما اكتب، إما لعدم اقتناعي بذلك، أو لتبلور نظرتي لمفهوم للكتابة ومدى جدوائيتها، وأصبحنا نكتشف أجناسا من الكتابة تفنن كتابها في إغداق العديد من التسميات الهجينة عليها ما بين الققجة وكتابة الومضة، والهايكو العربي، المستنسخ عن الهايكو الياباني، وقصيدة التصويرة، وأنشأوا لها جمعيات لقيطة تساعد على الإساءة للأدب وتدميره، وهي في الاصل جمعات للذين لا يقرأون..
قبل أن يدركنا عصر النت الذي أساء للكتابة، وشحع على السرقات الادبية، والحذلقة، والركاكة، والانبطاح، وتخريب اللغة، وأدى الى موت الاديب الملتزم الحر، والمثقف العضوي الذي يدافع عن مبادئ معينة في الحياة، وساعد على تفريخ كائنات تنشر أكثر مما تقرا، ونشوء نوع من ثقافة "الإندومي"، التي وصفها الكاتب السوري باسل علي الخطيب بقوله:
(في ثقافة الاندومي ما عاد هناك من اعتراف بمقام علمي أو رتبة معرفية، كل الصغار الذين حفظوا جملتين صاروا محللين و علماء ومفكرين في أي أمر كان، يفتون ويحكمون في أمور السياسة و الاقتصاد والعلوم واللغات والدين وغيرها، ولا يقيمون رأياً لصاحب فكر ومعرفة وخبرة..)
فيما يقول الفيلسوف الإيطالي أمبرتو إيكو بأن أدوات مثل توينر وفيسبوك "تمنح حق الكلام لفيالق من الحمقى، ممن كانوا يتكلمون في البارات فقط بعد تناول كأس من النبيذ، دون أن يتسببوا بأي ضرر للمجتمع، وكان يتم إسكاتهم فوراً. أما الآن فلهم الحق بالكلام مثلهم مثل من يحمل جائزة نوبل. إنه غزو البلهاء"

* اللقاءات الأدبية ومدى تلاقح الفكر بينكم وبين بعض الأسماء الأدبية قديمة أم جديدة
الحميد في اللقاءات الادبية أنها تتيح فرصا للتعارف، ومد جسور اللقاء بين الأدباء، خاصة للقاطنين في مدن الهامش الذين يكون حظهم من الشهرة واللقاء قليل، خلافا لأدباء المدن الكبيرة، وهي فرصة أيضا للتعريف بأبداعاتهم، ومن هذه اللقاءات المثمرة أذكر مهرجان ربيع الشعر ولقاء القصة اللذان تنظمهما سنويا جمعية الأوراش للشباب بمدينة مولاي إدريس زرهون، وملتقى القصة القصيرة بمدينة الصويرة.
وقد أسست مع الأخ جبران الشداني موقع (أنطولوجيا السرد العربي) الذي سيخلد في متم الشهر المقبل ذكراه العاشرة، وهو منصة إبداعية أكاديمية مستقلة وتطوعية، لا تسعى للربح، ولا تتبع لأية حركة أو هياة حزبية أو سياسية، ولا تتلقى أية مساعدة أو دعم من أية جهة، غايتها نشر الفكر التنويري، وتعميم المعرفة.

* رأيكم في المسابقات المجانية
رأيكم في الترويج الإعلامي للعنوان الأدبي
النشر ضروري لأي كاتب، وهو جواز سفر نحو الشهرة، لولاه لما وصلتنا إبداعات الأولين، فمن خلاله يمكن للكاتب أن يعرف بكتاباته بدل أن تظل حبيسة الدواليب والنسيان، ومبعثرة على صفحات الصحف والمجلات، وهذه إحدى ايجابيات النشر وحسناته، لكن له متاعب ومضار أخرى تتمثل في غياب الناشرين والموزعين النزيهين، والذين يتعاملون بمنطق الربح والخسارة، وهضم حقوق المؤلفين، لذا نجد الكتاب يطبعون على حسابهم الخاص، ويوزعون إصداراتهم بأنفسهم، زيادة على ظاهرة العزوف عن القراءة التي تفشت بشكل مريع، وهي ظواهر من بين أخرى كثيرة أثرت على المشهد الإبداعي والمبدع على السواء.
في الوقت الحاضر وتحت إكراهات النشر، وغلاء الطبع بالنسبة لمحدودي الدخل، وتسويق الكتاب الورقي، وتراجع الإقبال على شراء الكتب، اتجه العديد من الكتاب إلى النشر الالكتروني، بالرغم من أن نعمة الكتاب الورقي لا تضاهيها نعمة نظرا لقيمتها الجمالية والمجالية التي تحتلها في البيوت، والبيت الذي توجد فيه مكتبة لا يدخله الظلام واليأس.
بالنسبة للجوائز فهي لا تصنع الأديب، وبعضها مجحف، وغير منصف، وتتدخل فيها العلاقات والإخوانيات والصداقات والتزلف، وبعضها تدخل فيه الحسابات الضيقة والحساسيات، لكنها ضرورية لتتويج الكتاب الجيدين ومكافأتهم وتحفيزهم والتعريف بهم ومساعدتهم، ونشر إبداعاتهم وترجمتها، وتوفير مكسب معنوي ومادي للكاتب يساعده على تكاليف الحياة.
ويمكن الاعتراف بأن جائزة كتارا، وجائزة البوكر، وجائزة السلطان زايد للكتاب، وجائزة سلطان العويس، وجائزة البابطين، وجائزة ناجي نعمان الأدبية.. وجوائز نجيب محفوظ والطيب صالح والطيب صالح ويوسف إدريس، ومحمد شكري ومحمد زفزاف، ومحمد سعيد ناود، ساعدت على إظهار كتاب مغمورين، أو ما يسمون بكتاب الهامش والتعريف بهم.
وهناك جوائز جائرة وظالمة في حق الأدب والأدباء تفوح منها رائحة النفط اللعين، مثل تلك التي ترعاها بعض المحافل العربية، فبرغم وجود طاقم تحكيم أكاديمي جيد، وحضور شعراء متميزين، فان الجائزة في النهاية تذهب للذي تختاره العشيرة عن طريق تصويت أقاربه ومعارفه الذين لا يفهمون في الشعر.

* هل لمستم السم في العسل وبخاصة فى الروايات الناطقة باللسان الفرنسي
ليست كل الروايات التي يكتبها مغاربيون تدس السم في العسل، أو تداهن و تهادن، فقد أظهرت على مدى كبرياء الأديب المغاربي وعنفوانه وموقفه مع المستعمر ولغته، فكاتب ياسين بعتبر اللغة الفرنسية بمتابة " غنيمة حرب"، وهو الذي جعل من اللغة الفرنسية سلاحا لمحاربة المستعمر.. على حد تعبيره.. " كان علي أن أتعلم اللغة الفرنسية.. عشت في عدة لغات، كنت في مدرسة فرنسية مع تلاميذ أوربيين وكان علي أن أسافر إلى فرنسا إلى عاصمة الامبريالية وبالمقابل أحسست انه لزاما علي ان أتكلم الفرنسية أحسن من الفرنسيين أنفسهم لإدهاشهم.. وليقولوا هذه هي الجزائر".
بينما يقول مالك حداد: "اللغة الفرنسية حاجز بيني وبين وطني أشد وأقوى من حاجز البحر المتوسط وأنا عاجز عن أن أعبر بالعربية عما أشعر به بالعربية.. إن الفرنسية لمنفاي".
ويكتب أمين الزاوي قائلا: "انا كاتب باللغة العربية واللغة الفرنسية مستعمرتي الجديدة".... "كنت في فرنسا، مدرسا في إحدى الجامعات، وكنت أريد الوصول إلى القارئ الفرنسي، فوجب علي أن أخاطبه بلغته".
بالنسبة لمحمد خير الدين الذي يصف الكتابة باللغة الفرنسية نوعا من "حرب عصابات" داخل اللغة، ولأنه كما يقول: "أنا هنا منذ 1965م لا أحسني منفياً على الإطلاق، لماذا؟ لأن الفرنسيين حين احتلونا، لم يشعروا أنهم منفيون، ولن أذهب إلى حد الادعاء أنني احتل فرنسا".
فيما يعتبر الطاهر بن جلون بأنه يكتب للفرنسيين وليس للقارئ العربي، فقد هاجر الى فرنسا من اجل الدراسة، ومن أجل ان يحظى بمكانة بين الفرنسيين، طفق يكتب لهم عما يثلج صدورهم حول تقاليد وعادات المغاربيين، وعن كل ما يتعلق بالموسيقى والطعام والطقوس، والحياة الحميمية والخصوصية للنازحين القرويين الأميين الآتين من الجبال مما يجتذب فضول الفرنسيين ويضمن به مبيعات أكثر.

* إحياء التراث في القصة العربية
هل هو أكثر إبداعا من القصة الحديثة
الكتابة حول المواضيع التي تمتح مادتها من التراث شكل من أشكال المغامرة الأدبية وابتكار حداثي، وهي مغامرة حقيقية حول علاقة تلك المواضيع بالواقع وباللغة أيضا، وكيفية تطابق الوقائع التاريخية مع ما نحياه في الحاضر، وهي لا تقل تشويقا وخيالا عن ألوان إبداعية اخرى مثل أدب الخيال العلمي أو الأساطير، مثل قصص زكريا تامر الذي وطف بأسلوبه الجميل والشائق العديد من الشخصيات في قصصه، والروائي خيري عبدالجواد في العائق والمعشوق، ونجيب محفوظ في رحلو ابن فظومة، ومصطفى المسناوي، وأمين الزاوي، وأحمد التوفيق، وجمال الغيطاني، وبنسالم حميش وغيرهم.
وقد سبق أن تناولت بعض المواضيع التراثية وتوظيف شخصيات تاريخية كالشاعر امرئ القيس، وطرفة، وسقراط، وتغري بردي، واستثمار بعض الحكاية الشعبية، وتناول الطابوهات، كما شاركت في موسوعات تناولت الجنسانية العربية والاسلامية قديما وحديثا، تحت إشراف البروف محمد عبدالرحمن يونس، وهي مباحث في الكتابة مغرية وتجنح إلى الابتكار والتجريب.

وفي الختام لا يفوتني ان أشكر الاستاذة الفاضلة تركية لوصيف على لطفها ومكرمتها واتمنى لها كل التوفيق والنجاح...
 

لوحة مختارة

 لوحة مقترحة
أعلى