نرحب بالكتاب الراغبين في الانضمام إلى مطر

البرجزة اللحظية

هدوءٍ لا يقاطعها سوى موسيقى هادئة، أضواء خافتة، سحر النادلة. حاولت مراراً بأن أغض نظري عنها خشيّ بألا تنطبع ملامحها الملائكية فيّ، فأحياناً تستصعب على ذاكرتي اللعينة محو الأشياء (الجميلة) ولا تقدر على سلوانها ييسر.
أتذكر قبل سبعة عشر عام، في ذلك اليوم الممطر، كما هي عادة الصغار في المناطق النائية حيث لا وسائل للتسلية، ذهبنا بعد هطول المطر إلى الغابة بغية صيد الفئران والقنافد وفي طريقنا قذف أحدهم حجراً على سيارة الناظر وكسر مرأته.... نزل الناظر غاضباً من عربته، فهرب كل الفتيان عدا أنا. وعملاً بنصيحة جدتي " بأن إحتفظ بالأشياء الجميلة" لم أستطع الفرار خوفاً بأن يمنعني هروبي من طباعة وجه تلك الحورية الجالسة على المقعد الأمامي من العربة، لحقتني شبحها نصف عمري لدرجة كدت أن أرسم أبعاد وجهها ذات مرة في دفتر الهندسية وتلك مسالة اخرى.
كمَاعِزٍ يدخل السينما لأول مرة ظلتُ حائراً بين الحلم واليقظة، كانت النادلة واقفة أمامي تماماً،
لم يخطر ببالي سؤال عما سأشربه في الكافيه إلا في تلك اللحظة. فهذه مرتي لأولى.
تطلعت القائمة لعلي أستطيع الإختيار. لم أعرف شيئاً سوى الشاي والقهوة، وأنا أبغضهما. تمنيت أن يساعدني صديقيّ... لكنهما على ما بدت كانا مثلي....
للبرجوازية أهل.... فالكادح يظل كادح وإن تنكر في ثوب البرجوازي
 

لوحة مختارة

 لوحة مقترحة
أعلى