لم يعد منذ خمس سنوات

[نجيب المغترب]

كنا أتذكر كيف كنا نسير عشرين سنة كل يوم احد في نفس الطريق في الغابة. كل يوم احد كنا نذهب إلى الغابة ونتجول فيها. كنا نعرف الأشجار وأوراقها متى تنمو وفي أي موسم تتساقط. كنا نعرف الغابة والطرق فيها وأين توجد المقاعد الجلوس فيها على جانب الطريق. كذلك كنا نعرف أي من الأشجار لها ظل كبير بحيث نجلس في أوقات الصيف في ظلها ونستمتع بالطقس المنعش وأصوات العصافير التي لانكف عن الحركة.

ولكن في هذا اليوم قبل خمس سنوات. أخذ مفاتيح السيارة وبدا يسوق مع انه خلال عشرين سنة الماضية دائمَا كنت اسوق. خلال السياقة كان يظهر عليه التوتر وينظر ألى باستغراب. لم نقل اي كلمة.

وعندما وصلنا إلى الغابة نزل هو وقفل السيارة وبدأ يسير بسرعة وانأ أسير خلفه وأحاول اللحاق به. وعندما وصل إلى المَقْعَد الذي كنا نجلس عنده لم يجلس وأستمر في السير مسرعَا وأنا اللحق به. بعدها تعبت من السير وجلست في المَقْعَد لكي استريح . بينما هو واصل السير. غفوت قليلا وعندما فتحت عيني لم أره. أحسست بالخوف

أنادي عليه ولكن لم اسمع جواب؟ أتصلت به على الهاتف ولكنه لم يرد. رجعت الى مكان البداية حيث السيارة كانت متوقفة. لكني لم اجد السيارة. اتصلت بابنتي حتى تأتي وتخذني بسيارتها.

وصلت إلى البيت ولكن لم اجد سيارة. دخلت البيت ولكن لم اجد أحدا ولم اجد السيارة.

سألت ابنتي هل تعرفين أين هو أبوك

قالت لي أنا أيضا لا اعرف



ومنذ ذلك الحين لم أرأه واليوم مرت خمس سنوات على الذي حصل. وقد أختفى عن الأنظار

مثلما دخل حياتي مفاجأة

حيث جاء من بلد أخر

هكذا اختفى من حياتي فجأة. دون أن أفهم لماذا حصل ذلك

هل كان رجل غامض أم أني لم افهمه