ما هي علاقة الشعر بالفلسفة؟، بوصفها ذلك المولود الذي انجبته الدهشة، بحسب توصيف أرسطو . وما سر علاقة الشعر بالوجود ، والاسئلة الوجودية الضخمة التي تواجه الانسان ذلك المجهول، بحسب تشبيه الكسيس كارليل..
وبما أن للفلسفة علاقة وطيدة بالواقع والمعيش اليومي، وذات علاقة وطيدة بالمجتمع، ولها ايضا أفضال عميمة في تقرير مصير الكون، والفكر الانساني والوجود منذ ان استعان الانسان بالمنطق في التعبير عن مشاكله وهمومه.. بعيدا عن الأحلام والتهويمات، فقد خص القرءان الشعراء مكانة أقل قيمة حين وصفهم بانهم في كل واد يهيمون ويقولونم ما لا يفعلون"، لما يتميز به الشعر من خيال وتهويمات
لهذا طرد افلاطون زمرة الشعراء من أكاديمته حينما كتب على بابها: من لم يكن مهمتدسا فلا يدخلن علينا)، هذه القولة احدثت قطيعة أبدية بين الفلسفة والشعر، لأنه حينما يلامس الجوانب الفلسفية فإنها تؤدلجه وتفقده طراوة الشعر، يقول فيلسوف الشخروب ميخائيل نعيمة متحدثا عن ايليا أبي ماضي:
(راح إيليا أبو ماضي يقرأ لي ديوانه الأوّل المطبوع في مصر .. وكان رأيي فيه التالي : أريد أن يدخل الشعر نفسي فيبعث فيها إمّا القلق أو الدهشة أو الوحشة أو الغبطة أو الحزن أو الشكّ أو اليقين أو النشوة بلمحة شاردة من الجمال ، أو كلّ هذه مجتمعة ، أريده أن يكون فلذة من كبد الشاعر لا رغوة في دماغه ، أن يكشف لي مجاهل في نفسي ، آفاقاً بعدها آفاق ، أريده أن يزيد في ثروتي الروحيّة والجماليّة بما فيه من قوّة الروح والجمال .. لا أن يُثير إعجابي بما فيه من متانة السبك وبراعة الصناعة وحسب)
تلكم الأسئلة التي ما فتئت تلح على الخيال الانساني منذ أن وعي وظيفة اللغة، وسعة الخيال، فعبر بواسطتها عن تأملاته، وآماله ومساعيه ورغباته ووسطه الاجتماعي، مستلهما مقر مقامه الشعري ، و بيته هذا البيت المصنوع من الشعر اشارة الى "البيت الشعري"، والمشيد من قاعدة والمدعوم بركائز وأوتاد
وكان الشاعر منذ القدم قيما على القول مدافعا عن القبيلة وحام للذاكرة القبلية من الاندثار والتلف مفتخرا بامجادها معليا لشانها بين القبائل.. يقول ابن رشيق في العمدة "كانت القبيلة من العرب إذا نبغ فيها شاعر أتت القبائل فهنأتها، وصنعت الأطعمة، واجتمعت النساء يلعبن بالمزاهر كما يصنعون في الأعراس".
ابن طباطبا يقول "فالكلام الذي لا معنى له كالجسد الذي لا روح فيه" معتبرا بأن المعنى كالجسد، واللفظ كلباس فاخر يغطيه ويملؤه بحلي لألاءة.
لعلها ترجع بنا الى زمن سحيق، منذ ان الف ارسطو كتابه الشهير "فن الشعر" حوالي 323 ق. م. مستعرضا فيه مختلف اصناف الابداع الفني واصفا كل حالات التعبير غير مستثني ايه حالة ابداعية متدرجا من الملهاة والملحمة والماساة الى الموسيقى والرقص والرسم، قبل ان يقول القران قوله الصريح في الشعراء اساسا.. بالرغم من أن الرسول لم يستطع الإستغناء عن الشعراء الأنصار في إتمام رسالته النبوية متوجها بالكلام الى أحد الشعراء ويعني قبيلة قريش "اهجهم فوالله لهجاؤك أشد من وقع السهام في غلس الظلام"..
ما يهمنا في هذا المقام هو العلاقة الشائكة بين الشعر والفلسفة والوجه الخفي لهذا الصراع الذي توجه أفلاطون الى طرد الشعراء من أكاديميته ويخط على واجهتها : "من لم يكن مهندسا فلا يدخلن علينا"...
رحلة جميلة وشائقة حقا في حقول الفكر قد لانخرج من حياضها الا ونحن للفائدة والمتعة غانمون...
وبما أن للفلسفة علاقة وطيدة بالواقع والمعيش اليومي، وذات علاقة وطيدة بالمجتمع، ولها ايضا أفضال عميمة في تقرير مصير الكون، والفكر الانساني والوجود منذ ان استعان الانسان بالمنطق في التعبير عن مشاكله وهمومه.. بعيدا عن الأحلام والتهويمات، فقد خص القرءان الشعراء مكانة أقل قيمة حين وصفهم بانهم في كل واد يهيمون ويقولونم ما لا يفعلون"، لما يتميز به الشعر من خيال وتهويمات
لهذا طرد افلاطون زمرة الشعراء من أكاديمته حينما كتب على بابها: من لم يكن مهمتدسا فلا يدخلن علينا)، هذه القولة احدثت قطيعة أبدية بين الفلسفة والشعر، لأنه حينما يلامس الجوانب الفلسفية فإنها تؤدلجه وتفقده طراوة الشعر، يقول فيلسوف الشخروب ميخائيل نعيمة متحدثا عن ايليا أبي ماضي:
(راح إيليا أبو ماضي يقرأ لي ديوانه الأوّل المطبوع في مصر .. وكان رأيي فيه التالي : أريد أن يدخل الشعر نفسي فيبعث فيها إمّا القلق أو الدهشة أو الوحشة أو الغبطة أو الحزن أو الشكّ أو اليقين أو النشوة بلمحة شاردة من الجمال ، أو كلّ هذه مجتمعة ، أريده أن يكون فلذة من كبد الشاعر لا رغوة في دماغه ، أن يكشف لي مجاهل في نفسي ، آفاقاً بعدها آفاق ، أريده أن يزيد في ثروتي الروحيّة والجماليّة بما فيه من قوّة الروح والجمال .. لا أن يُثير إعجابي بما فيه من متانة السبك وبراعة الصناعة وحسب)
تلكم الأسئلة التي ما فتئت تلح على الخيال الانساني منذ أن وعي وظيفة اللغة، وسعة الخيال، فعبر بواسطتها عن تأملاته، وآماله ومساعيه ورغباته ووسطه الاجتماعي، مستلهما مقر مقامه الشعري ، و بيته هذا البيت المصنوع من الشعر اشارة الى "البيت الشعري"، والمشيد من قاعدة والمدعوم بركائز وأوتاد
وكان الشاعر منذ القدم قيما على القول مدافعا عن القبيلة وحام للذاكرة القبلية من الاندثار والتلف مفتخرا بامجادها معليا لشانها بين القبائل.. يقول ابن رشيق في العمدة "كانت القبيلة من العرب إذا نبغ فيها شاعر أتت القبائل فهنأتها، وصنعت الأطعمة، واجتمعت النساء يلعبن بالمزاهر كما يصنعون في الأعراس".
ابن طباطبا يقول "فالكلام الذي لا معنى له كالجسد الذي لا روح فيه" معتبرا بأن المعنى كالجسد، واللفظ كلباس فاخر يغطيه ويملؤه بحلي لألاءة.
لعلها ترجع بنا الى زمن سحيق، منذ ان الف ارسطو كتابه الشهير "فن الشعر" حوالي 323 ق. م. مستعرضا فيه مختلف اصناف الابداع الفني واصفا كل حالات التعبير غير مستثني ايه حالة ابداعية متدرجا من الملهاة والملحمة والماساة الى الموسيقى والرقص والرسم، قبل ان يقول القران قوله الصريح في الشعراء اساسا.. بالرغم من أن الرسول لم يستطع الإستغناء عن الشعراء الأنصار في إتمام رسالته النبوية متوجها بالكلام الى أحد الشعراء ويعني قبيلة قريش "اهجهم فوالله لهجاؤك أشد من وقع السهام في غلس الظلام"..
ما يهمنا في هذا المقام هو العلاقة الشائكة بين الشعر والفلسفة والوجه الخفي لهذا الصراع الذي توجه أفلاطون الى طرد الشعراء من أكاديميته ويخط على واجهتها : "من لم يكن مهندسا فلا يدخلن علينا"...
رحلة جميلة وشائقة حقا في حقول الفكر قد لانخرج من حياضها الا ونحن للفائدة والمتعة غانمون...