نرحب بالكتاب الراغبين في الانضمام إلى مطر

في حضرة الغياب أو نيتشه يطل من كوة الخيال

في حضرة الغياب أو نيتشه يطل من كوة الخيال
**
وجدته هادئ الطبع، صافي المزاج، كأنما يحتسي شايا بنعناع مكناسي فوق أنقاض العالم. انتهزت الفرصة وألقيت سؤالي كقذيفة الياسين: لماذا تكفرون؟
حدق في بعينين زائغتين، كمن يبحث عن ماء بعد لقمة شهية بفلفل حار، ثم همس: بل قسوة الإنسانِ على أخيه الإنسانِ هي من خنقته... الأمر ششبيه بتحول كنيسة إلى فرعٍ لماكدونالدز!
وانهمرت من عينيه الصافيتين دموع غزيرة – مفاجأة: دموع حقيقية، لا تباع عبر القنوات الدينية مع فواصل الإعلانات. تذكرت كتبا روجت لإله غاضب بضمان ثلاثين قرنا، فقلت ساخرا: لقد صدقنا فكرتكم الغريبة، حتى بتنا ننتظر خصما على غضبه في عروض الجمعة البيضاء!
ثم مددت يدي نحو صدره، مبتسما: لكني وجدت، بدل القسوة... قلبا يتسع للعالم! أهذا هو العرض التشغيلي الأخير؟
مسح دموعه وقال بنبرة حزينة: بل هو الإله الحقيقي... نسيناه، لأن سوق الرهبة والرعب كان أكثر ربحا. أما الرحمة... فبضاعة كاسدة، لم تعلن عنها الكتب الإلكترونية بعد.
فهمست: ربما يحتاج لحملة ترويجية على تويتر؟ هاشتاغ: إله اللطافة؟
فأجاب وهو يغادر: بل سيبقى في الظل... فالبشر مشغولون بتحويل جنة عدن إلى منتجع سياحي، وبيعِ تذاكر دخول بأسعار مشتعلة.
 
التعديل الأخير:

لوحة مختارة

 لوحة مقترحة
أعلى