حين تقوم بومة طائشة بزيارة عابرة لبيتنا الذي أحن إلى أيام طفولة وريعان شباب قضيناه فيه ،نستنفر نحن الإخوة الخمس لطردها وإبعادها أو لإسكاتها نهائيا ،هذا بعصاه ،وذاك بحجره والآخر بمقلاعه والباقيان بصياحهما إن لم نتمكن منها . نخوض ضدها حربا ضروسا لصوتها المزعج طالعه النحس الشائع في ثقافتنا ،زاعمين أنها عادة ما تنذر بالموت أو الخراب للمكان الذي تنتقيه و تحط عليه ثم توقع على مصيره .
جعلناك ألد عدو ونسينا الحقيقيين الذين يمتصون دماءنا وتجاهلنا نفعك لبني الإنسان حيث تتغذين على القوارض والثعابين وتساهمين في التوازن الطبيعي وجهلنا أنك رمز للحكمة والعلم لشكلك الرصين الهادئ .
ينتابني شك بأنك يا بوم كاذب دوما . فلربما نعيب سربك على بنايات بعض إداراتنا ينذربأنها خربة منخورة بسوس العبث وسوء التدبير والفساد.،حتى أمَّت أفواج تلو الأخرى من الأبيض والبيضاء مرتدية وزرات ناصعة لونها الحليب والثلج ،الطباشير المهترء والأقراص المهدئة ملء فيهها كرامة وإنصاف لا غير .
فانقلبت الموازين وسيئ بهم ظنا : تصرخون؟ نذير شؤم أنتم!!،لنسلطن عليكم حَنَشا لا قبل لكم بها لتتوازن الأمور وتعود إلى طبيعتها .
فما ياترى تلك الهوام التي نعبت على تعليمنا وصحتنا وإعلامنا و...........كي نتطير من آفاقها ومستقبلها ؟؟؟؟؟؟؟
أما أنا فلا أخفيكم سرا ،لقد عششت البوم في منزلي،باضت،فرخت،طارت وعادت حتى ألفتها ولا أطيق فراقها منذ نعبت يوما وفرقني بأبنائي وأهلي .....أتوق لسماع هديل يبشرني .....لفأل حسن يغمر فرحتي في حلكة ليل دامس........
