الحمد لله.. أخيرا وجدت سقفا أحتمي به من قسوة الشارع وهمجيته. احتوتني "الحاجّة عايشة" ولم يعد يستبيحني كل من انتصب أيره ومضى ينشد فريسة تحت جنح ليل المدينة وتحت قناطرها، أو بين أزقتها وظلمة شوارعها ومقابرها. لعلم ساكنة هذه المدينة فـــ"الحاجة عايشة" هي "عايشة بروبر" سابقا، إييه !!... نعم يا سيدي .. "الحاجّة" .. قلها واملأ فمك بها ... "الحاجة" منذ عام ونيف. منذ رجعت من "سيد نْبي" ... قالت أنها غسلت عظامها، ومحت ما تقدم من ذنبها .. ما تقدم فقط .... ما تأخر منه لا تريد "الحاجّة" محوَه .. هي بحاجة إليه. تردده كي تجزع به أنف كل من سولت لها نفسها التمرد على قوانين الدار الصارمة، وتزعق بتفاصيله كي تكبح جماح المعربدين وسكارى آخر الليل. تشهد "الحاجة" أنها وُلدتْ في ماخور ... وتقول أنها مارست القوادة مع النصارى واليهود، مع كبار المسؤولين وأعيان البلد. أورثتها القوادة، بدل الخسة والهوان، اليد الطولى في تأميم فروج المتسكعات مثلي، وتنظيم شؤونهن والحرص على تصريف أمورهن بكفاءة وهمة عاليتين.
يعج البيت بالمومسات ... بعضهن يكرهنها ...أنا لست ناكرة جميل .. "الحاجة" أكرمتني .. منحتني إحساسا بالأمان .. حتى بعد منتصف الليل، عندما يكون نشاطنا في أوجه .. والسيارة البيضاء الرابضة على رأس الدرب تراقب الداخل والخارج، تربت "الحاجة" على كتفي بهدوء واثق وتقول : لا تخافي... يسكنني ساعتها شعور غريب، فأسعد بالبيت الذي احتواني. أقف في بهوه ، يدخل زبون، يحتويني ،، أحتويه ... يحتوينا فراش الفحشاء في ركن ما .. ولكل نصيب.
المتابَعون
المتابِعون
الجوائز
2
Somebody likes you
Somebody out there liked one of your messages. Keep posting like that for more!
1
First message
Post a message somewhere on the site to receive this.