نرحب بالكتاب الراغبين في الانضمام إلى مطر

مشروع رواية

.... مشروع رواية

كلما اقترب من بيت والدته المطلقة حديثا توترت أعصابه وأصابته نرفزة ، فيهم بالعودة من حيث أتى . احتار في أن يتقبل ممارسات أمه الساقطة والسعي وراء رضاها ...! ...
بحس الروائي يمسك بقلمه ليشكو حاله في عمل إبداعي ينسب بطولته للغير ..يريد أن يفجر غيظه في الكتابة ..أن يضمن كل سطر من قصته المرارة التي تقض مضجعه و السخرية التي تنبعث من نظرات الجيران والمعارف..امرأة عنيدة وسليطة اللسان ؛ لم تراع سنها ولا ابنها الكاتب المرموق ..كل همها اللذة العابرة وجمع المال لصرفه في الموضة والمساحيق وإرضاء الباحثين عن المتعة ..كيف صبر والده المتوفى منذ سنة على العيش مع هذه الحية الرقطاء ..؟ ..أحيانا كان " أبوه " ينظر إليه كغريب في صمت عميق يكاد ينطق بالشك ويرميه بتهمة الثمرة المحرمة ؛ ولكنه سرعان ما يعدل عن هذه الأفكار السوداء ، ويستعيد بالله من الوسواس ..وبقي متواريا في البيت بعد طلاقها يعاني من جملة أمراض الى أن رحل .....

قرر أن يحكي للناس في روايته الأولى ة
الحقيقية كل التفاصيل المؤلمة والتي كانت المؤثر الحاسم في إطلاق موهبته في الكتابة ..لن يفسح المجال لمخيلته ؛ سيلجمها كحصان جامح ويطلق العنان لذاكرته المعذبة ..سيعصرها حتى يفرغها في روايته ويرتاح...
لن يدبج الكلمات ويرص الجمل المرصعة بالمحسنات البديعية وتكلف التعابير المنمقة التي تتملق القراء والنقاد..سيكتب فحسب..
..سيحاسب أبطال روايته على تصرفاتهم ؛ فهو ضمنيا جزء من ضحاياها ؛ سيبوح بكل شيء مادامت الخيوط التي سيحركها ى ستبقى بعيدة عن التأويلات المغرضة وفضحه أمام الملأ..مداد روايته سيتحول الى الماء المقدس الذي سيغسل عار الخطيئة ويعيد لحياته معنى...
وقف أمام بيت أمه وكله رجاء و توسل داخلي كي لا يصادف كلبا ضالا يرنو إليه بعيني ذئب انتهى من سلخ فريسته..رفع قبضة يده ليدق على باب معدني علاه الصدأ؛ ثم توقف فجأة ليخاطب في نفسه الروائي متسائلا :- هل من المعقول أن يقبل رأس أمه ..!؟ ..أمر صعب أن تتنازل عن كبريائك لتقبل رأس مومس وتلثم ظاهر يدها منتظرا دعوات الرضى..فهل الله سيصرف دعاء امرأة مثلها لك إلى حسنات ..؟ .. ولكن الله أوصى نبيه ابراهيم بحسن معاشرة والده الكافر في هذه الدنيا الفانية ..اقتنع بمنطق الدين ؛ ولكنه ككاتب يتعجل غسل العار، اعتبر الكتابة كفارة لماض تعس...وانفتح الباب قبل أن يطرقه ليطل رأس أمه التي فرحت به وحضنته؛وهو يقبل رأسها ويلثم ظهر يديها كمحروم من أمومة مبكرة ..لم يعاتبها..لم يسألها ..فقد أخذت المبادرة لتعزمه للغذاء والتعرف على زوجها الجديد ..قبل الدعوة بفرح طفولي وفي نيته تعديل بعض فصول روايته وتقديم الإهداء لأمه....

2018 القنيطرة
 

لوحة مختارة

 لوحة مقترحة
أعلى