حسن فيرداوس
كاتب
طبق مرق وعرق
انتهى به المطاف ؛ بعد جولة طويلة بين الادارات ؛ في مطعم متواضع بأحد الأحياء الشعبية بالمدينة القديمة . السابلة التي تعبر أمامه لا تشبه الآخرين في الطرف الآخر من المدينة . . وجد فيهم وهو ابن البادية ألفة وأنس ..كلامهم ينحدر من نفسة قاموس لهجته بلكنة غرباوية . ..
وضع " سلته " على طاولة صغيرة متهالكة في انتظار طبق المرق والبطاطا وخبزة من النوع المدعم الدقيق ..لا شيء يشتهيه غير هذه الأكلة المفضلة كلما قدم المدينة ليقضي مصالحه في القرض الفلاحي أو طبيب العروبية كما تعود أهل قريته على تسميته كاسم حركي ؛ وكان يختتم يومه بشراء بعض معروضات محل للعقاقير يديره صديقه القديم الحاج علي ..يفضل أن يتواجد في أماكن لا تثير ريبة ، قد تقتنصها صدفة عابرة لفضح الحاج عبد السلام وتؤثر في مكانته التي الاجتماعية التي يحتاجها في كل استحقاق انتخابي ..
كان الطعام سيئا على غير العادة ..احتج بحذر وهو يحاول أن يفهم سبب هذاالتحول السلبي في طعم وجبته المحببة ..لم يعتذر صاحب المطعم وهو جندي متقاعد ولكنه نزل باللائمة على الطباخ الجديد الذي جاء ليعوض زوجته التي ترقد في المستشفى منذ شهر بسبب مضاعفات داء استسقاء الرئة ..الأمر ليس بيده ويمكنه إذا أراد ألا يؤدي ثمن ما استهلكه ..رد استهجنه السي عبد السلام الذي يعتز بنفسه كأحد الشرفاء الذين أضاعوا شجرة نسبهم بسبب إهمال الأجيال الجديدة التي لا تعير اهتماما لهذه الألقاب ..أدى ثمن غذائه دون أن يعلق على كلام صاحب المطعم ؛ ثم حمل سلته وغادر المكان وقد صمم في قرارة نفسه تغيير المقهى في المرة المقبلة .... ا
عرج على حي " وريدة " ليزجي وقتا طيبا مع مطلقته ..لم يجدا حظا في الحلال فجرباه في الحرام ..عجيب أمر الحب والحلال والطيبات من الأكل والشراب ..يجد فيها المارق المنفلت الزمام قيودا على حياته و على المتع التي يجب أن تبقى رهن اشارة نزواته الإباحية والشاذة ..طليقته اعتبرته زبونا يؤدي واجب الكراء وثمن الشراب المسكر الذي أصبح ملازما لها كالماء المعدني عند مرضى الكلى ..لا يهمها اتهامها بالزنى فهي تعتبرها شغلا تقوم به كثير من خادمات البيوت قسرا وبدون أتعاب ..تبيع اللذة و لحظات من السعادة للباحث عنهما ..يكفي أنها لا تفرض على أحد أن ينسلخ من طهريته واستقامته واخلاصه لزوجته؛ لقد وجدت في أغلبهم حيوانات غريزية كامنة ومشدودة كالقوس ؛ تنتظر فقط اللحظة لاطلاق سهم المتع المحرمة ...انسل إلى داخل البيت كلص مبحوث عنه ،و أدار المفتاح في القفل زيادة في الاحتياط ؛ لينسل مرة أخرى مع خيوط الفجر الأولى قاصدا المحطة الطرقية بتثاقل ليكمل نومه بالحافلة المعتادة ، بشعارها بالبنط العريض على جانبها : على جناح السلامة ..
القنيطرة 2018
انتهى به المطاف ؛ بعد جولة طويلة بين الادارات ؛ في مطعم متواضع بأحد الأحياء الشعبية بالمدينة القديمة . السابلة التي تعبر أمامه لا تشبه الآخرين في الطرف الآخر من المدينة . . وجد فيهم وهو ابن البادية ألفة وأنس ..كلامهم ينحدر من نفسة قاموس لهجته بلكنة غرباوية . ..
وضع " سلته " على طاولة صغيرة متهالكة في انتظار طبق المرق والبطاطا وخبزة من النوع المدعم الدقيق ..لا شيء يشتهيه غير هذه الأكلة المفضلة كلما قدم المدينة ليقضي مصالحه في القرض الفلاحي أو طبيب العروبية كما تعود أهل قريته على تسميته كاسم حركي ؛ وكان يختتم يومه بشراء بعض معروضات محل للعقاقير يديره صديقه القديم الحاج علي ..يفضل أن يتواجد في أماكن لا تثير ريبة ، قد تقتنصها صدفة عابرة لفضح الحاج عبد السلام وتؤثر في مكانته التي الاجتماعية التي يحتاجها في كل استحقاق انتخابي ..
كان الطعام سيئا على غير العادة ..احتج بحذر وهو يحاول أن يفهم سبب هذاالتحول السلبي في طعم وجبته المحببة ..لم يعتذر صاحب المطعم وهو جندي متقاعد ولكنه نزل باللائمة على الطباخ الجديد الذي جاء ليعوض زوجته التي ترقد في المستشفى منذ شهر بسبب مضاعفات داء استسقاء الرئة ..الأمر ليس بيده ويمكنه إذا أراد ألا يؤدي ثمن ما استهلكه ..رد استهجنه السي عبد السلام الذي يعتز بنفسه كأحد الشرفاء الذين أضاعوا شجرة نسبهم بسبب إهمال الأجيال الجديدة التي لا تعير اهتماما لهذه الألقاب ..أدى ثمن غذائه دون أن يعلق على كلام صاحب المطعم ؛ ثم حمل سلته وغادر المكان وقد صمم في قرارة نفسه تغيير المقهى في المرة المقبلة .... ا
عرج على حي " وريدة " ليزجي وقتا طيبا مع مطلقته ..لم يجدا حظا في الحلال فجرباه في الحرام ..عجيب أمر الحب والحلال والطيبات من الأكل والشراب ..يجد فيها المارق المنفلت الزمام قيودا على حياته و على المتع التي يجب أن تبقى رهن اشارة نزواته الإباحية والشاذة ..طليقته اعتبرته زبونا يؤدي واجب الكراء وثمن الشراب المسكر الذي أصبح ملازما لها كالماء المعدني عند مرضى الكلى ..لا يهمها اتهامها بالزنى فهي تعتبرها شغلا تقوم به كثير من خادمات البيوت قسرا وبدون أتعاب ..تبيع اللذة و لحظات من السعادة للباحث عنهما ..يكفي أنها لا تفرض على أحد أن ينسلخ من طهريته واستقامته واخلاصه لزوجته؛ لقد وجدت في أغلبهم حيوانات غريزية كامنة ومشدودة كالقوس ؛ تنتظر فقط اللحظة لاطلاق سهم المتع المحرمة ...انسل إلى داخل البيت كلص مبحوث عنه ،و أدار المفتاح في القفل زيادة في الاحتياط ؛ لينسل مرة أخرى مع خيوط الفجر الأولى قاصدا المحطة الطرقية بتثاقل ليكمل نومه بالحافلة المعتادة ، بشعارها بالبنط العريض على جانبها : على جناح السلامة ..
القنيطرة 2018