نرحب بالكتاب الراغبين في الانضمام إلى مطر

الحفل

استمر الضيوف بالتوافد على القاعة مثنى وثلاث ورباع . القاعة غاصة عن آخرها..بمعاينة سريعة يتضح أن عدد الإناث يفوق عدد الذكور . . .كل عائلة تحيط بطاولة من عشرة كراسي حسب اتفاق أهل العريسين مع الممون . مساحة المكان موزعة ما بين الضيوف و أريكة العروسين التي تتصدر المجلس و ركن من القاعة يسمح بالفرجة للجميع مخصصة لتناوب الفرق الموسيقية الشعبية ..توافد الضيوف لم يتوقف ..حالة من القلق و التوتر تعلو وجوه أصحاب الحفل و" السرباية " وانتقل التوتر إلى أصحاب الحفل وبدأ أهل العروسين يتبادلان التهم بكل لباقة على عدم احترام الكوطا المتفق عليها في استدعاء الناس ..وتدخل الممون لتصحيح الوضع لتعوذه على مفاجئات من هذا النوع ؛ فطفق يضيف الكراسي إلى الطاولات لترتفع إلى اثنى عشر كرسيا بين همهمة تنم عن احتجاج مكتوم وامتعاض من إدخال غرباء بين جماعة منسجمة وتتكلم بكل حرية وعفوية ..النساء شرعن في ستر بعض مفاتنهن والنظر إلى البعيد ..تطوع أحد " المدعوين " موجها كلامه إلى الممون :- لماذا تعدوا طاولة احتياطية خاصة بغير المدعوين أو الغرباء ..!.. أومأ الممون برأسه موافقا على الرأي ولكنه برر عدم اعتماده هذاالاقتراح بقدرات أصحاب الحفل في التمويل وبمسؤوليتهم في تحديد المدعوين ..ومادام كل مدعو له اهتماماته فقد انساقت امرأة متوسطة العمر- متصابية في لون الزي الذي تلبسه والماكياج الصارخ - وراء موضوع آخر لتخوض فيه :- والعريس عروبي والعروسة شلحة : فلماذا لم يستدعيا فرق موسيقية من الجهتين ..!؟ ..وخاض معها شخص يظهر أنه من أهل العريس ولكن في الاتجاه المعاكس :- كان على أهل العروس احضار فرقة تعزف " الشلحة " ، فهم أدرى بهذه الفرق المنتمية إلى منطقتهم..! ..ولكن عند ما بدأ العزف " العروبي " قام الجميع للرقص فسقطت مقولة التمييز وانتصرت مقولة كل الفولكور المغربي محبوب من الجميع ..نزل الأكل بردا وسلاما على البطون الجائعة وقد تعدى الوقت منتصف الليل ..لم تسلم أصناف الطعام المقدمة من النقد المتراوح ما بين الملاحظة البسيطة و الطعن الذي يوحي بضرورة اعادة طهي الطعام لأننا لسنا بهائم .لتقديم الطعام البائت ..فالطعام " الذي سبق استعماله له مواصفات خاصة !
كعادتي لم أتناول إلا الفواكه الخفيفة مستغنيا عن المرق واللحوم والحلويات ليس بسبب الحمية ولكن لعسر الهضم رغم أن شهية الأكل تثيرني ..وبعد ذلك بقليل طبقت " مسطرة " الانسلال التدريجي حتى أجد نفسي في بيتي قبيل آذان الفجر...
 

لوحة مختارة

 لوحة مقترحة
أعلى