حسن فيرداوس
كاتب
دلائل الخيرات
الأمر سيان عنده . مأتم يطلق مواهب اظهار الحزن أو زواج وعقيقة يصدح فيها نشاز الأصوات بأغاني مبهدلة وأرداف تهتز في جنبات قاعة بعض روادها يتظاهرونر بالسعادة وهم يغالبون النوم والباقي يتخيرون مما يشتهون من الأجساد بعيون متلصصة وشفاه متدلية ...كل هذه الأجواء يردد فيها ما حفظه في طفولة ضائعة لم يتجاوز أفقها الكتاب والنوالة..لا يهمه أن يكون صوفيا أو سلفيا أو أشعريا ..المهم أنه يملك بضاعة لاتبور ..مطلوبة في المناسبات الدينية أو حتى العلمانية؛ وعليه أن يكون مستعدا بجلباب السوسدي وطاقية مطرزة ورائحة عطر يبيعه الأفارقة ليوم.الافتتاح الذي تكثر فيه آيات الرصانة و الخشوع التي تضع أقنعة محترمة يتطلبها الموقف ليتبعها في اليوم التالي أشكال وألوان من العربدة ..يرددالصلاة على النبي وما حفظه من دلائل الخيرات كقصيدتي البردة والهمزية والدعاء الناصري والصلاة المشيشية ، وهو منبهر بجبال الطعام التي توزع على الضيوف والفضوليين..التكبير من جهة ، يقابله " التبذير " من جهة أخرى ..لقد تكلست مشاعره ولم يعد يفرق بين القبر وصحن البسطيلة ؛ فالأول يضم رفات " إنسان " شبعت منه الدنيا ، والثاني يضم رفات ما تم نهبه من الجائعين ليلتهمه من لم يشبعوا من الدنيا
كان سيبقى سجين الدعاء للناس بالنيابة. عنهم كأنه ولي صاحب كرامات لا يشق له غبار ..ولكن تعرفه
على إمام جامع الحي " جره " لاستثمار" ي ماتعلمه في الكتاتيب في بورصة الأفراح والأتراح ..إمام وطوبوغرافي المقابر : فله القدرة على ربط كل قبر بعنوان ذويه في المدينة ..فقد يحتاجها عند إحياء ذكرى عزيز .. وقد علمته التجربة أنه من لم يخلف الثروات وبهيمة الأنعام هجره أهله كما هجرته الدنيا .... ه
القنيطرة : 2018
الأمر سيان عنده . مأتم يطلق مواهب اظهار الحزن أو زواج وعقيقة يصدح فيها نشاز الأصوات بأغاني مبهدلة وأرداف تهتز في جنبات قاعة بعض روادها يتظاهرونر بالسعادة وهم يغالبون النوم والباقي يتخيرون مما يشتهون من الأجساد بعيون متلصصة وشفاه متدلية ...كل هذه الأجواء يردد فيها ما حفظه في طفولة ضائعة لم يتجاوز أفقها الكتاب والنوالة..لا يهمه أن يكون صوفيا أو سلفيا أو أشعريا ..المهم أنه يملك بضاعة لاتبور ..مطلوبة في المناسبات الدينية أو حتى العلمانية؛ وعليه أن يكون مستعدا بجلباب السوسدي وطاقية مطرزة ورائحة عطر يبيعه الأفارقة ليوم.الافتتاح الذي تكثر فيه آيات الرصانة و الخشوع التي تضع أقنعة محترمة يتطلبها الموقف ليتبعها في اليوم التالي أشكال وألوان من العربدة ..يرددالصلاة على النبي وما حفظه من دلائل الخيرات كقصيدتي البردة والهمزية والدعاء الناصري والصلاة المشيشية ، وهو منبهر بجبال الطعام التي توزع على الضيوف والفضوليين..التكبير من جهة ، يقابله " التبذير " من جهة أخرى ..لقد تكلست مشاعره ولم يعد يفرق بين القبر وصحن البسطيلة ؛ فالأول يضم رفات " إنسان " شبعت منه الدنيا ، والثاني يضم رفات ما تم نهبه من الجائعين ليلتهمه من لم يشبعوا من الدنيا
كان سيبقى سجين الدعاء للناس بالنيابة. عنهم كأنه ولي صاحب كرامات لا يشق له غبار ..ولكن تعرفه
على إمام جامع الحي " جره " لاستثمار" ي ماتعلمه في الكتاتيب في بورصة الأفراح والأتراح ..إمام وطوبوغرافي المقابر : فله القدرة على ربط كل قبر بعنوان ذويه في المدينة ..فقد يحتاجها عند إحياء ذكرى عزيز .. وقد علمته التجربة أنه من لم يخلف الثروات وبهيمة الأنعام هجره أهله كما هجرته الدنيا .... ه
القنيطرة : 2018