حسن فيرداوس
كاتب
مواء ....
الوقت : ما بعد منتصف الليل . فصل السنونو يحتضر ليخلي مكانه لفصل الحصاد . حركة غير عادية قرب النافذة المطلة على سطح الجيران المغتربين . خشخشة أوراق نباتات أهمل سقيها لمدة طويلة حتى يبست . مواء ضعيف ومتقطع لقطة علقت بين سياج مهترىء وسقف من الزنك انهار نصفه تحت قصف رياح الشتاء الأخير ..صوت القطة يثير شجنا تحسبه
بكاء صبية حرمت من ثدي أمها ...
كلما توغل الليل وتغول الظلام ، توطنت في النفس رهبة وخوف من المجهول ؛ لكن سرعان ما يتبدد هذا الإحساس بازياد مواء القطة حدة .. بعض النوافذ القريبة تشعل مصابيحها لبضع دقائق ثم تنطفىء ليخلد أصحابها إلى النوم بعد اقتناعهم بعدم وجود لصوص غسيل السطوح . ..
نافذة غرفتي بقيت مشرعة وضوء الأباجورة يميزها من بين عشرات الشقق الغارقة في العتمة ...
صوت ارتطام جسم بالأرض يشحذ انتباهي ..مواء متداخل مع أنين حزين يقترب من نافذتي .. حاولت النظر إلى أخيلة وأطياف يعكسها بصيص من ضوء القمر الضعيف لعلي أميز شيئا يتحرك .. لم أر ما يشفي الغليل غير قشعريرة تزامنت مع تيار من نسيم بارد زار غرفتي بلا استئذان .. أحسست بقوائم صغيرة تقوم بخربشات سريعة على طول ساقي ؛ ولكن برفق بدون استخراج مخالبها الدقيقة ..خفت حدة المواء ، واستحال إلى توسل واستعطاف ..أقفلت النافذة ؛ وقدمت ما خزنته من حليب للصباح في آنية للقطة الحامل ..ثم نمنا إلى ضحى اليوم التالي ..
طنجة : 2013
الوقت : ما بعد منتصف الليل . فصل السنونو يحتضر ليخلي مكانه لفصل الحصاد . حركة غير عادية قرب النافذة المطلة على سطح الجيران المغتربين . خشخشة أوراق نباتات أهمل سقيها لمدة طويلة حتى يبست . مواء ضعيف ومتقطع لقطة علقت بين سياج مهترىء وسقف من الزنك انهار نصفه تحت قصف رياح الشتاء الأخير ..صوت القطة يثير شجنا تحسبه
بكاء صبية حرمت من ثدي أمها ...
كلما توغل الليل وتغول الظلام ، توطنت في النفس رهبة وخوف من المجهول ؛ لكن سرعان ما يتبدد هذا الإحساس بازياد مواء القطة حدة .. بعض النوافذ القريبة تشعل مصابيحها لبضع دقائق ثم تنطفىء ليخلد أصحابها إلى النوم بعد اقتناعهم بعدم وجود لصوص غسيل السطوح . ..
نافذة غرفتي بقيت مشرعة وضوء الأباجورة يميزها من بين عشرات الشقق الغارقة في العتمة ...
صوت ارتطام جسم بالأرض يشحذ انتباهي ..مواء متداخل مع أنين حزين يقترب من نافذتي .. حاولت النظر إلى أخيلة وأطياف يعكسها بصيص من ضوء القمر الضعيف لعلي أميز شيئا يتحرك .. لم أر ما يشفي الغليل غير قشعريرة تزامنت مع تيار من نسيم بارد زار غرفتي بلا استئذان .. أحسست بقوائم صغيرة تقوم بخربشات سريعة على طول ساقي ؛ ولكن برفق بدون استخراج مخالبها الدقيقة ..خفت حدة المواء ، واستحال إلى توسل واستعطاف ..أقفلت النافذة ؛ وقدمت ما خزنته من حليب للصباح في آنية للقطة الحامل ..ثم نمنا إلى ضحى اليوم التالي ..
طنجة : 2013