حسن فيرداوس
كاتب
العبور.
حملق في الظلام فارتد إليه بصره حسيرا ..الليل يطبق على المكان والزمن كالأخطبوط الذي يمد أطرافه ليحاصر الفريسة ، أو عنكبوت نسج شباكه ليسقط ضحاياه ..ديجور يسحب منه الإحساس بالألفة والامان ، ويزرع فيه مشتلا لكل أنواع الرهاب ....
حاول الانعتاق من العتمة كالفرخ الذي يتحسس محيط البيضة من الداخل ليحدث ثقبا بمنقاره الفتي في أضعف جزء من قشرتها ليطل على عالم النور ...
الظلام يتمدد بدون وهن أو توقف ..يمتص كل بؤرة ضوء أو وميض عابر ..ثقب أسود يلتهم كل موجود استنفذ مبررات وجوده ، ويرمي به إلى العدم ...هل سيولد من جديد ؟ ..لا يريد ان يكرر نفسه وينحشر في قمقم نحاسي كشيطان ملعون سجن منذ قرون ..مقتنع بوجوده في حالة ذهنية عبرت به الزمن وأحالت المكان إلى امتدادات سوريالية غير قابلة للعيش ...
تراءى له بصيص من ضو ء يتماهى مع الهباء في فضاء معتم ..تحركت فيه غريزة النزوع إلى عالم النور ؛ فشرع يسحب جسده المنهار ، وقد تاهت عنه الأبعاد وتلاشى المكان في لاوعيه كمادة هلامية تشفطها بؤرة الضوء ..هالة تتسع بشكل سديمي مبهم المعالم ..تظهر وتختفي ثم تتوسع في تحد لترتفع عن واقع مهترىء محنط ، وتنشد الخلاص المثالي في الحرية ..
أصر على إنهاء رحلة الشك باليقين في عبور النفق إلى ضوء النهار ...
حملق في الظلام فارتد إليه بصره حسيرا ..الليل يطبق على المكان والزمن كالأخطبوط الذي يمد أطرافه ليحاصر الفريسة ، أو عنكبوت نسج شباكه ليسقط ضحاياه ..ديجور يسحب منه الإحساس بالألفة والامان ، ويزرع فيه مشتلا لكل أنواع الرهاب ....
حاول الانعتاق من العتمة كالفرخ الذي يتحسس محيط البيضة من الداخل ليحدث ثقبا بمنقاره الفتي في أضعف جزء من قشرتها ليطل على عالم النور ...
الظلام يتمدد بدون وهن أو توقف ..يمتص كل بؤرة ضوء أو وميض عابر ..ثقب أسود يلتهم كل موجود استنفذ مبررات وجوده ، ويرمي به إلى العدم ...هل سيولد من جديد ؟ ..لا يريد ان يكرر نفسه وينحشر في قمقم نحاسي كشيطان ملعون سجن منذ قرون ..مقتنع بوجوده في حالة ذهنية عبرت به الزمن وأحالت المكان إلى امتدادات سوريالية غير قابلة للعيش ...
تراءى له بصيص من ضو ء يتماهى مع الهباء في فضاء معتم ..تحركت فيه غريزة النزوع إلى عالم النور ؛ فشرع يسحب جسده المنهار ، وقد تاهت عنه الأبعاد وتلاشى المكان في لاوعيه كمادة هلامية تشفطها بؤرة الضوء ..هالة تتسع بشكل سديمي مبهم المعالم ..تظهر وتختفي ثم تتوسع في تحد لترتفع عن واقع مهترىء محنط ، وتنشد الخلاص المثالي في الحرية ..
أصر على إنهاء رحلة الشك باليقين في عبور النفق إلى ضوء النهار ...