تصادفنا بين الفينة و الاخرى العديد من الدراسات الجادة التي تتناول موضوع الشعر نقدا وتوصيفا وتصنيفا ، تقويما و تنظيرا .. و هذا موضوع ليس بالبسيط و لا باليسير - مما يمكن ان تتناوله بعض الدراسات ببعض الكلام العابر- اكثر منه صنعة و فنا يرقى الى مستوى الفنون الجميلة الاخرى ، و ينماز عنها جاذبية وايقاعا و قولا حسنا .. وقد اولى القدماء اهتماما كبيرا بالشعر والشعراء ، وكانت القبائل قديما تولم وتحتفي حينما يبرز فيها شاعر كبير ، لأنه صوتها وترجمانها وسيدها ، والمرافع عنها في المحافل ، وذلك برغم التقليل من قيمة الشعر ، بعد نزول سورة الشعراء ، حينما انبرى بعضهم للتشنيع بالرسول وتسفيه الوحي ..
و قد قال عبد الله ابن عباس : " الشعر ديوان العرب "
و استعار أبو فراس الحمداني هذا القول قائلا
( الشعر ديوان العرب = أبدًا و عنوان الأدب
لم أعدُ فيه مفاخري = و مديح آبائي النّجب
و مقطَّعات ربمــا = حلّيت منهن الكتب
لا في المديح و لا الهجاء = المجونِ و لا اللعب )
و قال الأولون في مثال يقتسم فضيلة روايته رؤبة والحطيئة :
( الشعر صعب وطويل سلمه
إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمه
زلت به إلى الحضيض قدمه
يريد أن يعربه فيعجمه
ولم يزل من حيث يأتي يخرمه )
ابو حيان التوحيدي قال : ( أحسن الكلام .. ما قامت صورته بين نظم كأنه نثر , ونثر كأنه نظم .)
بينما يعبر عنها بول فاليري بقوله : ( لا ينبغي نظم أفكار يكون خليقا بها النثر.)
فيما يقول شاعر شنقيط في الوسيط في ترجمة ادباء شنقيط .
والشعر صعب عزيز ليس يدركه = سوى ذكي حديد الفهم قد ثقفا
بينما يقول الناقد العراقي رفائيل بطي : و هو من المتاخرين متخففا من قيود الشعر ومستلزماته : " إن الشعر لا يخلقه الوزن و القافية ، و كل العجب من اصرار الناظمين"
و لعل المتقولين معا ينطلقون هنا من نغس الاحساس لشعورهم بجسامة الموقف وصعوبة الموضوع
و قد قال الشاعر الفرزدق اعترافا بالشعراء الذين اثروا في مساره الشعري :
وهب القصائد لي النوابغ إذ مضوا = وأبو يزيد وذو القروح وجرول
بالمقابل يقول الاديب المغربي عبد الكريم غلاب : ( أعجب للذين بقرأون الشعر في الستين و السبعين من عمرهم )
الشيخوخة الظالمة . ص: 71
و لا نخاله هنا الا مثنيا على حماسة المسنين في المثابرة على القراءة وتذوق الشعر برعم وطأة السنين واكراهاتها
لن نعد اسماء من تناولوا موضوع الشعر بالدراسة و النقد و التقويم عبر العصور و الحقب ، لاننا لن نحصيهم ابدا مهما حاولنا ، هكذا ابتداء بارسطو في كتابه الشهير فن الشعر الذي نقله لنا د. هبد الرحمن بدوي ، مرورا باهل البلاغة الذين عنوا بهذا الفن ابي الفرج الاصفهاني - ابن سلام الجمحي - عبد القاهر الجرجاني - قدامة بن جعفر - الجاحظ - ابو بكر الصولي - ابو هلال العسكري - ابن طباطبا العلوي - ابن رشيق - الامدي - المرزوقي الاصفهاني ، وصولا الى طه حسين الذي قال يوما في غريمه العملاق برغم اختلافهما الشديد : "ضعوا لواء الشعر في يد العقاد وقولوا للأدباء والشعراء أسرعوا واستظلوا بهذا اللواء فقد رفعه لكم صاحبه".. الى سائر النقاد المعاصرين الكبار الذين اغنوا المكتبة العربية بفريد الدراسات وبديع المؤلفات ..
لكن يبقى ( الشعراء اقوى نقاد الواقع ) بحد تعبير ديريك والكوت:
و قد قال عبد الله ابن عباس : " الشعر ديوان العرب "
و استعار أبو فراس الحمداني هذا القول قائلا
( الشعر ديوان العرب = أبدًا و عنوان الأدب
لم أعدُ فيه مفاخري = و مديح آبائي النّجب
و مقطَّعات ربمــا = حلّيت منهن الكتب
لا في المديح و لا الهجاء = المجونِ و لا اللعب )
و قال الأولون في مثال يقتسم فضيلة روايته رؤبة والحطيئة :
( الشعر صعب وطويل سلمه
إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمه
زلت به إلى الحضيض قدمه
يريد أن يعربه فيعجمه
ولم يزل من حيث يأتي يخرمه )
ابو حيان التوحيدي قال : ( أحسن الكلام .. ما قامت صورته بين نظم كأنه نثر , ونثر كأنه نظم .)
بينما يعبر عنها بول فاليري بقوله : ( لا ينبغي نظم أفكار يكون خليقا بها النثر.)
فيما يقول شاعر شنقيط في الوسيط في ترجمة ادباء شنقيط .
والشعر صعب عزيز ليس يدركه = سوى ذكي حديد الفهم قد ثقفا
بينما يقول الناقد العراقي رفائيل بطي : و هو من المتاخرين متخففا من قيود الشعر ومستلزماته : " إن الشعر لا يخلقه الوزن و القافية ، و كل العجب من اصرار الناظمين"
و لعل المتقولين معا ينطلقون هنا من نغس الاحساس لشعورهم بجسامة الموقف وصعوبة الموضوع
و قد قال الشاعر الفرزدق اعترافا بالشعراء الذين اثروا في مساره الشعري :
وهب القصائد لي النوابغ إذ مضوا = وأبو يزيد وذو القروح وجرول
بالمقابل يقول الاديب المغربي عبد الكريم غلاب : ( أعجب للذين بقرأون الشعر في الستين و السبعين من عمرهم )
الشيخوخة الظالمة . ص: 71
و لا نخاله هنا الا مثنيا على حماسة المسنين في المثابرة على القراءة وتذوق الشعر برعم وطأة السنين واكراهاتها
لن نعد اسماء من تناولوا موضوع الشعر بالدراسة و النقد و التقويم عبر العصور و الحقب ، لاننا لن نحصيهم ابدا مهما حاولنا ، هكذا ابتداء بارسطو في كتابه الشهير فن الشعر الذي نقله لنا د. هبد الرحمن بدوي ، مرورا باهل البلاغة الذين عنوا بهذا الفن ابي الفرج الاصفهاني - ابن سلام الجمحي - عبد القاهر الجرجاني - قدامة بن جعفر - الجاحظ - ابو بكر الصولي - ابو هلال العسكري - ابن طباطبا العلوي - ابن رشيق - الامدي - المرزوقي الاصفهاني ، وصولا الى طه حسين الذي قال يوما في غريمه العملاق برغم اختلافهما الشديد : "ضعوا لواء الشعر في يد العقاد وقولوا للأدباء والشعراء أسرعوا واستظلوا بهذا اللواء فقد رفعه لكم صاحبه".. الى سائر النقاد المعاصرين الكبار الذين اغنوا المكتبة العربية بفريد الدراسات وبديع المؤلفات ..
لكن يبقى ( الشعراء اقوى نقاد الواقع ) بحد تعبير ديريك والكوت: