عبد الرحيم التدلاوي
كاتب
اكتمالات... قصة قصيرة
**
كنت أنتظر رصاصة تأتي من جهة ما لتحط على صدري، لا يهمني إن كانت الرصاصة تقصدني أو أنها قدمت على أجنحة الخطأ، كنت سأرحب بها. مدة طويلة والشوق إلى قدوم تلك الرصاصة، أن تطلقها يد دربة تعودت القنص السديد، تخترق قلبي ليسيل ما به من أحزان.
كنت أرجو أن تكون اليد التي تطلق الرصاصة وتحررني تشبه يد سارد فنان يعرف كيف يصنع الخاتمة المدهشة لشخصياته، يقدمها إشكالية تعاني فظائع واقعها، وهي تحمل قيما فاضلة سرعان ما تذوبها لجيات الواقع المر.
**
ها محمد جابر يقول في دعوته إلى التضاؤل، وكأنه أنا أتكلم:
أنتقل الآن
إلى مرحلة جديدة من التضاؤل
حيث تتهاوى كل الخيارات
و تتكدس في الذاكرة كنماذج للفشل
دائمًا ما يكون هنالك فشلٌ أخير
هذا ما ينبئني أنني سأسقط مجددا
أو أنني قد ارتكبت أمورا
لم تحدث بعد
ما غاية الاستمرار اذن ؟؟
و أنت ترتب فقط
ما يلتقطه القدر من خيارات
و تعلقها على هيئة انكسارات جديدة
الضحك طريقة أخرى للتضاؤل
يندثر فيه الكثير
و لا يتبقى منك سوى السخرية ،
أنت تتلاشى عند كل انفعال
حينما تترك للبداهة
حق الاختيار عنك
و تعاود الظهور فقط
حين ترتدي ندما
يليق بما ترتكبه. موقع أنطولوجيا/
**
كنت أومن، وما زلت بأن:
ليس مهما أن يسقط عليك جدار شائخ فيئد لعب حلمك، ليس مهما أن تفتك بك الإنفلوانزا، فأنت متعدد الأمراض، منسي في بيتك المهجور، ليس مهما أن يسقط عليك سقف متهالك بفعل بكاء السماء، أو هزة أرض ضاحكة، ليس مهما أن تذبحك يد لص مفلس ماديا ومعنويا، ليس مهما أن تصدمك سيارة مجنونة فتحملك إلى خارج الحياة؛ فأنت خارجها على كل حال، ليس مهما كل هذا وغيره، فأنت رقم سالب وغير مهم، بل أنت رقم يلوث الحساب، لذا، ينبغي أن تسقط من الحساب.
نحن نكرات وجودية تدعى في المعاجم إنسانا.. لكن ملامحه غارقة في الشحوب والالتباس...
نحن كائنات تُمنَح كل المسميات والصفات حسب الحاجة والطلب والظروف والأحوال إلا ما يُشعِرنا بالوجود المحترَم، ويمنحنا الاعتبار المستحق.
نحن أعداد سالبة أو محكوم عليها بالضرب على الصفر...
**
اتبعت الرصاصة سيرا مخالفا، خاتلتني وأوهمتني بالمجيء، وما جاءت بل تركتني أعاني الزمن وتواليه على صفحة جسدي وروحي، وها أنا أحدودب، وضعف بصري، وصار خطوي ألعن من خطو السلحفاة.
**
أعود إذاً بعد أربعة أعوام تغير فيها الشيء الكثير… وتغيرت خريطة القوة والاستقواء حول العالم… أعود مثقلاً بالهم والحزن على حالنا وحال أبناء جلدتنا وما آلت إليه الأمور من انهيار تلو الآخر وكأنها تؤسس لهذه المرحلة الصعبة بعد قرن أو يزيد من الزمن.. لكن العزاء في زحمة الأباطرة بأن الله واحد وأن القدس كانت وستبقى عربية… فلسطينية!
ومضات: للكتابة أعود، صبري صيدم،جريدة القدس.
**
ليس مهما أن تستيقظ من فراشك وعينك على المائدة
ليس مهما أن تمد أنظارك إليها ويداك مغلولتان
العيب أن ترى الطعام ولا ترى القيد !
المهم أن تصحو من غفلتك
لترى واقعك الكالح
أن ترى اسوداد الكأس
فلا نصفه مشرق ولا نصفه مظلم
كله معتم لو تفهم
قرن بل قرون
والنصال تتعاور الجسد
وأنت، أنت لا أحد
ارفع عن عينك غبش الليل
كسر القيد.
**
أفتح التلفاز فتندلق علي الأخبار من كل حج وفج، تزيدني ألما، تزيدني يقينا أني أسعى في الأرض بجثة تبحث عن مرقد، عن جثة طفحت نتانتها منذ الأبد، فمن يواريني؟ لا أحد، فالأشباه كثر كل ينتظر الدفن.
منذ وعيت والهزائم تترصدني، ولا ضوء في النفق. منذ وعيت وأنا أتلقى الضربات، ومن تحت أقدامي تسحب أرضي، وهل الموتى يشعرون بهزات الأرض؟
تنيمنا الخطابات وما دريت أن العرب مجرد أصوات ولا لهب. حناجر ملأى بالصخب.
**
بقيت أنتظر تلك الرصاصة اللعينة، لكنها كالموت أخطأتني كما أهملتني الحياة، تكالبا علي، وتضامنا ضدي، إلى أن صرت عبرة لكل حالم...
**
كنت أنتظر رصاصة تأتي من جهة ما لتحط على صدري، لا يهمني إن كانت الرصاصة تقصدني أو أنها قدمت على أجنحة الخطأ، كنت سأرحب بها. مدة طويلة والشوق إلى قدوم تلك الرصاصة، أن تطلقها يد دربة تعودت القنص السديد، تخترق قلبي ليسيل ما به من أحزان.
كنت أرجو أن تكون اليد التي تطلق الرصاصة وتحررني تشبه يد سارد فنان يعرف كيف يصنع الخاتمة المدهشة لشخصياته، يقدمها إشكالية تعاني فظائع واقعها، وهي تحمل قيما فاضلة سرعان ما تذوبها لجيات الواقع المر.
**
ها محمد جابر يقول في دعوته إلى التضاؤل، وكأنه أنا أتكلم:
أنتقل الآن
إلى مرحلة جديدة من التضاؤل
حيث تتهاوى كل الخيارات
و تتكدس في الذاكرة كنماذج للفشل
دائمًا ما يكون هنالك فشلٌ أخير
هذا ما ينبئني أنني سأسقط مجددا
أو أنني قد ارتكبت أمورا
لم تحدث بعد
ما غاية الاستمرار اذن ؟؟
و أنت ترتب فقط
ما يلتقطه القدر من خيارات
و تعلقها على هيئة انكسارات جديدة
الضحك طريقة أخرى للتضاؤل
يندثر فيه الكثير
و لا يتبقى منك سوى السخرية ،
أنت تتلاشى عند كل انفعال
حينما تترك للبداهة
حق الاختيار عنك
و تعاود الظهور فقط
حين ترتدي ندما
يليق بما ترتكبه. موقع أنطولوجيا/
**
كنت أومن، وما زلت بأن:
ليس مهما أن يسقط عليك جدار شائخ فيئد لعب حلمك، ليس مهما أن تفتك بك الإنفلوانزا، فأنت متعدد الأمراض، منسي في بيتك المهجور، ليس مهما أن يسقط عليك سقف متهالك بفعل بكاء السماء، أو هزة أرض ضاحكة، ليس مهما أن تذبحك يد لص مفلس ماديا ومعنويا، ليس مهما أن تصدمك سيارة مجنونة فتحملك إلى خارج الحياة؛ فأنت خارجها على كل حال، ليس مهما كل هذا وغيره، فأنت رقم سالب وغير مهم، بل أنت رقم يلوث الحساب، لذا، ينبغي أن تسقط من الحساب.
نحن نكرات وجودية تدعى في المعاجم إنسانا.. لكن ملامحه غارقة في الشحوب والالتباس...
نحن كائنات تُمنَح كل المسميات والصفات حسب الحاجة والطلب والظروف والأحوال إلا ما يُشعِرنا بالوجود المحترَم، ويمنحنا الاعتبار المستحق.
نحن أعداد سالبة أو محكوم عليها بالضرب على الصفر...
**
اتبعت الرصاصة سيرا مخالفا، خاتلتني وأوهمتني بالمجيء، وما جاءت بل تركتني أعاني الزمن وتواليه على صفحة جسدي وروحي، وها أنا أحدودب، وضعف بصري، وصار خطوي ألعن من خطو السلحفاة.
**
أعود إذاً بعد أربعة أعوام تغير فيها الشيء الكثير… وتغيرت خريطة القوة والاستقواء حول العالم… أعود مثقلاً بالهم والحزن على حالنا وحال أبناء جلدتنا وما آلت إليه الأمور من انهيار تلو الآخر وكأنها تؤسس لهذه المرحلة الصعبة بعد قرن أو يزيد من الزمن.. لكن العزاء في زحمة الأباطرة بأن الله واحد وأن القدس كانت وستبقى عربية… فلسطينية!
ومضات: للكتابة أعود، صبري صيدم،جريدة القدس.
**
ليس مهما أن تستيقظ من فراشك وعينك على المائدة
ليس مهما أن تمد أنظارك إليها ويداك مغلولتان
العيب أن ترى الطعام ولا ترى القيد !
المهم أن تصحو من غفلتك
لترى واقعك الكالح
أن ترى اسوداد الكأس
فلا نصفه مشرق ولا نصفه مظلم
كله معتم لو تفهم
قرن بل قرون
والنصال تتعاور الجسد
وأنت، أنت لا أحد
ارفع عن عينك غبش الليل
كسر القيد.
**
أفتح التلفاز فتندلق علي الأخبار من كل حج وفج، تزيدني ألما، تزيدني يقينا أني أسعى في الأرض بجثة تبحث عن مرقد، عن جثة طفحت نتانتها منذ الأبد، فمن يواريني؟ لا أحد، فالأشباه كثر كل ينتظر الدفن.
منذ وعيت والهزائم تترصدني، ولا ضوء في النفق. منذ وعيت وأنا أتلقى الضربات، ومن تحت أقدامي تسحب أرضي، وهل الموتى يشعرون بهزات الأرض؟
تنيمنا الخطابات وما دريت أن العرب مجرد أصوات ولا لهب. حناجر ملأى بالصخب.
**
بقيت أنتظر تلك الرصاصة اللعينة، لكنها كالموت أخطأتني كما أهملتني الحياة، تكالبا علي، وتضامنا ضدي، إلى أن صرت عبرة لكل حالم...