نرحب بالكتاب الراغبين في الانضمام إلى مطر

اتفــــاق

محمد فري

المدير العام
طاقم الإدارة
زوجان شابان، حديثا عهد بالزواج على مايبدو، كانا يسيران أمامي بخطى وئيدة؛ في الطريق المؤدية إلى محكمة الأسرة ، ويتحدثان بصوت هادئ منخفض وكأنهما يتناجيان، تخيلتهما يتبادلان عبارات الإعجاب أو الغزل ,, لم لا .. وهما في مرحلة البداية المتميزة بدفق الشعور والوجدان .. اقتربت منهما وفي نيتي تجاوزهما، فقد كانت خطاي أسرع، لقضاء غرض له وقته المحدد، وأنا بجانبهما، استرقت أذناي عن غير قصد بعض عباراتهما المتبادلة .. كان يحمل بيده كناش الحالة المدنية، خاطبها هامسا:
ـــ هاقد وصلنا، وسننهي المهمة التي اتفقنا عليها
ردت في حماس مبتهجة:
ـــ واوو .. غادي يْطَلْقونا اليوم ,, جميييييل
رد عليها هامسا كمن ينطق بعبارات غزل:
ـــ أراك مبتهجة .. فرحانة مع راسك
لم أتبين ما همسَتْ بها وكأنها تناجيه، فقذ كنتُ قد ابتعدت منهما مسرعا في خطاي نحو المؤسسة المقصوة ,,
وصلت في الوقت المناسب، قضيت حاجتي ثم رجعت مسرعا كعادتي ..
وأنا في طريق العودة .. لمحتهما مجددا أمامي، وهما عائدان، كانا يبدوان في نقاش مهم، اقتربت بخطوي السريع أكثر ,, سمعتها تلومه بلطف وتوبخه كمعلمة توبخ تلميذها الصغير
رد عليها معتذرا برقة:
ـــ ما كنت أعلم أنهم يقفلون مكاتبهم في هذا الوقت، كنت أعتقد أنهم يشتغلون بوقت مستمر ,,
عقبت عليه وهي تذكره ببعض الأخطاء التي كان عليه الانتباه إليها وتجاوزها، وكان يرد محاولا تبرير ما اعتبرته أخطاء ,,
استأنفت خطوي السريع وابتعدت عنهما .. ولم أعد أسمع شيئا.
وأنا أتابع المسير .. التفت نحوهما بدافع الفضول، وجدتهما قد توقفا قرب سيارة تركاها في الموقف الخاص بالسيارات .. ولمحته يفتح لها الباب لتدخل السيارة ,, ثم يقفل الباب بهدوء .. ويأخذ مكانه أمام المقود ..
تابعت السير ,, إلى أن غابا عني
 

لوحة مختارة

 لوحة مقترحة
أعلى