نرحب بالكتاب الراغبين في الانضمام إلى مطر

في فراش الزوجية..

لم يعد كما كان، ولست كما كنت.. نحن اﻵن زوجان، أمام الناس والمجتمع فقط. رغم أني لست مطالبة بالاهتمام بالآخرين ورأيهم.. ولكني أجد نفسي مجبرة على التفكير في الزميلة والجارة، ابنة الخالة والعمة. و.. و... فلأجلهن، أساسا، فعلت ما فعلت..
لم تكن المهندسة، التي تخرجت من أكبر معهد وطني، تفكر أنها ستفكر كما الآن.. ولكن ذلك يحصل معي و برضاي، بل، هو عن سبق إصرار وترصد.. لقد ذهبت عند العطار، بفرح لا يضاهيه إلا فرح الأطفال بلباس العيد.. كانت فرحتي تتعاظم كلما وضع أمامي تلك الأشياء الغريبة، بمسمياتها العجيبة.. لم يكن للسعر أية أهمية.. لأن الأهم هو نجاح القصد من العملية.. لقد أكد لي "السي لفقيه" يقينه في نجاعة الوصفة السحرية..
كانت زيارتي للفقيه قصيرة، لكنها تطلبت مني الكثير من الجهد، لأتخلص من المرأة المتعلمة التي لا تؤمن بالخرافات. لم أعد في حاجة إلى العلم والعقل، فكل ما أحتاج هو لقب "متزوجة"..
بعد أسبوع، عادت الحياة إلى إيقاعها السابق، مع تغيير بسيط.. أصبح زوجي طيعا، ودودا، ذلولا و مذلولا. . ليس مهما كيف عاد.. الأهم أنه في بيتي، حتى و إن لم يعد له من الرجولة إلا الشكل و الهندام ..
فكرت في أن أبوح لكم بكل شيء عن "مخ الضبع"،"أذن الحمار"، "بيض الغول" و "الشرويطة" .. وكلها أشياء استعملتها بمقدار حدده الفقيه والعطار.
عفوا، لقد أخبرتكم أني مهندسة، ولم أخبركم أن زوجي طبيب أطفال، لكنه عقيم..
مسألة الإنجاب لا تشكل دافعا للفراق، بالنسبة لزوجين عاشقين ومعشوقين.. هكذا فكرت وقررت البقاء معه لعشر سنوات.. إلى أن جاء صباح ذلك اليوم..
كانت ليلتنا استثنائية بكل مقاييس المنشطات التي استعملها هو، وكل العطور التي وظفتها أنا للرفع من حرارة اللقاء ومتعته . . ليلة بعذوبة كل كلمات الحب والعشق و الوله الساكن في القلوب..
في الصباح، هيأت فطورا بطعم السعادة.. نظر إلي بغرابة وقال:
- لا تعودي إلى البيت .. لقد طلقتك مساء أمس..
 

لوحة مختارة

 لوحة مقترحة
أعلى