نرحب بالكتاب الراغبين في الانضمام إلى مطر

صفاء

نزلت إلى البحر قادمة إليه من فندقها ذي النجوم الخمسة المجاور للشاطئ. كانت تنظر إلى الأمواج من نافذتها برغبة سعت إلى إشباعها توا، فبعض الرغبات لا تقبل التأجيل. أحاطت نفسها بفوطة، ولما بلغت رمال الشاطئ، أزاحتها كما تزيح ستائر نوافذ منزلها، كانت ترتدي لباس سباحة من قطعتين والكثير من الجمال المشرق الذي خلب لب المصطافين فركزوا أنظارهم عليها يدققون في تفاصيلها كما لو كانوا خبراء في مسابقة الجمال، والأكيد أن خيالهم الواسع منحم القدرة على تخييل أشياء سعيدة، فالخيال في مثل هذه المواقف مسعف لتجاوز الإحباط..
لم تهتم للنظرات المبحلقة، بل سارت بكل ثقة إلى الماء، إذ تدرك أنها سباحة ماهرة لا غانية غاوية. ارتمت فيه بقفزة رياضية رشيقة، فغمرها الماء، سبحت بمهارة سمكة إلى حيث غابت عن الأنظار التي تمنت لو كانت ماء في تلك اللحظات الهاربة. بلغت نقطة تحد جعلت قلوبا رهيفة تخاف عليها ولا تنهض من سبات أحلامها لتقدم العون لو طلب.
بقيت تسبح بمتعة أشعرتها بالامتلاء، ثم ركبت الموج إذ تمكنت من جعل قوة هيجانه لصالحها، فكان يحملها راضيا مطواعا إلى الشاطئ.. ولما بلغت أوج سعادتها، عادت إلى حيث تركت فوطتها بجسمها النوراني المشرق زادته لمعانا وتوهجا حبيبات الماء على جسدها وهي تحت أشعة الشمس اللافحة. بقيت العيون تتابع حركاتها وهي تمسح الماء عن شعرها وكامل جسدها، ثم تدثرت بفوطتها ثانية وعادت من حيث أتت تاركة الدهشة تسبح في العيون، وتحديا يصارع الموج دون منازع.
 

لوحة مختارة

 لوحة مقترحة
أعلى