غريزة الدولة، الأحزاب، المؤسسات، التجمعات المدنية، الشخصيات العامة، بل حتى المثقف/العالم هو: التحكم.
هناك فرق بين ممارسة التحكم بواسطة: شبكة ثقافية متينة، إيديولوجية معينة تبناها تجمع ما عن حرية. بمعنى التحكم بواسطة "مشترك معين" قد يكون شريعة، وقد يكون دستورا، النتيجة: مجموعة قوانين، منظمة، مؤطرة، الكل سيخضع لها خضوع المحب....
وبين التحكم بواسطة "نخبة" انتهازية، تملك الأحزاب، النقابات، والجمعيات.. فـتحولت إلى شبكة ضخمة، تخدم مصالحها الشخصية، الفئوية، والطبقية.. على حساب انتظارات الناس/ الشعوب...النتيجة تحولها إلى لوبيات تمتص دم الأمة. وتوسع الهوة بين الحكام والشعب.
هذه الجراثيم تتكاثر وتتوسع يوما عن يوم لأن المثقف الصادق، المثقف الحقيقي غائب. لأسباب عديدة...
نحتاج نخبة مخلصة، صادقة، تحلل بموضوعية، بعقلانية، ثم تعبر عن مواقفها بجرأة وشجاعة. طبقة محايدة تستمد قوتها من الحاضنة السكانية/الشعبية، تكون بمثابة ميزان توزن به كل المواقف المطروحة في الساحة والمبادرات.
هذه الطبقة المثقفة، هي ملاذ الثقافة، تربة الإبداع، ستؤثر في اللعبة الانتخابية، بمواقفها، بتحليلاتها...ستتحول إلى جهاز مناعة للسكان../ للشعوب
هذه النخبة، أو هذا (النبي) بهذه المواصفات، بهذه الرسالة، أضحت حتمية، إن إردنا فعلا الإقلاع في جميع المجالات: الأدبية، الثقافية، السياسية، الاجتماعية، الاقتصادية...
ليس عدلا أن يُترك السكان/الشعب، عزلا في مواجهة هذه المنظومات: الأحزاب المفترس، الإعلام، النخبة المطبلة...