حيدرعاشور
كاتب
قصة قصيرة
حيدر عاشور
لم أرَ عينين ببريق لامع يخترق روحي بهذه السرعة والسهولة، شعرت بأنني صغرت وأصبحت بحجم ريشة هب عليها شعاع ساحر سحبها نحو الكائن الملائكي الذي نطق باسمي بصوت تغريده سحرية جعلتني عاجز على التحكم بنفسي.. لم أتبين نفسي هل أنا في اضغاث أحلام بهذا الجمال أم هي حقيقة لابد من مواجهتها..؟!.
فتحت عيناي والنعاس يتملكني يشع في كل جسدي خدرا، تخيلت انني ادخل عينيها بشكل واسع كالبحر حين يلتهم السفن، ويغرق السماء في كل نهاياته. بدأ قلبي يئن فقد كانت حقيقة مرمرية رخامية في كل تقاسيمها.. كان المكان محذورا فيه النساء، وهي تخترق هذا الحاجز بكبرياء أميرة واثقة من أمارتها تفرض قيود حضورها.. انها شيء تشبه الصدمة في تكوينها، عاصفة كلما اقتربت كان تأثيرها جلل. حين وقفت أمامي كان الفاصل حاجز يمنع عني رؤية طولها بالكامل، وهي تتطلع فيّ بعد مناداة أسمي.. حاولت الهروب بعيني عنها أو كأني لا أراها.. للحظة غرق عقلي في بحر ذاكرته القديمة، لتعود اليه صورة أول عشق جنوني، وصدمة لاذعة من انكسار الكبرياء أمام حب من طرف واحد.. هي نفسها قد تكون كبرت بنفس مواصفات الجمال الذي ظل سنين طوال لا يفارق خيالي ولا مخيلتي.. وقتها حين عشقتها كانت روحي ملهوفة للتغير وصناعة الجمال في الشكل.. كنت ارهن أمي أن اتزوج من حبيبتي ذات العيون المميزة بلونها، فلا رغبة في زواج تقليدي من الاقارب.. كنت أكره تكرار نفس النسل الحنطي والعيون السوداء..
رجعت روحي وهي تشم في فضاء مخيلتها عطرها الذي ملأ المكان بشذاها، رفعت رأسي لنلتقي وأياها على صوت واحد متعثر الكلمات.. وبقوة شخصيتها انقذتني من التيه في مكان شبه مغلق ومحضور تواجد الغرباء خاصة وانها امرأة بمواصفات ملائكية.
هززت رأسي مرحباً بها وتحذيرها من تواجدها خوفا عليها.. والحقيقة كنت أخاف ان يلقى اللوم عليّ.. فكيف سأبرهن لمن يسأل انها دخلت وحدها ولا علاقة لي بها؟.. كتمت خوفي، وتمتمت بكلام خافت.. عرفت مغزى انبهاري بها وتذمري وخوفي في آن واحد. رغم ذلك امعنت النظر فيّ للحظات كي تزيح عني وهم الخوف والشك لان المكان مراقب بالكاميرات.. كان الهدوء يجعل من صدى صوتها سهام تمس شغافي، وشعرت انني بحاجة اليها.. هي من استطاعت ان تلعب بقلبي وعقلي كل هذا اللعب الخافق في ثناياي.. تتحدث عن الشعر والادب والثقافة والحضور، وأنا منبهر فقد بمحياها لا اسمع شيئا ولا اردد حديث، وكلما اريد الحديث أغص بكلمات كمن يغص بشربة ماء.. شيء أحسه بها ولا أراه.. هي تتدفق بعذوبة الحديث، وأنا أخوض معركة داخلية لاكتشاف هذه المرأة الضاجّة بالجمال والحيوية. ففي كل تسارع لدقات القلب كان هناك تحولات واسئلة وامنيات واحلام، لم أجد لها تفسيرا؟!.. ولم أجد لها جوابا شافي؟!.
دقائق مضت على وجودها، وكانت تتكلم وتتكلم بتلقائية، وأذناي لا يسمعان سوى دقات قلبي، ومن هول ما كنت به من صدمة كاد نبضي أن يقف، وأمتلأ فضاء المكان بعطرها، وذهبت كأنها خيال..
كأنها خيال
حيدر عاشور
لم أرَ عينين ببريق لامع يخترق روحي بهذه السرعة والسهولة، شعرت بأنني صغرت وأصبحت بحجم ريشة هب عليها شعاع ساحر سحبها نحو الكائن الملائكي الذي نطق باسمي بصوت تغريده سحرية جعلتني عاجز على التحكم بنفسي.. لم أتبين نفسي هل أنا في اضغاث أحلام بهذا الجمال أم هي حقيقة لابد من مواجهتها..؟!.
فتحت عيناي والنعاس يتملكني يشع في كل جسدي خدرا، تخيلت انني ادخل عينيها بشكل واسع كالبحر حين يلتهم السفن، ويغرق السماء في كل نهاياته. بدأ قلبي يئن فقد كانت حقيقة مرمرية رخامية في كل تقاسيمها.. كان المكان محذورا فيه النساء، وهي تخترق هذا الحاجز بكبرياء أميرة واثقة من أمارتها تفرض قيود حضورها.. انها شيء تشبه الصدمة في تكوينها، عاصفة كلما اقتربت كان تأثيرها جلل. حين وقفت أمامي كان الفاصل حاجز يمنع عني رؤية طولها بالكامل، وهي تتطلع فيّ بعد مناداة أسمي.. حاولت الهروب بعيني عنها أو كأني لا أراها.. للحظة غرق عقلي في بحر ذاكرته القديمة، لتعود اليه صورة أول عشق جنوني، وصدمة لاذعة من انكسار الكبرياء أمام حب من طرف واحد.. هي نفسها قد تكون كبرت بنفس مواصفات الجمال الذي ظل سنين طوال لا يفارق خيالي ولا مخيلتي.. وقتها حين عشقتها كانت روحي ملهوفة للتغير وصناعة الجمال في الشكل.. كنت ارهن أمي أن اتزوج من حبيبتي ذات العيون المميزة بلونها، فلا رغبة في زواج تقليدي من الاقارب.. كنت أكره تكرار نفس النسل الحنطي والعيون السوداء..
رجعت روحي وهي تشم في فضاء مخيلتها عطرها الذي ملأ المكان بشذاها، رفعت رأسي لنلتقي وأياها على صوت واحد متعثر الكلمات.. وبقوة شخصيتها انقذتني من التيه في مكان شبه مغلق ومحضور تواجد الغرباء خاصة وانها امرأة بمواصفات ملائكية.
هززت رأسي مرحباً بها وتحذيرها من تواجدها خوفا عليها.. والحقيقة كنت أخاف ان يلقى اللوم عليّ.. فكيف سأبرهن لمن يسأل انها دخلت وحدها ولا علاقة لي بها؟.. كتمت خوفي، وتمتمت بكلام خافت.. عرفت مغزى انبهاري بها وتذمري وخوفي في آن واحد. رغم ذلك امعنت النظر فيّ للحظات كي تزيح عني وهم الخوف والشك لان المكان مراقب بالكاميرات.. كان الهدوء يجعل من صدى صوتها سهام تمس شغافي، وشعرت انني بحاجة اليها.. هي من استطاعت ان تلعب بقلبي وعقلي كل هذا اللعب الخافق في ثناياي.. تتحدث عن الشعر والادب والثقافة والحضور، وأنا منبهر فقد بمحياها لا اسمع شيئا ولا اردد حديث، وكلما اريد الحديث أغص بكلمات كمن يغص بشربة ماء.. شيء أحسه بها ولا أراه.. هي تتدفق بعذوبة الحديث، وأنا أخوض معركة داخلية لاكتشاف هذه المرأة الضاجّة بالجمال والحيوية. ففي كل تسارع لدقات القلب كان هناك تحولات واسئلة وامنيات واحلام، لم أجد لها تفسيرا؟!.. ولم أجد لها جوابا شافي؟!.
دقائق مضت على وجودها، وكانت تتكلم وتتكلم بتلقائية، وأذناي لا يسمعان سوى دقات قلبي، ومن هول ما كنت به من صدمة كاد نبضي أن يقف، وأمتلأ فضاء المكان بعطرها، وذهبت كأنها خيال..