نرحب بالكتاب الراغبين في الانضمام إلى مطر

طيران قصير

طيران قصير:


كنا في ساحة الرياضة بثانوية عمر بن الخطاب صباحا يملؤنا الحماس، بعد ساعتين من الفلسفة المرهقة. غيرنا ملابسنا، والتحقت بالفريق الذي سيتبارى على المرتبة الأولى في القفز الطولي، وحان دوري بعد أن أطلق صديقي الإشارة؛ فقد كلفه الأستاذ بتدوين الأرقام حتى يختار الأجود لينتمي إلى فريقه الذي سيدخل به غمار المنافسة على اللقب الوطني ومن ثم إلى الإفريقي..، وكنت أرغب بشدة أن أكون ضمن هذا الفريق...
ارتفع جسدي كسهم من قوس، حاملا صرخة مدوية من الحماس. هتافات زملائي وابتسامة أستاذي رسمت لوحة لا تنسى. لامست الأرض برِجلي اليمنى، ثم انطلقت مجددا، طائرا بجناحي رجلي متذكرا قفزتي الموفقة إذ تجاوزت ظهر بغل متحديا أصدقائي أن يفعلوا مثلي فأحجموا...
شعرت بفخر أن أتيت بما لم يقدروا عليه..
دفعت بصدري إلى الأمام، وجعلت رجلي تتحركان بقوة كما لو كانتا على دواستي عجلة هوائية.. لامست الرمل بجسدي ممدد الرجلين وقد تناثرت حبيباته من حولي. حثني زملائي على المحاولة مجددا غير مصدقين الأرقام المسجلة. للحظة، شعرت أن ابتساماتهم تخبئ شيئا. دخلت غرفة تغييرِ الملابس، فانهمرت علي التصفيقات والتهنئة. رقمي الجديد على لوحة النتائجِ كان قد حطم الرقم القياسي وصورة سريلي الممزق من الخلف!
 

لوحة مختارة

 لوحة مقترحة
أعلى