نرحب بالكتاب الراغبين في الانضمام إلى مطر

محو بالتقسيط

محو بالتقسيط المريح
**
استيقظ مرعوبا ومتعرقا إذ وجد نفسه داخل جملة ناقصة. فتش عن اسمه بين الشراشف، لم يجد سوى ورقة مهترئة كتب عليها:"احذر… أنت تكتبك."
ضحك بصوت عال. بيد أنه لم يسمع صوته. تفقد حنجرته فوجد مكانها مفتاحا صدئا لا يفتح شيئا.
كان يعيش في غرفة لا جدران لها مفتوحة على الفراغ المرعب، كلما رسم بابا، تحول مرآة، وكلما طرق نافذة، ظهر له هو…لكن أكبر بقليل، وأشد تعبا.
زارته امرأة بلا وجه، تمسك بمرآة صغيرة لا تضيء إلا عندما يكذب. قالت له: من أنت؟
أجاب قائلا بحيرة: لا أدري بعد.
أضاءت المرآة، ثم انفجرت.
كتب مذكراته، ثم استيقظ داخلها. وجد نفسه جالسا في فصل بعنوان:"الذي كان يكتبك، تعب."
حاول أن يخرج من السطر، فوقع في الهامش. وفي الهامش وجد رجلا يتقيأ حروفا سوداء، قال له: ابلع ما كتبت، أو ستنسى نهائيا.
ركض إلى حافة الصفحة، غير أن الصفحة كانت بلا حواف. صاح بصوت مرتفع: أريد النهاية! فأجابه صدى غريب: "ما أنت سوى نهاية شخص آخر."
في لحظة سحرية، صار جسده شفافا. فرأى داخله أرشيفا من العبارات الممسوحة، وجملا نصفها حروف، ونصفها ظلال.
ثم...هبت ريح من لامكان، حملت جسده كقصاصة ففارغة بلا توقيع، ورمت به في كتاب لا عنوان له.
فتحه طفل في عالم آخر، وقرأ الصفحة البيضاء بدهشة، ثم همس: ماما... هذا يشبهني.
هكذا،عاد السؤال الأول والأزلي يهمس في الظلال:"من يكتب من؟"
 

لوحة مختارة

 لوحة مقترحة
أعلى