نرحب بالكتاب الراغبين في الانضمام إلى مطر

الوحـــش: محمد فري

محمد فري

المدير العام
طاقم الإدارة
الوحـــش
قصة قصيرة
_____________________
عندما أطل حميد من نافذته مستشرفا؛ طالعته سماء رمادية غابت زرقتها؛ وجعلته يشعر بنوع من الضيق والاختناق..
خرج ليفاجأ بأزقة الحي فارغة كئيبة؛ يلفها صمت غير مألوف؛ وبنوافذ موصدة كأن المنازل خالية من ساكنيها...
جرته قدماه نحو دكان الحي حيث اعتاد اللقاء ببعض معارفه من هواة الدردشة وتبادل الأخبار؛ هناك بادره احمد البقال بتحية معتادة؛ دعمها الطيب حارس العمارة والسي موسى جاره المعلم..
الجميع واجمون؛ غابت عنهم الدعابة التي ألفوا تبادلها؛ وبدوا متلهفين لطرح أخبار راجت دون استئذان؛ بادر الطيب حارس العمارة وهو يلوح بجريدة في يده بإثارة الحديث عن ظاهرة غريبة تسود المدينة وتفزع سكانها؛ تدخل السي موسى المعلم موضحا أن الخوف تحول إلى رعب جعل الناس يحتمون داخل منازلهم.
أردف احمد صاحب الدكان موضحا تغيب زبائنه هذا الصباح..
فوجئ حميد بهذه الأخبار السيئة المتضاربة؛ وقبل ان يحاول التدخل باستفسار قاطعه السي موسى المعلم بأن خبرا يروج حول هروب وحش مفترس من مكان مجهول؛ وهو الآن يتجول في المدينة؛ لذا هي فارغة من السيارات والمارة؛ وأن وقوفهم أمام الدكان لايخلو من خطورة..
تساءل إن كان أحد قد رأى هذا الوحش؛ فرد السي موسى أن آثاره فقط هي التي لوحظت في بعض الأماكن؛ وأن مخالبه تركت ندوبا على جذوع بعض أشجار الحدائق وعلى بعض الأرصفة. .
ساد الجميع إحساس بالخوف؛ بل تحول إلى رعب هائل كاد يخنق أنفاسهم؛ أرغمهم على التوجه نحو منازلهم..

عاد حميد بستحث السير؛ عساه يجد اطمئنانا داخل بيته؛ هاله مجددا فراغ الطريق والأزقة من المارة ومن الأطفال الذين ألفوا اللعب في الساحات؛ حث السير مجددا؛ وكأن الوحش يطارده؛ متوقعا ظهوره كل لحظة؛ تنفس الصعداء وهو يدلف داخل داره؛ ويقفل عليه الباب والنوافذ.
بالخارج؛ ظلت المدينة صامتة واجمة؛ والخوف من وحش خفي ينتشر سريعا؛ وقد سادت أخبار أن المسؤولين لم يستطيعوا رؤيته أوالإمساك به؛ وأن ندوبا وجروحا عميقة تركتها مخالبه على أجساد الكثيرين...
 

جبران الشداني

المؤسس
طاقم الإدارة
تحية طيبة للعزيز محمد فري
اشتقنا لبوح قلمك، و هو هنا يحملنا لعالم بدأنا نألفه... ولم يعد غريبا عنا، و إن بدا في نصك أكثر سحرية و جمالا، رغم ظل الوحش الجاثم على الصدور.
جمالية النص، تنبع في نظري من قدرة الكاتب على تحقيق التماهي بين القارئ و البطل، فالبطل يحمل دهشة القارئ و يسير بها عبر دروب المشهد السردي دون استباق أو تثاقل.
و لذلك نحس أننا جميعا حميد، و حين يدخل بيته نخاف أن يكون الوحش هناك في انتظارنا..
الخاتمة المفتوحة، جاءت لتأكد الشك في وجود الوحش، و تدعمه أيضا، إنه اللعب على التخفي و الحضور، ما يمنح الوحش بعدا غرائبيا أيضا، و إن كنا في قرارة أنفسنا ندرك واقعية رهان النص، و نعرف أنه بيننا و سيظل حتى إشعار آخر.

كل الود، و لا تترك القلم وحيدا...
 

محمد فري

المدير العام
طاقم الإدارة
تحية طيبة للعزيز محمد فري
اشتقنا لبوح قلمك، و هو هنا يحملنا لعالم بدأنا نألفه... ولم يعد غريبا عنا، و إن بدا في نصك أكثر سحرية و جمالا، رغم ظل الوحش الجاثم على الصدور.
جمالية النص، تنبع في نظري من قدرة الكاتب على تحقيق التماهي بين القارئ و البطل، فالبطل يحمل دهشة القارئ و يسير بها عبر دروب المشهد السردي دون استباق أو تثاقل.
و لذلك نحس أننا جميعا حميد، و حين يدخل بيته نخاف أن يكون الوحش هناك في انتظارنا..
الخاتمة المفتوحة، جاءت لتأكد الشك في وجود الوحش، و تدعمه أيضا، إنه اللعب على التخفي و الحضور، ما يمنح الوحش بعدا غرائبيا أيضا، و إن كنا في قرارة أنفسنا ندرك واقعية رهان النص، و نعرف أنه بيننا و سيظل حتى إشعار آخر.

كل الود، و لا تترك القلم وحيدا...
شكرا عزيزي جبران
تعليقاتك تغني النص كعادتها؛ وتفتح أمام قراءته أبوابًا جديدة
لك المودة
 

لوحة مختارة

 لوحة مقترحة
أعلى