نرحب بالكتاب الراغبين في الانضمام إلى مطر

حفنة ضوء أسود

حفنة ضوء أسود

عند حد معين لا يعرف مداه فقد كل رغبة في المشي تحت ضوء القمر . اعتقد دوما أن النور الضئيل القادم من خلف سحب متلاشية ابن ليل جاثم بكل أسراره ووحشته....صادر عن.قمر عاق أنكر كل علاقاته الشرعية مع العاشقين ، وتبرأ من تشكيل أحلامهم و نظم أشعارهم..كل خطوة يحبس فيها أنفاسه ليلتقط شهقة من مكر الأيام ..لم تعد قدماه تسعفانه في رسم أثار ها ..أصبح بلا دليل مشوه البصمات ، كخلية هلامية مموهة القسمات و الملامح..أبيات قصيدة تغنى بها في يوم بنفسجي ،ا استحالت أبياتها إلى مسخ من قرميد مهترىء ينذر بانهيار سقف قلبه في غور مجهول بلا صدى ..المشاء غار قذاله ودب كمقعد كسيح ذوت طلعته وهيبته ذليلا يتسول البقاء ..أصبح أهم إنجاز يمكن تحقيقه هو البقاء على قيد الحياة .. تضاءلت ذاته وأفل ظلها لتتناثر إلى آلاف الذرات كالهباء..طفيلي يتسلل لواذا كعنكبوت ينسج خيوطا واهية عله يجد مكانا مناسبا ي لاصياد حزمة أشعة تائهة وسط الظلام..كان يمني النفس بمواصلة السير إلى المجهول حتى يجد هدفا على سبيل الصدفة ليتمسك به ويحقق لوجوده معنى ..رتل من عربات تحمل جثثا لأقوام توهموا أنهم سيقتلون الزمن ويلتفون على القدر لينتصروا على الموت و رديفه العدم..نظراته تتابع سير الموكب الكئيب ، يتغشاه ليل بهيم عجز قمره الماكر في عيادته ومواساته حتى ببصيص ضوء أسود ..انطلق من لحظة الصفر دون تحديد خط الوصول..ليمشي فيتعب ويسقط ويدب كالزواحف في اعادة إنتاج شقاء سيزيف..الألم سكن ذاته ودمر عقله وشل تفكيره بسادية مقززة شامتة؛ ليقتل بقيةالإنسان فيه ويعتقله في الزمن اللامتناهي،ولا عزاء للمتفائلين...

2018 : القنيطرة
 

لوحة مختارة

 لوحة مقترحة
أعلى