نرحب بالكتاب الراغبين في الانضمام إلى مطر

إرسالية

رفع يده وطرق باب القصر المنيف بلطف ثم بقوة حتى سمع صداه يتردد في أعماقه. هكذا تخيل؛ وتخيل أن الكاميرات المبثوثة في كل مكان قد حللت صورته فمنعت انبعاث صراخ الطرق، وصيرت الصدى صمتا مطبقا.
هو لم يطرق الباب، بل أراد ذلك، تراجع إلى الخلف، ضم يده حتى صارت كقبضة ملاكم، وهم برج الباب كي يسمع صوته بإلحاح طالب حق؛ بعد أن أعياه واقعه المزري، ولا جدوى الشكاوى التي تقدم بها...بيد أن طودين انبعثا من لا مكان، لفا يديه إلى الخلف، ورفعاه إلى السماء، ورمياه عاليا. شعر أنه ريشة، أحس بخفة لم يسبق له أن أن أحس بها من قبل، وأن ثقل مشاكله قد انزاح عن كاهله، بل إنه أدرك تفاهة الحياة برمتها. سبح بحرية في الفضاء الرحب؛ هذا الفضاء الذي احتضنه بحب، وغمره بدفئه، بقي للحظات ينتشي بما هو فيه، قبل أن يتهاوى بسرعة خرافية، ليرتطم بالأرض، كمزهرية، ورأسه بالطوار، سال الدم منه، شخر، حشرج، أخرج لسانه ،بصعوبة لكن بإصرار، ساخرا من تفاهة العالم، قبل أن يسلم الروح.
 
التقاط الصورة النهائية مدهش.تركيز الوصف على حالة الانتشاء جعل منها بؤرة النص وذروته.
شكرا خالصا على هذا النص الجميل.
 

لوحة مختارة

 لوحة مقترحة
أعلى