نرحب بالكتاب الراغبين في الانضمام إلى مطر

حوار مع القاص حسن برطال حول القصة القصيرة جداً

جبران الشداني

المؤسس
طاقم الإدارة
حاوره:أيوب مليجي/المغرب
حسن برطال
قاص مغربي من مواليد مدينة الدار البيضاء / المغرب
يشتغل بالتدريسبالثانوية التأهيلية محمد السادس ( أناسي ) بمدينة الدار البيضاء
صدر له في جنس القصة القصيرة جدا :
*( أبـراج ) : مجموعة قصص قصيرة جدا ضمن منشورات وزارة الثقافة سنة 20الق06
* (قوس قزح): مجموعة قصص قصيرة جدا مطبعة انفو برانت / فاس 2009( جائزة المربد الأدبي)
*( صورة على نسق jpg): مجموعة قصص قصيرة جدا منشورات وزارة الثقافة 2010 ( جائزة ناجي نعمان للإبداع / لبنان)
*( سيمفونية الببغاء ) قصص قصيرة جدا منشورات دار الوطن / الرباط سنة 2012
و( مغرب الشمس ) قصص قصيرة جدا في طريقها إلى النشر.
إضافة إلى مشاركاته بعدة ملتقيات ثقافية وطنية و عربية .
حائز على عدة جوائز من بينها جائزة المربد الأدبي ، و جائزة ناجي نعمان للإبداع.

- القاص حسن برطال ، حدثنا عن البدايات و كيف ولجت عالم الكتابة / القصة القصيرة جدا ..؟؟
في الحقيقة من الصعب أن أتكلم عن نقطة البداية أو أرصد حركة هذه الهزة الجسديةفي غياب مرصد حقيقي يتفوق على سلم ريشتر في حسه لأن الظاهرة لا ترتبط بالمكانبمعنى الجسد بل تتعداه حتى حدود الرسم التخطيطي للقلب بدمه الإبداعي..
ألا يمكننا اعتبار الصرة الأولي للوليد إبداعا..يؤسس لمرحلة بداية باعتبارها صورة مسموعة تعلن عن حدث..صرختي الأولى حينما ( سقط ) رأسي فيها شيء من التمرد الأنيق على بعض القوانين و كأني رافض مند البداية السقوط كحركة من الأعلى في اتجاه الأسفل تحت قوة الجاذبية ..فعلا ..هكذا نبدأ ..دبدبات ..إشارات ضوئية كما وُلد الكون و حينما نحتاج إلى قوانينالحياة بجميع سلوكياتها تنبثق الرسالة بمفهومها العقائدي الإبداعي الكامن فينا ، ثم تنتقل من السر إلى العلن غصبا عنا إنه البحث عن الخلاص ..
و هذا تلميح إلى القصة القصيرة جدا لما فيها من وميض يستمد قوة اختراقه من الضوءو لهذا فهي أسرع من هذا الصوت في مداهمته و مباغتته بدون سابق إنذار..
فكل ما أعرفه أني وُلدتُ قصيرا جدا.. وقزما أيضا وبدأتُ أنمو و قامتي تزداد طولاشيئا فشيئا .../
- ( أبراج ) ، ( قوس قزح ) ، ( صورة على نسق jpg ) ، ( سيمفونية الببغاء )..
ما الذي يبتغيه القاص حسن برطال من شغبه القصير جدا..؟ هل هناك مشروع/ تصور ما
من خلال هذه المجاميع وجدتَ نفسك قد حققته ..؟؟
سواء تكلمنا عن الكتابة كمشروع أو كرسالة فهامش الفشل وارد ..لكن الأخطر و الأسوء أن نبدأ بالعبثية و الفوضى و نقتحم معمار الكلمة بلا تصاميم ورؤى مستقبلية .. في اعتقادي أن المجاميع القصصية الأربعة و التي أشرتَ إليهاهي كواكب سيارة كل واحد في فلكه يدور لا يخرج عن مسار مرسوم معاستقلالية تامة بمناخ و عناصر ..
( أبراج ) بُنيت على الشكل و اهتمت بالمضامين الفنية للنص القصير جدا ..
( قوس قزح ) .. جابت أروقة المفارقات ..
( صورة على نسق jpg ) ..لامستْ العالم الافتراضي محاولة بذلك صبر أغوار تقنياته
( سيمفونية الببغاء ) .. حاولتْ القبض على بلاغة اللغة..
عموما و في سوق الكلمة يكون ( الاستثمار ) رهانا غير مكشوف ..و المستثمر تظل أهدافه أحلاما و تحقيقها مرتبط بعدة عوامل أهمها ..الواقع المناسب و الزمن المناسب ../
– القصة القصيرة جدا جنس أدبي له مبدعوه و منتقدوه ..هل المشكليكمن في عدم الإلمامبأساليب هذا الجنس الأدبي من طرف بعض مجربيهأم أن المسألة مرتبطة بالحاجة إلى تراكم في الإصدارات قصد إدراكه و فهمه ..؟؟
فعلا .. للقصة القصيرة جدا مبدع بمفهوم ( حافظ ) يحملها في صدره رئةيتنفس هواءها.. و هناك منتقد بوجهين ( الهدم و البناء ) و هذا يسري على جميع الفنون .ليس هناك تشجيع مطلق بل تصفيق و صفير في آن واحد و هذه نزعة إنسانيةقبل أن تكون ظاهرة تتحكم فيها علاقة عرفية بين ثلاث نقط ( الكاتب / المكتوب و المتلقي ) ..بين أضلاع هذا المثلث البر مودي يندس عنصر الاستسهال سواء من الكاتب أو من القارئ ليكون المجني عليه هو النص و هنا أسطر على ( التربية الإبداعية المنعدمة ) لأن النص المُحترَم ، يَحتِرم و يسلم نفسه للقارئ و لكاتبه ..
بالإضافة كذلك أن القصة القصيرة جدا وليد غير واضح الملامح ، نحن الآن في مرحلة ( التقويم ) إن لم أعتمد مصطلح ( الترميم ) لأن العمل المتقن يستوجب أدوات ارتكازصريحة و التي هي شبه منعدمة حاليا ..ناشد الخلاص فيما نراكمه لتأكيد الذاتأما ( التقييم ) فله وجه آخر../
- على مستوى النقد ..ألا ترى معي أن القصة القصيرة جدا لم تأخذ بعدنصيبها من الاشتغال النقدي ..؟؟
النقد على مستوى القصة القصيرة جدا ، حاليا لا يمكن محاسبته فهو أيضا لازال يبحث عن نفسه و هويته ، فهو إبداع على إبداع و لابد لبداية خلقهأن تكون من أمشاج القصة القصيرة جدا حاليا ليس هناك نقد بمعناه الحقيقيولكن الحقبة تسجل حراكا لصنع ( قالب ) أتمنى أن يوحد الشكل صورة و صوتامرورا بقراءات عاشقة مؤمنة بالقضية و ملتزمة أحيانا ..الهمس الطويل أقوىمن صراخ متقطع ..و حتى النقد الذي جاور الأجناس الأخرى سنين طواللا يُلام في غياب وسيلةعبور إلى الضفة الأخرى.. أحيي بحرارة كل الأسماء التي تعض على أناملهاليس ندما لكن لتمتص غضب و حمرة الخجل في محيا القصة القصيرة جدا ../
– تعرف الخريطة الثقافية للمهرجانات ببلادنا حضورا لملتقيات مختصةبالقصة و القصة القصيرة جدا ..ما الذي تقدمه هذه الملتقيات للقاصالمغربي و هل تساهم في إبراز أقلام قصصية جديدة ؟؟
فعلا الحقل الثقافي المغربي يعيش هرجا و مرجا إيجابيا و قد حطم الرقم القياسي العربي على مستوى هذا الاحتفال الثقافي الاستقرار الذي يعيشهالبلد مقارنة مع بعض الدول العربية إن لم أقل أغلبها ..و في اعتقادي كان للقصة القصيرة جدا نصيب أوفر بتأسيسها لملتقيات عربيةكملتقى مدينة خنيفرة .. لفقيه بن صالح و الناظور و البقية تأتي تباعا..و هذاأعتبره تكتلا يخدم القصة القصيرة جدا و منه تستمد قوتها و كأن تلك الأجسادالقزمة تقف على بعضها لتصنع صرحا في قامة برج إيفيل و بما أن المبدع هو كائن اجتماعي بطبعه فلا يمكن له العيش خارج مجموعات
و بعيدا عن وحداتسكنية و بملكية مشتركة ( الملتقيات ) هروبا من تلك التجربة الوجودية/ الغربة
و التي تعني نفي الذات في زمان و مكان غير ملائمين لطبيعتها..و من طبيعة الحالحينما تكون النبتة في بيئتها بكل شروط الحياة لابد لها أن تزهر و تثمر و التوالدو التناسل لابد له من تلاقح../
– أن نرى حسن برطال شاعرا أو روائيا ..ألا تستفزك الأجناس الأدبية الأخرى ..؟؟
بالعكس ..فالإبداع بجميع أصنافه هو روح مرحة ، و إن ظهرت صورة عكسيةمستفزة ففينا نحن .. الإبداع وجه صافي يناضل من أجل الخروج بنا من الظلماتإلى النور ، أتمنى أن تتبنى نصوصي القصيرة جدا اندغاما و تصنع ( فطيرة ملوية )أسميها رواية ..أو ترقص على إيقاعات الهايكو لتُحَولني إلى شاعر.. الرواية رحم أبيض تختلط فيه جميع الألوان ..و الشعر سيد الكلام ..لكنني أحب المساحات الضيقةلأعتاد على نصيبي المنتظر من الأرض ، إنه قبري الذي بمقاس ( الشبر ) و ما ابتعاديسوى ليبقى الحب عذريا و نقيا لأن الاقتراب من غير القصة القصيرة جدا يُعتبر خيانة في حقها ..
- يلاحظ حضورك المتوازي بين الإلكتروني و الواقعي من خلال مشاركاتك بالملتقياتو إصداراتك الورقية بالنسبة لك كقاص هل يمكن الاستغناء عن أحدهما ..؟؟
أولا حضوري الإلكتروني تتحكم فيه طبيعة الجنس الذي أكتب فيه ( ق ق ج )..بمعنى ( القصة الومضة ) بالمفهوم الأنطلوجي لكلمة ( الوميض ) و الذي يعني الضوء أريد مقارعة الطاقة بكلمات مشعة تتحدى وهج ذلك الكرسي ( الكهربائي ) الذي يسافربالروح إلى السماء و أحيانا تكون محاولة مني لفك الحصار المضروب على الكلمة و تحطيم الجدار العازل ..أما مع كل إصدار ورقي أشعر و كأنني أكتب رسالة خطية لأصدقاء أعزاء..لا يمكنني الاستغناء عن أي منهما ..في العالم الافتراضي ( حرية ) و في النشر الورقي ( صلة رحم )../
- أنت القادم من عالم المعادلات الرياضية ألا ترى معي أن ( ق ق ج ) معادلةقصصية تحتاج إلى حسابات مدققة ..؟؟
فعلا من علم الرياضيات تعلمتُ كيف أصنع ( مجموعات ) من (عناصر) الكلمةتتعايش في ( مجال تعريفي ) بخاصيات مشتركة .. وفق( خطوط ) سردية ( متعامدة )و( زوايا ) لرؤى مختلفة منها ( الحادة ) / ( القائمة ) و ( المنفرجة ) .. من الرياضياتترجمت ( التماثل ) المحوري و المركزي إلى مفارقات مرعبة و رأيت في قصر الشديد امتدادا إلى ما ( لا نهائي ) و كلما استحضرت تقنية ( الاختزال ) أرى عددا ( كسريا )ينتقل تدريجيا من نقطة إلى أخرى كلما كان هناك قاسم مشترك بين ( البسط )و ( المقام ) ..نقط الحذف أعتبرها العدد ( المجهول X) داخل المعادلة و على القارئ الوصول إليه..و( المتتاليات الهندسية ) قصص قصيرة جدا..(السرد الدائري ) شكلهندسي ..( الترقيم ) عتبة حسابية تقوم أحيانا مقام العناوين ..المضمرات تقابلها أحيانا ( الاحتمالات ) ..باختصار فعلم الرياضيات هو الأقرب إلى القصة القصيرة جدا لأنها لغة الكلمات المحسوبة ../
– كـــــلــــــمــــــة أخـــيــــرة ..
لا أتمنى أن تكون لي كلمة أخيرة فأنا أحب الحياة من أجل القصة القصيرة جدا..
حاوره:أيوب مليجي/المغرب
 

لوحة مختارة

 لوحة مقترحة
أعلى