نرحب بالكتاب الراغبين في الانضمام إلى مطر

رأي في تربية الطفل

رأي في تربية الطفل

تهدف تربية الطفل إلى جعله فردا صالحا في المجتمع يحترم أفراده. فيشعر بالانتماء إلى وطن له حضارة عريقة و من واجبه أن يذود عنه و يحترم قوانينه و مؤسساته و يحافظ على نظافته و ممتلكاته. و لبلوغ هذا الهدف عادة ما نضع الطفل أمام واجبات ضخمة و مرهقة لا يشعر أنّها تعود عليه بالفائدة أو بتعبير آخر لا تعنيه. لا يسمع منّا الطفل إلا "يجب عليك أن..." و "يجب عليك أن..." بحيث يشعر الطفل أنّه مكبّل بواجبات تذلّه و ترهقه و تسلب منه حرّيته. و هكذا يحصل عكس ما كنّا نرجو. فعوض أن يكون متخلّقا يحبّ وطنه، ينفر منه و عوض أن يحافظ عليه يعبث بممتلكاته. و عوض أن يحترم أفراد مجتمعه يشاكس و يتلفّظ بالكلام البذيء هذا إن لم يكن مجرما.
إذا كيف تكون التربية السليمة؟
تتمثّل التربية السليمة في أن نُشعر الطفل أنّه يجب أن يكون متخلّقا ليس من أجل أهله و مجتمعه و وطنه بل من أجل نفسه أوّلا و قبل كلّ شيء. يكون متخلّقا ليس من أجل شيء خارجي يستعبده بل من أجل نفسه أوّلا. يجب أن نشعره أنّه عليه أن يحترم غيره إن كان يريد أن يكون محبوبا في مجتمعه و بالتالي جديرا بالاحترام. كما نُشعره أن عليه أن لا يعبث بالممتلكات العمومية لأنّ عبثه بهذه الممتلكات يمسّ من كرامته و قيمته. لمّا يشعر الطفل أن أيّ فساد يلحقه بوطنه يفسد أخلاقه ويجعله شخصا غير جدير بالاحترام في عين نفسه أولا و في عين غيره ثانيا ساعتها نكون قد سرنا به في الاتجاه السليم. لمّا نبيّن للطفل أنّه لمّا يتسبّب في تدمير التجهيزات العمومية، يكون قد خسر ذاته و أنّه لا يستطيع أن يهرب من الحكم على نفسه بأنّه شخص تافه، ساعتها نكون قد سرنا به في الاتجاه السليم. يجب أن نُشعر الطفل أنّه يجب أن يكون مثل الوردة يفوح منها العطر لا سلّة قمامة يفوح منها النتن. و الوردة قبل أن تعطّر محيطها، عطّرت نفسها و سلّة القمامة قبل أن تنتّن المكان نتّنت نفسها. و كلّ إناء بما فيه يرشح و فاقد الشيء لا يعطيه.
خلاصة القول لمّا يشعر الطفل أن كرامته و قيمته هي في نظافة أخلاقه أوّلا و قبل كلّ شيء، أكيد أنّه سيكون شخصا فاضلا.


 

لوحة مختارة

 لوحة مقترحة
أعلى