نرحب بالكتاب الراغبين في الانضمام إلى مطر

الموظف

. الموظف ......
دق دقا خفيفا حتى لا يزعج الموظف الذي عادة ما يكون كالقوس المشدود : أقل " استفزاز " قد يثير حفيظته ويعطل مصالحه ومصالح العباد . أرهف السمع لعله يتناهى إليه ما يفيد بنبض العمل في المكتب ..ولا نأمة ..أعاد لينقر الباب بكثير من الحرص ..نقرتين : مثنى مثنى ..لاحياة لمن تنادي ..العمل في هذا الجانب من الادارة في حكم المعطل منذ زمن طويل ؛ لا يبعث فيه الروح إلا الرشاوي التي أصبحت قدرا مقدورا على الناس ..ما العمل ؟ ..يصرخ ..يحتج ..يولول ..كل هذه السلوكات غير مثمرة ؛ سيتهمونه بإثارة الفوضى والاعتداء على الموظفين أثناء قيامهم " بأعمالهم " ...
لمح الموظف قادما فاستبشر بقرب انتهاء محنة الانتظار ؛ مر بجانبه وحدجه بعيني صقر كأنما أرسل إليه ليقبض روحه ..بدأ الصدأ يعلو فورة التفاؤل الذي سبح فيه للحظة وحل محله غضب مكتوم ورغبة دفينة في نفسه لتلقين هذا الكائن الشهري
درسا يكون عبرة للآخرين؛ لكنه جبن عندما رآه مغادرا المكتب وهو يلقي معطفه على كتفه ، لتحل محله عاملة نظافة كأنهما كاناعلى موعد مسبق ..نظرت إليه المنظفة بدون مبالاة وسألته عما يريد ؛ أجابها برد تعتمل فيه السخرية و الشر المستطير :- كان عليك تنظيف هذه الادارة من أمثال هذه العينة من الموظفين وما أكثرهم ..! التفتت يمنة ويسرة وهمست إليه:- دأبه هو العمل مقابل الرشوة والتحرش بالنساء ..! لعنه وبصق على الأرض و انصرف تلاحقه لعنة
المنظفة ....
2017 : القنيطرة
 

لوحة مختارة

 لوحة مقترحة
أعلى