نرحب بالكتاب الراغبين في الانضمام إلى مطر

دوامة

دوامة
**
ما سرُّ هذه اليد الطيّبة التي تسكب في العالم من عبير السلام، ثم تختار في لحظة غامضة أن تُمسك بسكينٍ حادة، تجرف من خلالها حياةً لم يكن ينبغي لها أن تنتهي، فتسفك الدماء العذبة التي تروي الشرف وتحفظه؟ ما بالها تختار أن تغرسها في عنقي، بشكل قاصدٍ، كما لو أن هناك نداءً عميقًا يدعوها لذلك الفعل الغامض؟
أين ذهب صوته؟! كيف سرقت تلك اليد الكلام من فمي، وألقتني في عوالم مدهشة غارقة في الصمت، عوالم لم أعد أستطيع العودة منها؟ أتدور الأسئلة في عقلي ولا تجد جوابًا، والدهشة تحاصرني من كل جانب، وتتكاثر اللحظات الصماء حولي كأنني في قاعة من المرايا التي لا تعكس سوى الفراغ.
ثم جاء المحقق، ووجدني أبكم، كما لو أنني فقدت حتى القدرة على إظهار ما يعتريني من دهشة وحيرة، فانصرف، باحثًا عن الجاني، غير مدرك أنني أنا الجواب الوحيد. سيتبعني في طيفه، يبحث بين أروقة الأسئلة البليدة، وهو يطرحها على من لا يبالون، بصرهم حديد، لا يعكس سوى الجفاف والبرود.
ما بال الكلمات تتراكم فوق بعضها البعض، كالجمرات التي تتناثر في جوفي، لتشتعل وتلهب ما تبقى من أبعاد صمتي؟! وتظل البئر، التي أسكنها، مطمورة بحجابها، متماوجة في تماسكها، وإن كانت على وشك الانهيار. آه، كم هي خبيئة الحيرة التي تضغط على صدر قلبي! متى سيأتي فصل الحصاد؟ متى ستنضج الثمار التي طالما انتظرتها؟ وهل سيأتي حقًا، أم أنني سأظل أعيش رهين دوامتي؟
 

نقوس المهدي

مشرف
طاقم الإدارة
نص يستعين بالتجريد والاسئله الوجودية لإثبات الذات المتشظية . مستخدما العديد من الألفاظ الغامضة ( الدهشة، الحيرة، الدوامة، الأحجبة، الجفاف، الفراغ الصمت وغيرها)، مستغله تلك الفضاءات لصياغة نص بديع
 
نص يستعين بالتجريد والاسئله الوجودية لإثبات الذات المتشظية . مستخدما العديد من الألفاظ الغامضة ( الدهشة، الحيرة، الدوامة، الأحجبة، الجفاف، الفراغ الصمت وغيرها)، مستغله تلك الفضاءات لصياغة نص بديع
سعيد باستحسانك أخي سيدي المهدي وبقراءتك النقدية الدقيقة والمشجعة.
تقديري والمودة.
 

لوحة مختارة

 لوحة مقترحة
أعلى